محمد كاظم عباس ليمي

محمّد كاظم عبّاس ليمي (حنفي / العراق)

ولد سنة ١٣٧٨ه (١٩٥٩م) في «المدائن» في أطراف «بغداد» عاصمة العراق، ونشأ في أُسرة سنّية حنفيّة المذهب، واصل دراسته إلى المرحلة المتوسطة، استبصر واعتنق مذهب آل البيت عليهم‏السلام سنة ١٩٨٥م في معسكر منجيل شمال إيران.

حديث الثقلين هداني إلى ولاية أهل البيت عليهم ‏السلام:

يقول: «محمّد»: «هيّأت لي فترة الأسر في إيران فرصة لمراجعة النفس، وقراءة الكتب والصحف، فاطلعت على ثقافة جديدة كنت محروماً منها سابقاً، واستمعت إلى محاضرات دينيّة عن الإسلام مملوءة بالمعارف والوعظ وعلوم أهل البيت عليهم‏السلام.

هذا وقد كان لحديث الثقلين(1) الذي يرويه الطرفان من الشيعة والسنّة أثر كبير في نفسي، حيث عرفت أنّ الرسول لم يترك أمّته سدى، ولم يوكّل الأمر للأمّة تنتخب من تشاء بدون دليل، بل أوصى أمّته بأنّ هناك جماعة يعادل التمسّك بهم التمسّك بالقرآن الكريم.

فالقرآن هو الدّستور، وهم الذين يسيرون على المنهج، وعليه فهم القادة والساسة لهذه الأُمّة.

ثُمّ من الواضح أنّ أهل البيت عليهم‏السلام – إذا استثنينا الرسول الكريم المتّفق عليه من الطرفين – هم فاطمة وبعلها وبنوها لا غير، أمّا سعي البعض لإدخال الآخرين معهم، أو تشويه معنى الآل بمعان ما أنزل اللّه‏ بها من سلطان، فهو سعي خائب يهزمه الدليل، ويردّه البرهان.

غصب الخلافة من آل البيت عليهم ‏السلام وظلم شيعتهم:

ثُمّ إنّ تقدم الآخرين عليهم في إدارة الأمور وادّعاء الخلافة، هو غصب لمناصب عيّنها اللّه‏ لهم، وهي لا تليق إلاّ بهم لعصمتهم فالأمر هو خلافة للرسول، ولابدّ أن يكون من يخلف الرسول مثله في سياسة الأمّة، وإلاّ لحصل إفساد وعمّ الخراب، كما حصل فعلاً، رغم سعي آل الرسول عليهم‏السلام للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه وهم خارج السلطة الظاهرية.

ثُمّ إنّ الشيعة الذين والوا أهل البيت عليهم‏السلام، حاربهم المغتصبون بكلّ وسيلة، وأراقوا دمائهم بأدنى تهمة، فعاش الشيعة طوال القرون مظلومين محرومين مُطاردين، ولكنّهم استسهلوا الصعب، وركبوا الخطر من أجل بقاء الدين، ووفاءً لقادته الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل سيادة الإسلام وعزّة المسلمين.

إنّ الظالمين كانوا وما زالو يحاربون الشيعة، ويتهموهم بكل شنيعة ويسبّوهم بكل دنيئة لعلّهم يفلحون في الوصول إلى مآربهم الشيطانيّة. ولكن هيهات، فشأن الشيعة هو الذي يعلو ولا يعلى عليه على مر الزمان، وأمّا أعداءهم وأعداء آل البيت فما نصيبهم إلاّ ازدياد الخزي، وتجدد العار في كلّ عصر وحين وزمان.

____________

1- مسند أحمد ٣: ١٤، ١٧، ٥٩.