شادية علي خليفة

شادية علي خليفة (حنفية / العراق)

ولدت «شادية علي خليفة» بمدينة «كركوك» عام ١٣٩٥هـ (١٩٧٦م) في شمال العراق. ويقطن هذه المنطقة غالبيّة من الأكراد، نشأت «شادية» في وسط عائلة كرديّة تعتنق المذهب الحنفي، الذي يكثر أتباعه في وسط العراق.

الإسلام والمرأة:

لا يخفى على أحد من المسلمين مدى عناية الإسلام بالإنسان عموماً، فالميزان فيه التقوى، إذ كلّما كانت كفّة التقوى أرجح كان الإنسان أكرم، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ(1)، فلا الجنس ولا القوميّة ولا اللون يؤثّر في هذا الميزان.

لكن مع الأسف الشديد عدم تطبيق تعاليم الإسلام أدّى إلى ضياع كثير من الحقوق، ومنها حقوق المرأة، التي هي المدرسة الأولى التي يترعرع فيها الإنسان.

ورغم ما مرّت به المرأة، إلاّ أنّها كانت وما تزال – في نظر الإسلام – عنصراً يشاطر الرجل في أداء دوره وتأثيره في المجتمع، ومواقف سيّدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والعقيلة زينب(عليها السلام)، مواقف خالدة ومشرقة تستلهم الأجيال منها الدروس والعبر.

نقطة التحوّل:

اطّلعت «شادية» على حقوق المرأة من خلال زوجها -الذي يبدو أنّه- استبصر قبلها كما أنّه وفّر لها بعض الكتب فرأت نظرة مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)للمرأة، ورأت أنّهم قد بيّنوا معالم الطريق لكلّ سالك، فوجدت أنّ ما دوّن في هذا الصدد لا يأباه عقل ولا فطرة، وأخذت من خلال هذا المجال – حقوق المرأة – تتعرّف أكثر على مبادي التشيّع، فرأت العقائد والفقه والسيرة، كلّها تتلاءم مع القرآن، وكيف لا يكون كذلك وأئمّة هذا المذهب عدل القرآن، وفي بيوتهم نزل الكتاب، فقرّرت اتّباع مدرستهم والتعبّد بالشريعة وفق مذهبهم(عليهم السلام).

الثبات على العقيدة:

عندما علم المقرّبون من «شادية علي خليفة» باتّباعها لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، أخذوا يعاملونها وزوجها بجفاء وخشونة، وهذه مشكلة – مع شديد الأسف – متكرّرة، ومنشؤها ضيق الأفق وتلقّي الموروث بدون دراسة ومقارنة وتحليل، إلاّ أنّها ثبتت على المبدأ الصحيح مستلهمة هذا الثبات من مواقف الزهراء(عليها السلام)، وسليلتها زينب(عليها السلام).

____________

1- الحجرات (٤٩) : ١٣.