يونيو 25 2023
ضريح الماء
الصورة: المستبصر والكاتب السوري الأستاذ السيد باسل خضراء الحسني (فلسطيني الأصل) في حرم أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ساقي عطاشى كربلاء
الـمـــــــــاءُ جـــــــــاءكَ يـسـعـى ظــــامـئـاً سَـغِـبَـا *** مُـطـلّـقَ الـنـهـــــــــرِ لا جـرفـاً ولا صَـخَـــــــبــا
فـأذنْ لأنـهـــــــارِه تـجـري بــــــــــأعـــذبِــــــــه *** وأذنْ لـشـطـــــــــــآنِــهـا أن تـلـثـمَ الـسُّـحـــــــبــا
فـأنـتَ يـا جـودُ، قـلــــــــــــــــبُ الـمـــاءِ، مُـورِثُــه *** سـرَّ الـحـيـاةِ ونـبـــــــــضَ الأرضِ والـعـصــــــــبــا
أعـنْ قـصـيــــــــــدةَ رمـلٍ غــــــالــــهــــا ظـــــمــأٌ *** وامـطـرْ عـلـى بُـــــــركِ الـمـعـنـى لِـتـلـتـهــــبـــا
هـذي قــــــــلادةُ جــــــــــــــــرفٍ دون أشــــرعـــةٍ *** مـكـسـورةُ الـريـحِ لا ريـــشـــــــاً ولا زغــــــبـــا
جـــــــــــاءتـكَ تـسـعـى وشـمـرٌ حـزّ مـنـحــــرَهـــا *** ولـيـسَ لـيـسَ ســـــــواكَ الـنـاصـرُ الـغُـــــرَبــــا
تـنـورُ جـودِكَ فـيـه الـمــــــــــــــــــاءُ أرغـفــــــــةٌ *** لـلآنَ بـــــــــــــــــاســطُ كـفّـيـه ومـا نـــــــضـبــــا
ووردةٌ لـم تـخـفْ نــــــامـتْ بـمـقــــــــــــلـتــــــــه *** لا جـمـرَ أيـقـظـهـا لا مـــــــــــاءَ لا حــــــــطـبــــا
يـا واهـبَ الـمـــاءِ طـعـمَ الـمــــــاءِ أضـرحـــــــةً *** حـتّـى إذا قـيـــل: مـا مــــاءٌ ؟ لــــــــه انـتـسـبــــا
فـالـجـــــــــودُ كـونُـك قـد وشّــــحـــتـه زمـنــــــي *** فـمـا بـقــــــائـي لــشـيءٍ غـيـــــــرُهُ سـبـبــــا
فـالـمـــــــاءُ عـنـد نـبـيِّ الـمـــــــــاءِ أسـئـلـــــةٌ *** عـلـى سـواحـلِـهـا ، إيـمــــــــــــــــانُـنـا صُـلِـبــــا
لـذا أتــــــاكَ قـصـيـــــــــــــدُ الـشــــعـرِ فـي يــــدِهِ *** نـدى غـيـومِـكَ يـسـتـرضـيــــــــــكَ أن تَـهِـبَــــا
يـا دمـعـــــــةَ اللهِ يـــــــا حـزنـاً يـبـــــاهِــــلــــنـا *** فـلـيـسَ لـلـشـعـرِ يـا عـبــــــــــــاسُ مـا سَـلـبــــا
أعـطـيـــــــــتُـهُ لـونَـهُ، لــــونَ احـمـــــرارِ الـــردى *** فـصـار مُـذّاك بـيـن الـنــــــــــــــاسِ مـكـتـسـبـــــا
عـذبٌ بـقـــــــــــاؤكَ لا تـهـديـــــــــكَ ذاكــــــــــــرةٌ *** فـكـلُّ جـيــــــــــلٍ أرومــــــــــاتٌ لـكَ انـتـصـبــــا
آخـيـتَ جـودَك ، دون الـمـــــــــاءِ شــــــــــاطــــؤه *** وعـنـدكَ الـمـاءُ أرخـى الـسـيـــــــــلَ مُـنـتـحـبــــا
غـافٍ بـه الـرمـلُ والأحــــــــــــــــــــلامُ تـســــكـنُـه *** لـمّـا أتـيـتَ عـلـى أقـدامِــــــــــــــــك اضـطـربــــا
أتـى وعـنـد ضـفـــــــافِ الـجـــــــــــــــــودِ قـــــبّـلَـهُ *** ثـغـرُ الـخـلـودِ ، فـصـاحَ الـمـــــــــــاءُ واعـجـبــــا
أيـا أبـا الـفـضــــــــــلِ يـا جـرحـــــــاً ورايــــــتُـــــهُ *** فـوق الـمـــــــــــــــآذنِ آذانٌ لــهـا نُـصِــــــــــــبــــا
كـأنّـــــــــهـا نُـسـجـتْ مـن لــــــــــونِ طــــــــاعــتـهِ *** ومـن إبـاءٍ كـكـبـــــــــرِ الأرضِ مـا ارتـــــــعـبــــا
فـلـم يـزلْ فـيْـــــــــــئـهـا فـي كـربــــــــــــلاءَ دمـــاً *** ولـم يـزلْ فـيْـئـــــــــــــــهـا فـي كـربــــــلاءَ إبــــا
كـأنّـهـا فـي فـيـــــــافـي الـجـرحِ قــــــــــــافـــــلــــةٌ *** أسـرتْ بـهـا الـريـحُ حـتّـى طــــــالـتِ الـحُـجُـبَـــا
وبـابُ غـيــــبٍ، فـسـلْ بـلـقـيــــــسَ تــــعـلــمـــــهـا *** وسـلْ سـلـيـــــــمـانَ إذ فـيـــــــــهـا قـضـى أربـا
حـمـراءُ دمـعٍ ، جـنــــــــانُ الـخـــــلـدِ مــوطـــنُـــــهـا *** وغـيـمُـهـا الـجـودُ، طـوفـــــــــــــــــــــانٌ إذا نُـدِبـا
أيـا أخـــــاهـا، وكـم عـبــــــــاسَ مـذ طــــــرقـــــــتْ *** بـابَ الإخـاءِ ، فـصــــــــــــــرتَ الـكـفَّ مُـحـتـربـا
تـطـوي إلـى زيـنـبَ الأرضـيـنَ إنْ صـــــــرخــــــتْ *** وتـطـفـئُ الـشـمـسَ والأقـمـــــــــــــــــارَ والـشُـهـبـا
وتـنـحـنــــــــي رغـمَ جــــــــوعِ الـدمــعِ آنــــــيـــــــةً *** كـظـهـرِ حـزنٍ، ولـم تُـبـدِ الـبـكــــــــــــــــــا أدبـا
فـكـربــــــــــلاءُ الـتـي عــــــــانـقـتـهــا وطـــــــــنـاً *** أمـسـتْ، بـهـا زيـنـبٌ تُـسـقـى بـهـا الـكَــــــــرَبَـا؟
وصــــــــــــارَ كـفّـــــــاكَ عـنـد الـصــوتِ مــشـرعـةً *** مـنـهـا نـهـلْـنـا وفـاءً ســــــــــــــــــــــائـغـاً عـذِبـا
صـلاةُ حـزنٍ عـلـى كـفّــــــــيـكَ قـد وجــــــــــــبـتْ *** والـقِـبـلـةُ الـجـــــــــــودُ إيـمــــــــــــانٌ بـهـا وجـبـا
لـم يـكـفـرِ الـرمـلُ مـا صــــــــلّـى عـلـى وجـــــــــــعٍ *** صـارتْ بـه الأرضُ أرضـاً تـعـتـــــــــــلـي الـرتـبـا
وصـار حـرُّ رمـــــــــــــالِ الـطـــــــــــــــفِّ فـي يـده *** مـاءً فـراتـاً، ومـنـه الـكــــــــــــــــــــــونُ قـد شـربـا
Dr. Abdelrahman Mohammed Yeddi
2023-06-27 @ 4:13 مساءً
رائع. حفظه الله