هلال جميل الخيلاني

هلال جميل الخيلاني (شافعي / العراق)

ولد سنة ١٣٨٠ه (١٩٦١م) في «ديالى» بالعراق، ونشأ في أُسرة سنّية شافعيّة المذهب، واصل دراسته إلى المرحلة المتوسطة، استبصر واعتنق مذهب آل البيت عليهم ‏السلام سنة ١٤٠٨ه (١٩٨٨م) في معسكر الأسرى بمدينة «قوجان» الإيرانية.

فضائل أمير المؤمنين عليه ‏السلام جعلتني من شيعته:

يقول «هلال»: «حصلت لي صداقة عميقة مع أحد الإخوة من الشيعة في معسكر الأسر، وأخذنا نتحدّث عن كلّ شيء، ولم يكن لواحد منّا سرٌّ يخفيه عن الآخر.

وكان صديقي هذا يعرّفني بآل بيت الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ، ويحكي لي عن عظمتهم، ويبيّن لي بعض مناقبهم، فيعجبني ذلك ويسرّني سماع المزيد عنهم، لأنّي وجدت فيهم النماذج الإنسانية الكاملة التي اختارها اللّه‏ للبشريّة لكي تهتدي بهم، وتسير على خطاهم.

وأمّا الآخرين الذين عظّموهم لنا، فبان لي زيفهم، وزال بريقهم المصطنع، فلا أحد يمكن أن يقارن أهل البيت عليهم‏السلام في الفضائل والمناقب، وخصوصاً علي بن أبي طالب عليه‏السلام الذي لا نظير له في الخلق سوى النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله و سلم الذي يفضله بالنبوّة.

إنّ الإنسان حينما ينظر في فضائل الإمام علي عليه‏السلام أو يسمع بها يطمئن قلبه، وترتاح نفسه إلى أنّه وجد الصراط المستقيم، بعد أن ضيّعته السُبل، هذا وقد حُورب هذا الإمام عليه‏السلام طيلة حياته، فأخفت أعداؤه فضائله حسداً وأولياؤه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما به ملأ الخافقين(1).

النظر إلى علي عليه‏ السلام عبادة:

فضائل الإمام علي عليه‏السلام لا تعدُّ ولا تُحصى، لأنّه وليّ اللّه‏ وخالصته، وكلّ من جعله اللّه‏ مخلصاً له، فقد وهبه من نعمه مالا ينتهي ولا يزول. فقد قال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم النظر إلى علي عبادة(2).

هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يبيّن عظمة علي عليه‏السلام فالنظر إليه عبادة للّه‏ عزّ وجلّ، فما أروع هذا الاتصال، وما أجلّه، يفيض على الناس بفضل العبادة بمجرد النظر إليه. وهو يدلّ على أنّ عليّاً عليه‏السلام هو الإيمان المجسّم، والمؤمن الحقيقي الذي يشعّ نوراً، فتتلقّاه الأبصار فيُحسب لها عبادة، فكلّ ما يصدر عن علي هو لوجه اللّه‏ ومن اللّه‏ وفي اللّه‏ وإلى اللّه‏، فهل هناك عظمة مثل هذه، وهل ورد لأحدٍ مثل هذا الكلام الذي يقتلع الصخر من مكانه؟!

علي الذي كان يمكنه أن يفعل ما يجلب رضى الناس، لكنّه لم يفعل ذلك لأنّه ذاب في حبّ اللّه‏، لا تهمّه نفسه إذا لم يكن في ذلك رضىً للّه‏. صغّرت قريش مكانته، وكان بإمكانه أن يخضّعها له ويسود عليها، ولكنّ رضى قريش لم يكن يهمّه، كما اهتمّ به الآخرين، فأرداهم إلى نار جهنّم. وقد أعجب الناس دهاءُ معاوية، فقال علي عليه ‏السلام: وما معاوية بأدهى منّي، ولكنّه يغدر ويفجر(3). وهيهات هيهات أن يغدر علي أو يفجر»، فهذا هو علي عليه‏السلام الذي يطمئن القلب بموالاته، وتسعد الروح بطاعته وقد خسر من استبدل الذي هو أدنى بالذي خير.

____________

1- ينسب هذا القول لمحمّد بن إدريس إمام الشافعية، انظر: الروضة في فضائل أمير
المؤمنين لابن شاذان: ١٩.

2- مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه‏السلام، للكوفي ١: ٢٤٦، الباب الثالث والعشرون.

3- نهج البلاغة ٢: ١٨٠، الخطبة ٢٠٠.