الشيخ ناصر ديلو

المدرّس الشيخ ناصر ديلو

* سورية – إدلب – زرزور

* مواليد عام (1967م)

* اعتنق التشيع عام (1985م)

بعد كل فترة وأخرى ينهض بفكر أهل البيت (عليهم السلام) ثلة من الشباب المثقف المنفتح لا يعبأ بالماضي الموروث متطلعاً إلى المستقبل بروح التفاؤل والتجديد والمعاصرة والمواكبة، فلم يجدوا منفذاً لهم إلى شق هذا الطريق سوى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) طريق الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وطريق جده الحسين وطريق أبيه علي حيث إن علياً باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله عن الوحي عن الباري فمن اتباع أهل البيت (عليهم السلام) هذا الشيخ التقيناه وأجرينا معه هذا الحوار.

ـ فضيلة الشيخ ناصر بداية نود التعرف على شيء من سيرتكم الذاتية؟.

اسمي ناصر أحمد ديلو ولدت في قرية زرزور عام 1967 لأبوين فقيرين في وسط ريفي يعمل بالزراعة والتحقت بالمدرسة الابتدائية في نفس القرية أدرس كبقية أقراني وما إن انتهينا من تلك المرحلة حتى تابعت الدراسة الإعدادية بقرية مجاورة لقريتنا اسمها القنية ومعظم سكانها من أتباع الدين المسيحي وكانت المدرسة وقتئذ تشغل أبنية من الدير القديم في تلك القرية وبعد انتهاء المرحلة الإعدادية تابعت الدراسة الثانوية في منطقة جسر الشغور واتجهت باتجاه أدبي حيث كنت أرغب بدراسة التاريخ والأدب والحقوق.

ولم يكن عندي ميول علمية. وفي هذه الفترة أخذ الدافع الديني ينمو عندي أكثر فأكثر وبدأت علاقاتي تتوسع ومداركي تنفتح على كل صغيرة وكبيرة.

ـ كيف كانت بداية التحول نحو هذا المذهب؟.

التقيت بشيخ كبير في نفس القرية (زرزور) وكان أول متشيع هناك وكان الناس من حوله يتهمونه باتهامات باطلة وكنت بدوري أوجه له اللوم.

بالحديث الشريف الذي يقول (لا تزولا قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه وعن علمه ماذا عمل به). فقلت له لماذا أنت لا تعلم الناس وعندك هذا العلم؟ فأجاب رحمه الله. هلا أتيتني ولم أعلمك فقلت له هذا صحيح. إن شاء الله سنلتقي بجلسات خاصة وشاءت الصدف أني أعمل إلى جانب دراستي نجار بيتون. وقد أخذنا ورشة (عمار) عند الشيخ فالتقينا فكنت أعمل حيناً وأحادثه أخرى.

ومن حسن الحظ أنه كان له ولد أكبر مني بسنة يدرس في الحوزة بدمشق فقال لي الشيخ لماذا لا تدرس في الحوزة وهناك تطلع على فكر أهل البيت وعلى منابع اللغة والأدب فقلت له بإيجاب لا يوجد لدي مانع. إن كان هذا ولكن قبل تلك المدة قد اطلعت على كتاب المراجعات الذي أثر في من حيث الأدب واللغة والأسلوب إضافة إلى الحجج التي كان يسوقها السيد بأسلوبه الشيق وبالفعل بعد أن أنهينا العمل عنده وكان الوقت صيفاً وبعد صدور نتائج الثانوية العامة كنت من الناجحين فأخذت وثيقتي وذهبت إلى دمشق ملتحقاً بالحوزة (حوزة الإمام الخميني  في بدايتها. وكان ذلك عام 1986 فقبلت طالباً في الحوزة. ثم التحقت بالجامعة في قسم اللغة العربية. وبدأت الدراسة في الجامعة وفي الحوزة وكل يدعم الآخر ويقويه، وفي هذه الأثناء كانت الفكرة قد اختمرت في ذهني لأنهج خط أهل البيت متأثر بنقطة الفصل (حديث رسول الله) (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنا غرق وهوى) ولذلك وبعد تفكير استمر سنتين من الصف الحادي عشر إلى الثاني عشر (البكالورية) أتردد في الحديث حتى ركبت على سفينة نوح التي فيها النجاة فأعلنت تشيعي وبقوة وهنا بدأت المواجهات مع أصدقائي وأهلي وهم كثر فقلت لهم وبصوت عال. أنا ركبت السفينة ولا أخشى بعدها الغرق فمن أراد النجاة فليتبع السفينة وهكذا بدأت المرحلة الثانية من عمري حيث تزوجت وكانت المعارضة في تزويجي كوني شيعي. فتزوجت واصطحبت زوجتي إلى دمشق لأنقل مقر سكني من زرزور إلى دمشق طيلة  عاماً قضيتها في الدراسة والعمل التبليغي خادماً لمذهب الحق. مذهب آل البيت انطلاقاً من كوني طالباً في حوزة الإمام القائد العظيم الخميني وكوني خادماً لأهل البيت (عليهم السلام) المظلومين أحياء وأموات.

وبدأت أعمل لخدمة هؤلاء السادة سادتنا وموالينا أهل التقى أهل الرسالة وأنشر فكرهم وعلى أثر ذلك تأثر أحد الأصدقاء وكان معلماً في المدرسة الابتدائية ليعلن تشيعه بشكل طريف جداً. واسمه يونس أماني.

وبعد التشيع ترك المدرسة واستقال والتحق بحوزة الإمام ليصبح إماماً في نفس القرية التي أنشأنا فيها مسجد الزهراء (عليها السلام) ومن بعده الشيخ كامل حسين الذي درس الدروس الحوزوية إلى أن وصل إلى مرحلة البحث الخارج لدى الشيخ سلطان والأخ أحمد قيراطه وهو ما زال يدرس المكاسب في حوزة الإمام الخميني.

وغيرهم من الأخوة والشباب الذين تأثروا بمذهب آل البيت فمنهم من تحول ومنهم من كتمها في قلبه منتظراً الظرف المناسب. وما زال الأخوة الثلاث يعملون بجد ونشاط في نشر هذا الفكر المحمدي الأصيل. متعاونين متكاتفين دون ملل أو ضجر من جهل الجهلاء وتعنت المتعنتين.

وعلى أثر عمل هؤلاء الطليعة غدت حركة التشيع في إدلب قوية ومنتشرة في كل القرى والمناطق. وتكاد لا تخلو قرية إلا وفيها مجموعة أو أفراداً من اتباع مذهب الحق.

ـ هل لكم مناظرات مع الشباب المثقف من المذاهب الأخرى؟.

لقد جرت مناظرات مع مشايخ وأساتذة وطلاب وأناس مثقفون. منهم من تأثر ومنهم من يسكن صاغراً للحق .

حوار بيني وبين الأستاذ يونس أماني:

في العشر الأواخر من شهر رمضان كنا نتحاور مع الأستاذ يونس وبعد جلسات طويلة معه وقفنا معه على حجة بالغة ألا وهي أنه طلب مني استخراج حديث واحد من صحيح البخاري (نرى فيه عدم الصحة) فقلت له أن صحيح البخاري ليس كله صحيح. ففيه ما يخالف القرآن وفيه ما يخالف العقل والمنطق فعلى سبيل المثال. هناك حديث يروى عن السيدة عائشة أنه كان رسول الله يباشرها وهي حائض وكانت تنسله (ترجله) وهي حائض فغضب الأستاذ من هذا الحديث. وقام من فوره واتجه إلى مسجد السنة ليصلي العشاء والتراويح. وعند الانتهاء من صلاة العشاء سأل إمام المسجد هل يوجد في البخاري حديث مباشرة الرسول عائشة وهي حائض فقال ا لشيخ مجيباً نعم كانت تتزر ويجامعها. فأجابه الأستاذ يونس أنا رجل عادي لا أباشر زوجتي وهي حائض فكيف برسول الله؟!.

وعند ذلك قال الأستاذ يونس مجيباً إمام المسجد أشهد بأني من الآن أنا شيعي. واعلم يا شيخ أن رسول الله كان عنده تسعة نسوة فكيف يحصر نفسه مع عائشة وقت حيضها فخرج من المسجد غضبان وجاءنا البيت معلناً تشيعه بشكل علني. ثم ما لبث بعد مدة حتى ترك التعليم مستقيلاً والتحق بحوزة الإمام الخميني لينهل من نبع أهل البيت أكثر ليكمل دراسته وأصبح إماماً في مسجد الزهراء في زرزور لدى ثماني سنوات بعد إكمال دراسته بالسطوح والمكاسب وما زال يعمل ناشراً لفكر أهل البيت في جسر الشغور وغيره من المناطق المجاورة.

ـ ماذا تقترحون من أفكار في طريق الدعوة؟.

أفضل طريق للدعوة الدعوة الصالحة الواعية والسلوك القويم بالعمل والتقوى والالتزام بمذهب الحق وتعاليمه.

ـ وماذا تعمل الآن أستاذ ناصر؟.

والآن أعمل مدرساً للغة العربية في إعدادية زرزور وفي دركوش جاعلاً بيتي مكتبة لمن يريد الاطلاع على هذا الفكر.

وتتلمذت على أيدي مجموعة من العلماء والسادة الكبار وعلى رأسهم سماحة السيد نور الدين الأشكوري والسيد أحمد الفهري ممثل الإمام الخميني في سورية ولبنان والسيد يوسف الطباطبائي الممثل والوكيل الشرعي للسيد الخامنئي. وسماحة الشيخ الفاضل والأستاذ سلطان لدرس الكفاية والمكاسب والبحث الخارج.

وشكراً لكم سماحة الشيخ هشام على هذه الجهود الجبارة وفقكم الله وسددكم لخدمة أهل البيت (عليهم السلام) ولخدمة مذهب الحق.