أحمد أبوالفتح عثمان

أحمد أبوالفتح عثمان (مالكي ـ نيجيريا)

ولد عام ١٣٨٢هـ (١٩٦٣م) في مدينة (ميدغوري) في نيجيريا، ونشأ هناك في أسرة متديّنة تتبع الطريقة التيجانيّة، واصل (أحمد) دراسته الجامعية حتى نال شهادة الليسانس في اللغة العربية.

عندما أنهى دراسته الأكاديمية واصل نشاطه في كلّية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بميدغوري، وكان أن التقى هناك في أحد الأيام بأحد أتباع المذهب الجعفري.

يقول (أحمد) عمّا جرى له مع هذا الشخص على مدى أيام: كان يزور مكتبتي كلّ يوم، وكثيراً ما كان يفاجئني بقضايا حارّة، القضايا التي كانت تتعلّق بأصول الدين وفروعه تارة، وكانت قضايا تاريخية تارة أخرى.

ومن هذه القضايا: قضيّة وضع الرب رجله في النار، ورؤية الله وضحكه وغير ذلك ممّا يمسّ عزّة الله، وكذا أمور تتعلق بكرامة الرسول صلي الله عليه وآله كنسيانه في الصلاة، وصلاته مع الجماعة وهو جنب، وبوله قائماً، وما إلى ذلك.

وفي ما يتعلّق بالتاريخ فقد أشار إلى مسألة الخلافة ومغامرات كثيرة من بعض الصحابة ضدّ النبيّ الأكرم صلي الله عليه وآله، وعدم احترامهم له، بل ومحاولة اغتياله صلي الله عليه وآله، هذا إضافة إلى إيذائهم له ولأهل بيته عليهم السلام.

بعد سماع (أحمد) لهذه المواضيع التي بدأت تدقّ ناقوس الخطر بالنسبة لما كان يعتقد سابقاً حاول أن يجد جواباً شافياً لها من علماء أهل السنة، فتواصل معهم، لكن دون جدوى، فعرف أن لا جواب لهم في ذلك، وممّا زاد من تعجّبه هو أنّه كلّما كان يعرض عليهم إحدى المسائل التي جرت بين الصحابة كان يواجه بكلمة واحدة: (اترك ما شجر بينهم..)، ومن حينها طوى (أحمد) صفحته القديمة، وفتح الجديدة نحو أهل البيت عليهم السلام، فبدأ بالبحث والتنقيب في المصادر المعتمدة عند الفريقين.

شيّعني البحث:

بعد البحث والتحقيق في مصادر الفريقين وجد (أحمد) ما يشفي غليله، وتوصّل إلى أنّ الله سبحانه وتعالى لم يأمر المسلمين إلّا بطاعته وطاعة رسوله صلي الله عليه وآله طاعة أهل البيت عليهم السلام، كما أنّ الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله قد أمر بالتمسّك بهم وبالقرآن الكريم بعده، فأعلن عن استبصاره وتغيير انتمائه المذهبي، وكان ذلك عام ١٤٢٤هـ (٢٠٠٤م) في مدينة (ميدغوري) النيجيرية.

وأنشد قصيدة بمناسبة تشيّعه لأهل البيت عليهم السلام، قال فيها:

تشيعت والتشيع جمّل ظاهري وطهّر قلبي باتباع الأئمة
أئمتنا من أُذهب الرجس عنهم وطهّرهم مولاي من كلّ شقوة
هم أهل بيت المصطفى خلفاؤه بهم يُرتجى كلّ المراد ورغبة
وقد قال فيهم جدّهم سيّد الورى سفينة نوح والأمان لأمة
فحبّهم فرض على كلّ مؤمن وبغضهم كفر مؤدي لذلّة
وحبّهم فرض متمّم للصلاة وما سأل المختار غير مودّة
أحبّهم حتّى تفانيت فيهم وأسرفت فيهم كلّ نفس نفيسة
فهاك أساميهم أخي لتحفظن ففي حفظها أمنن ونيل ببغية
وأولهم أخو النبيّ عليّ من مكانته بين الورى فاق فكرة
عليّ أمير المؤمن ووليّهم وصيّ حبيب الله قد نال رفعة
وثانيهم الحسن الزكي ابن سيّدي به دعم المولى قوائم ملّة
وثالثهم فخل شهيد حسيننا لقد نال منه أهل شرّ وشوة
أعزّيك يا مولاى حبّي محمّد علي سيّد الشهداء سليل النبوة
أعزّيكِ يا الزهراء بنت محمّد أعزّيك يا زوج النبيّ أم سلمة
أعزّيك يا أهل البيت أحبتي لقد عزتي بلواي إخْ من بلية
ورابعهم ابن الحسين عليّ من يُكنّى بزين العابدين ذي كرامة
وخامسهم من يبقر العلم بقراً محمّدنا الباقر دليل السعادة
وسادسهم كنز المعارف صادق منارة أهل العلم جعفر ثقة
وسابعهم موسى ملقّب بكاظم لقد سجنوه أهل ظلم وذلة
وثامنهم ابن لموسى حبيبنا عليّ الرضى من في رضاه سعادة
وتاسعهم ذو الفضل والجود سيّدي محمّدنا الجواد جد لي بحجةٍ
كذاك عليّ الهادي عاشراً لهم هداني وقوّاني لإتباع شرعة
يليهم الحسن العسكري إمامنا عليه صلاة الله في كلّ سجدة
وآخرهم من يملأ الأرض عدله محمداً المهدي صاحب غَيْبَةٍ
هم خلفاء المصطفى سادة الورى موالاتهم عزّ وفوز برحمة
أوالي علياً ثمّ الزهراء بعده كذا الحسنين ثمّ باقي الأئمة
أواليهم في السرّ والجهر لا أرى وفيداً إلى مولاي غير الأئمة
وبرئت نفسي من معاوي وابنه يزيد سكير قد تولوا بنقمة
لقد حاولوا إطفاء نور محمّد ويأبى إله العرش ربّ البرية
يساندهم نجل لعاص فقد عصى لقد باع أخراه وباء بحسرة
كذا من قفى آثارهم وأحبّهم أجاهرهم بغضبي في كلّ طرفة
صلاتي على المختار والآل طرهم بها ارتجي حسن الختام وهمة
وإنّي لبرهام حبيبي راجياً مجاورة الأبرار أصحاب عصمة