رامي ماجد خطار

المستبصر السوري رامي ماجد خطار

* سورية – ريف دمشق – سبينة

* مواليد عام (1983م)

* اعتنق التشيع عام (2000م)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المنتجبين وعلى جميع أنبياء الله المرسلين.

ـ بداية نود التعرف على سيرتكم الذاتية؟.

اسمي رامي ماجد خطار.ولدت في بلدة السيدة زينب 17/9 /1983م.

عشت وترعرعت في كنف عائلة بسيطة سنية محافظة متواضعة علمياً.

واصلت دراستي حتى بداية الثالث الإعدادي وتوقفت عندما انتقلنا إلى بلدة سبينة المجاورة للسيدة زينب (عليها السلام) .

لي من الإخوان اثنين ومن الأخوات أربعة والداي بالحياة أطال الله عمرهما وحفظهما..

ـ كيف بدأت رحلتكم نحو مذهب أهل البيت؟.

بداية رحلتي.. كانت صدفة‍!..

تبدأ الرحلة في مكتب للاتصالات العمومية.. الذي كان يعمل فيه اثنان عرفت من لهجتهم أنهم من العراق الحبيب وعلمت أنهم شيعة..

فكنت منذ صغر سني أتساءل من هم الشيعة؟.فخطر ببالي أن أسألهم واستفسر عن معتقداتهم ومذهبهم، يا أخي وكان اسمه سعدي وفقه الله.ألا تؤمنون بالله وبرسوله وبكتابه وبأنبيائه وباليوم الآخر.

قال لي: بلى.

قلت له: لقد سمعت بعض الأقاويل بحقكم.

قال: الله يسامحهم.. وأضاف قائلاً إنه هو التضليل بعينه.

فطلبت منه أن يحدثني عن مذهبه ومعتقده.

تحدث لي عن فضائل علي (عليه السلام) وآل بيت النبوة (عليهم صلوات الله أجمعين) وذكر لي بعض الحوادث التاريخية المهمة ومنها.

تنصيب الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (عليه السلام) إماماً وخليفة للمسلمين من بعده وحدثني طويلاً عن عيد الغدير، الذي لم أسمع به في حياتي وعن رزية الخميس.. و ما أدراك ما رزية يوم الخميس!؟.

وذكر لي بعض مظلوميات أهل البيت وذكر لي أسماء بدت لي غريبة كانت تنتهي إلى الإمام علي بالنهاية وابنة الرسول فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورغم ذلك لم نسمع بها لا في المدرسة ولا في الجوامع التي كنا نذهب إليها فحمدت الله يومها إني تركت الدراسة في المدرسة.

فأطربني ذلك الحديث حتى أخذنا بكلماته السلسلة نحو أربع أو خمس ساعات متواصلة لم أحس بمرورها.

فطلبت منه إن لم يكن عنده مانع لألتقي معه ليعرفني على ذلك المذهب أكثر فرحب بالفكرة وأهداني كتاباً لمؤلف متشيع اسمه مروان خليفات في الأردن وكتابكم الرد على الدكتور البوطي (أكرمتني السماء).

قرأت بعض صفحاته وأنا في الطريق وأكملته في البيت، فوجدت فيه عجباً رزية الخميس، المدون في أصح الكتب عندنا بعد القرآن وحديث الثقلين، الذي كان يقول شيخنا في المسجد عن الثقلين أنهما الجن والإنس.

فراجعت كتاب صحيح البخاري فرأيت أنه مذكور وبعدة طرق فوقفت أمام هذه الحادثة المؤلمة، وقفة طويلة، وقفة حيرة وشك، بحثت ودققت في كتاب غير الطبعة السابقة وها وأنا أجده فوقفت وأخذتني الحمية المحمدية، أمام القائل وهو من كبار الصحابة الذين كنت أحترمهم حاقداً عليه ومدافعاً عن نبي الله الأعظم الذي هو ما ينطق عن الهوى.

فمن أنت يا بن الخطاب لترمي الرسول (صلى الله عليه وآله) بأنه يهجر ودعوت لقاءنا وزاد ولعي بالقراء فطلبت منه أن يدلني على كتب تطفئ نار الحيرة الكامنة في داخلي.

فأهداني كتاباً لمؤلف تونسي اسمه محمد التيجاني السماوي وكتابه (ثم اهتديت) وبعض عناوين كتب لمؤلفين متشيعين وردود علماءنا عليها.. لأتعرف أين يكمن الحق لاتبعه..

ـ ما هي ردود الفعل التي واجهتموها من قبل الأهل والمجتمع والأقارب؟.

من قبل الأهل؛ بداية أخفيت نبأ بحثي الذي دام حوالي الثلاثة أشهر لكنهم لاحظوا أنني أجلب كل يوم كتاباً أو كتابين.

وشيئاً فشيئاً صرت أخبرهم عن فضائل أهل البيت وحقهم الضائع عندنا وأحقية مذهبهم فكانوا يتساءلون من أين هذه الأفكار ومن أين أتيت بها.

فعندما رأيت أن الوقت حان أخبرتهم ببحثي تفاجئوا بالبداية ولكن لم يتعصبوا إطلاقاً بل رحبوا وأعانوني عل ذلك حفظهم الله أما بالنسبة للمجتمع المحيط بي.فلي كلام كثيرة أختصره.

فبعضهم صار يجنبني أكثر من ذي قبل وأصبحت من المشهورين بمعنى أنني صرت عندهم حالة غريبة ويسلمون علي كباراً وصغاراً وحتى شيوخاً ويسألون لماذا أصبحت شيعياً وتركت السنة.

ويسألون عن الشيعة ومذهبهم وعقائدهم وأنا أجيبهم بأدلتهم، وكنت ألتمس عندهم شيئاً من التجهيل والتضليل الذي مارسه المبغضين لآل الرسول (صلى الله عليه وآله) منذ وفاته وإلى يومنا هذا وآخرين يوجهون لي السب والشتم وحتى التكفير وحتى عدم رد التحية.

فقال لي مرة شيخ سلفي:

أنت رامي الذي أرتد. قلت: نعم أنا رامي الذي تمسك بالرسول وبآل الرسول. توقف قليلاً وقال: إن قتلك حلال وواجب إلهي ومقرب لله، والله ورسوله وأصحاب رسوله براء منك. وذهب مسرعاً فقلت: له تعال يا شيخنا لنرى من بيننا على حق؟. فيتجه الآخر فقال: الكلام معك حرام يا أيها الشيعي الكافر.

ـ ما هي أهم النصوص التي أخذت بيدكم نحو التشيع؟.

حقيقة النصوص كثيرةً فمنها:

1: حديث الثقلين:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

وقال أيضاً: (يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)().

فنرى أن الشيعة هم الذين طبقوا الحديث بحذافيره وتمسكوا بكتاب الله وبالعترة الطاهرة وبينما أهل السنة والجماعة أتبعوا قول عمر حسبنا كتاب الله.

2: حديث السفينة..

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :(إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) ().

(وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل من دخله غفر له)().

فبعثنا النبي (صلى الله عليه وآله) بأن نتمسك بآل بيته الطاهرين (عليهم السلام) .

لكي لا نضل لأن علمهم علمه وفكرهم فكره وخلقه خلقه،وهذا مما يؤكد بأنهم عليهم السلام أولى بأن نقتدي بهم.

فعندما نتمسك بأهل البيت نمشي بخط السنة المطهرة.

وننجو من الغرق في الانحرافات الفكرية التي رسمها، بعض الذين جاءوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

3: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (أما ترضى يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي).

أجمع المسلمون كافة صحة هذا الحديث وأخرجوه وذكروه في صحاحهم ومسانيدهم بأسانيد معتبرة وبطرق متعددة.

فورد هذا الحديث أكثر من 29 كتاباً ومؤلفاً لعلماء السنة خصوصاً وأعددهم لكي يكون القارئ على بينة أمام فضل الإمام علي (عليه السلام) :

1- أخرج البخاري في صحيحه في ج3 ص54 في كتاب المغازي في باب غزوة تبوك وفي ج2 منه أيضاً في كتاب بدء الخلق في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

2- وأخرجه مسلم في صحيحه في ج3 ص236 و237 في كتاب فضل الصحابة في باب فضائل علي (عليه السلام) .

3- وأخرجه أحمد في مسنده ج1 ص236 و237 في كتاب فضل الصحابة في باب فضائل علي (عليه السلام) .

4- وأخرجه الحاكم في المستدرك ج3 ص109 وصححه على شرط الشيخين.

5- وذكره ابن عبد البحر في الاستيعاب ج2 ص473 في ترجمة علي (عليه السلام) .

6- والمتقي الهندي في (كنز العمال) ج6 ص152 و153.

7- وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج2 ص507 ترجمة علي (عليه السلام) .

8- وابن حجر في (الصواعق المحرقة) ج30 و74.

9- والشبلنجي في (نور الأبصار) ص68.

10- والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص65.

11- وابن عبد ربه في (العقد الفريد) ج2 ص194.

12- والنسائي في (حضانه) ص4 و15.

13- والحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج7 ص196.

14- وابن هشام في (السيرة) ج؟؟؟ ص520.

15- وأبو الفداء في (البداية والنهاية) ج7 ص329.

16- والمحب الطبري في (ذخائر العقبى) ص63.

17 والقندوزي في (ينابيع المودة) ص204.

18- والخوارزمي في (المناقب) ص204.

19- وابن عساكر في (تاريخه) ج4 ص196.

20- وابن الأثير في (أسد الغابة) ج4 ص26.

21- وابن أبي الحديد في (شرح النهج) ج2 ص495.

22- والكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص148.

23- وأبو بكر البغدادي في (تاريخ بغداد) ج11 ص422.

24- وابن الجوزي في (صفوة الصفوة) ج1 ص120.

25- والسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص22.

26- والذهبي في (تذكرة الحفاظ) ج2 ص95.

27- وابن سعد في (الطبقات الكبرى) ج3 ص24.

28- والحمويني في (فرائد السمطين) المخطوط.

29- وابن المغازلي الشافعي في كتابه مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) مخطوط.

فعندما ترى هذا الكم من الرواة السنة البالغ عددهم 29 محدثاً فالعقل يرفض أن يقدم أحداً على أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه هو الشخص الذي يسمو ويسقط الآخرون.

هو الشخص المؤهل الوحيد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

وهو الأفضل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه لم يجمع الإسلام كله بعد رسول الله سواه.

وكانت كلمات الرسول (صلى الله عليه وآله) تتحرك لتعرّف إن علي هو الحق والشريعة والإسلام.

4: من سره أن يحيا حياتي.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي) ().

فهذا الحديث عندما تقف أمامه، فليس لك خيار لأنه يقطع عليك كل حجة فيقول لك الرسول (صلى الله عليه وآله) .

إذا لم توالي علياً ووليه وتقتدي بعلي وبأهل بيتي فليس لك عندي شفاعة يوم القيامة.

فإذا لم توالي علي فتصبح الشفاعة محرمة عليك يوم الشفاعة من صاحب الشفاعة جد العترة الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين) فالحديث ملزم بإتباع أهل البيت وترك ما سواهم.

5: حديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، الله وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذ من خذله وأدر الحق معه حيث دار).

وهذه القضية في غدير خم ويطول ذكره فنذكرها في نهاية البحث.

6: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي).

فالحديث الشريف هذا يصرح بأن الإمام علي (عليه السلام) هو الشخص الوحيد المؤهل والكفؤ من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليؤدي عنه وعندما بعثه الرسول (صلى الله عليه وآله) بسورة براءة يوم الحج الأكبر عوضاً عن أبي بكر رجع أبو بكر يبكي ويقول: يا رسول الله أنزل فيّ شيء.

قال: (إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا وعلي).

7: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (أنا مدينة العلم وعلي بابها).

إن هذا الحديث الشريف ثابت لدى جميع علماء المسلمين من الحفاظ والمؤرخين ورجالات الحديث والسير وتواتر نقله عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين رغم توالي العصور والسنين.

فهذا الحديث تشخيص للقدوة التي يلزم اتباعها بعد رسول الله لأن العالم أولى أن يتبع وتقديم الفاضل على المفضول غير عقلي ولا علمي.

والأحاديث كثيرة مما لا يعد ولا يحصى.

فنتوجه قليلاً نحو الآيات الواردة في القرآن الكريم الملزمة بإتباع أهل البيت وأفضلية أهل البيت.

1- آية الولاية

> إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون< ().

أجمع كل فئات المسلمين بأنها نزلت بعلي (عليه السلام) . عندما تصدق بخاتمه على المسكين وهو يصلي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر السيوطي في الدر المنثور.

أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال:

تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : (من أعطاك هذا الخاتم) قال: ذاك الراكع.

فأنزل الله ( إنما وليكم الله ورسوله..) الخ.

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه بذلك.

فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية:> إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون< فقرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).فالأمر الإلهي غير قابل للنقاش والبحث فألزمنا الله جل شأنه بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) . فولايته هي ولاية الرسول ولاية الرسول (صلى الله عليه وآله) هي ولاية الله سبحانه وتعالى.

آية التطهير:

قال تعالى: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ففي تفاسير الشيعة تنحصر في أهل البيت وهم علي وفاطمة والحسن والحسين لا يشاركهم أحد فيها.

بينما عند تفاسير السنة، غير أنه يعترفون وينحرفون في معناها فمرة يخصونها بهم ومرة يشاركون فيها نساء النبي ومرة يخصونها بهن وهذا ما يخالف قواعد اللغة العربية قطعاً لأنه لما خاطب الله جل شأنه نساء النبي أتى بضمير التأنيث قبل الآية وبعدها ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يذهب الرجس عن أهل البيت أتى بضمير التذكير وهو (عنكم) و(يطهركم) ولو كان المقصود فيه نساء النبي لكانت (عنكن ويطهركن).

فتذكير الآية أكبر دلالة على خروج الأزواج من الآية الشريفة ولو كان نساء النبي من أهل البيت فلما أخرج الرسول (صلى الله عليه وآله) زوجه أم سلمة من الدخول معهم داخل الكساء فلم يدخل سوى علي وفاطمة والحسن والحسين وقال لها (صلى الله عليه وآله) : (إنك على خير).

وفي المباهلة لم يخرج معه (صلى الله عليه وآله) أحد من أزواجه لمباهلة نصارى نجران فأخرج معه أهل بيته والذين هم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) .

فهم الذين أوصى بهم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأبان فضلهم في أحاديث المتواترة في صحاح المسلمين ومسانيدهم.

آية المباهلة:

قال تعالى: (فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين).

فقد أجمع كل المفسرون على اختلاف مذاهبهم ومدارسهم بنزولها في الخمسة الأطهار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين).

فهناك رجال الصحابة فلم يدع منم أحداً غير علي والحسنين (عليهم السلام) . ثم هناك أمهات المؤمنين والهاشميات فلم يدعنهن سوى بضعته الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء من النساء.

والمقصود بالأنفس هو أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان بمنزلة هارون من موسى الإمام علي بن أبي طالب الذي جعله الله نفس رسوله (صلى الله عليه وآله) ولعمري إنها لأعظم الفضائل.

فنستوصي من الآية ومن التفاسير عظمة أهل البيت فعلينا بنص الله وبنص رسوله بالاقتداء بهم وموالتهم.

آية المودة:

قال تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له حسناً إن الله غفور رحيم).

فأجمع المفسرون السنة والشيعة على أنها في العترة الطاهرة من آل الرسول وذكر على أن القربى هنا هم قرابة الرسول (صلى الله عليه وآله) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، فهم أقرب لناس إليه وأما الحسنة الواردة في الآية الكريمة إنما هي مودتهم وموالاتهم والله غفور شكور لأهل ولايتهم.

آية التبليغ وحديث الغدير:

وهي قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).

يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلوات عليه وعلى آله في غدير خم في تبليغ هذه الآية الكريمة.فيجمع المفسرون من السنة ومن الشيعة على أنها نزلت في غدير خم في شأن علي (عليه السلام) .

لتحقيق أمر الإمامة وإثبات الولاية أنها نص في الخلافة الإلهية العظمى والزعامة الدينية الكبرى، بحيث لا يرتاب فيه إلا من اتخذ طرق الأهواء والميول، واتبع هوى النفس وتعصب لمذهبه مخالفاً بذلك نص القرآن ومنكراً لأحاديث النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) المتواترة المجمع عليها من كافة المسلمين فلا ينكرها إلا من أعماه تعصبه وقادته نفسه الأمارة إلى مهاوي الضلالة.

فيوم الغدير هو عيد الله الأكبر وعيداً لمحمد (صلى الله عليه وآله) وأعظم الأعياد وأشرفها هو اليوم الذي نصب فيه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) إماماً وخليفة للمسلمين سمن بعده بحضرة من زاد على مائة ألف من كافة أقطار المسلمين وأمرهم بمبايعته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين وكن ذلك في حجة الوداع بموضع يدعى غدير خم.

فنزل الروح الأمين جبرائيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وقال له:

(يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك > يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ـ يعني علياً ـ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته< الآية).

وكان أوائل القوم وهم مائة ألف أو يزيدون فأمره أن يرد من تقدم عنهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان وأن يقيم علياً علماً للناس ويبلغه ما أنزل الله فيه واخبره إن الله عصمه من الناس.

فلما بلغ غدير خم نادى مناديه الصلاة جامعة وكان وقت الظهر والحر الشديد وأمر أن يعمدوا إلى أصل شجرتين ووضعت أحداج الإبل بعضها فوق بعض حتى صارت كالمنبر ووقف (صلى الله عليه وآله) ليشاهده جموع الحاضرين يومها.

فخطب يومها خطبته تلك العظمى رافعاً صوته ليسمعه الجموع من أقطار المسلمين فبعد أن حمد الله وأثنى عليه ووعظ فأبلغ في الموعظة وتحدث عن فضائل علي (عليه السلام) نعى للأمة نفسه الزكية وقال: (إني دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم).

ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى بان بياض إبطيهما قائلاً (عليه الصلاة وعلى آله وسلم): (أيها الناس! ألست أولى بكم من أنفسكم؟) قالوا: بلى يا رسول الله.

قال (صلى الله عليه وآله) : (اللهم من كنت موالاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذ من خذله وأبغض من أبغضه وأعن من أعانه وأجد من أحبه وأعز من أعزه إنا أكمل الله لكم الدين بولايته وإمامته لا يبغض علياً إلا شقي ولا يوالي علياً غلا تقي.

معاشر الناس لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم أعناق بعض فإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

أيها الناس! قد ضل من قبلكم أكثر الأولين أنا صراط الله المستقيم الذين أمركم أن تسلكوا الهدى إليه ثم علي من بعدي ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق إي قد بينت لكم وفهمتكم وهذا علي يفهمكم بعدي إلا وإني أعدوكم إلى مصافحتي على بيعته والإقرار له إلا وإني قد بايعت الله وعلي بايع الله وإني لأخذكم بالبيعة له عن الله فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).

فإذا بعمر بن الخطاب يقول لعلي (عليه السلام) :هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

وفي بعض الأحاديث: بخ بخ لك يا علي.

ويقول أبو سعيد الخدري: لم ننصرف حتى نزلت هذه الآية.

(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)..الخ.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : (الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي).

ثم قام حسان بن ثابت فقال: ائذن لي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقول في علي أبياتاً لتسمعهن فقال (صلى الله عليه وآله) : (قل على بركة الله).

فقال حسان:

فهذه الحادثة الجليلة جاءت متواترة رواها جميع المؤرخين والمحدثين من جميع الفرق الإسلامية بالاتفاق وصححها أكابر المحدثين من كلا الطرفين السنة والشيعة بحيث لا يخالف فيها إلا مكابر فاسد أو معاند جاحد.

ورواه عدد لا يوجد في غيره من الأحاديث إذ رواه على ما يربو على المائة من التابعين فقد بلغ رواته أربع وثمانون راوياً.

ومن العلماء المحدثين من علماء السنة والجماعة بلغ عدد رواته ثلاثمائة وستون عالماً.

هذا بعض في ما ورد في النصوص الصريحة، والمقام لا يسمح بذكرها لكثرتها واختصاراً للبحث.

ـ ماذا تنصحون الشباب السنة بالقراءة والمطالعة؟.

أما بماذا أنصح الشباب السنة.

فإنني كشاب مسلم، عرفت الحقيقة والنور الضائع من بين الظلام التضليل فأوصيهم أن يقرأوا ويتنوروا وأن يتركوا وأن يتركوا التعصب جانباً.

وكما قال الله تعالى في كتابه المجيد: (قل يا أهل الكتاب).

فلماذا لا نقول يا أهل القرآن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا إلا نعبد إلا الله ولا نشرك بعبادة ربنا أحداً.فحمد الله سبحانه وتعالى..ربنا واحد ونبينا واحد وقرآننا وديننا واحد فلماذا نضع حواجز هنا وحواجز هناك فأذكر بعض هذه الكتب لمؤلفين متشيعين جديرة بالقراءة وإن شاء الله تطفئ نار الحيرة والشك لدى إخواني المؤمنين.

1- (لماذا اخترت مذهب أهل البيت) الشيخ محمد مرعي الأنطاكي.

2- (ثم اهتديت) محمد التيجاني السماوي

3- (لأكون مع الصادقين) محمد التيجاني السماوي

4- (فاسألوا أهل الذكر) محمد التيجاني السماوي

5- (في طريقي للتشيع) الشيخ أحمد أمين الأنطاكي

6- الانتقال الصعب في المذهب والمعتقد الأستاذ إدريس الحسيني.

7- (الخلافة المغتصبة أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخ) إدريس الحسيني.

8- (وركبت السفينة) مروان خليفات.

9- (حقيقة الشيعة الاثني عشرية) أسعد وحيد قاسم.

10- (الإمامة وأهل البيت) محمد بيومي مهران.

11- (الحقيقة الضائعة)، (رحلتي نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الشيخ معتصم سيد أحمد.

12- (الخدعة)، (رحلتي من السنة إلى الشيعة) صالح الورداني.

13- (دفاع عن الرسول) صالح الورداني.

14- (لماذا أنا جعفري) محمد عبد الحفيظ.

15- (السلفية بين أهل السنة والإمامية) محمد الكثيري.

16- (الطريق إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ) أحمد راسم النفيس.

17- (على خطى الحسين) أحمد راسم النفيس.

18- (يا ليت قومي يعلمون) السيد ياسين المسيوف البدراني.

19- (بنور فاطمة اهتديت) عبد المنعم محمد الحسن.

20- (ومن الحوار اكتشفت الحقيقة) الأستاذ هشام آل قطيط.

21- (لم أصبحت شيعياً) سعيد الرحمن الهندي

22- (المواجهة الكاملة مع الرسول وآله) أحمد حسين يعقوب.

23- (معالم الفتن) الشيخ سعيد أيوب.

24- (أكرمتني السماء) مروان خليفات.

25- وأخيراً (أشرقت الروح) لمياء حمادة.

وهناك كتب تتضمن مناظرات بين علماء السنة والشيعة منها:

المراجعات، ليالي بيشاور ومؤتمر علماء بغداد وغيرها.

وكتب تبين مذهب أهل البيت على حقيقته الناصعة.

1- (معالم المدرستين) السيد مرتضى العسكري.

2- (هوية التشيع) الدكتور أحمد الوائلي.

3- (نشأة الشيعة والتشيع) الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

4- (أصل الشيعة والتشيع) محمد حسين كاشف الغطاء.

5- (الشيعة في الميزان) محمد جواد مغنية وغيرها.

وهناك المزيد والمزيد ومما لا يسعنا ذكره في هذا المقام.

ـ هل تحول أحد من أقاربك ومن محيطك نحو هذا المذهب؟.

كتحول كلي من الأهل، لم يتحول أحد ولكنهم صاروا يعرفون إن مذهب أهل البيت من أفضل المذاهب الإسلامية وصاروا يعرفون أهل البيت (عليهم السلام) ويفرحون لفرحهم ويبكون لعزاهم.

ومن جهة أخرى من حيث الأصدقاء.

فبحمد الله جل شأنه وبتوفيقه تحول أكثر أصدقائي نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) .

وصاروا من الداعين إلى أهل البيت ومذهب أهل البيت وموالاتهم.

ـ هل لديكم مناظرات مع بعض الأخوة من بقية المذاهب؟.

لدينا في هذا المجال تجربة كبيرة…

فقد أجرينا بعض المناظرات مع الأخوة السنة من جميع الفئات.

وهناك مناظرات جداً مهمة جرت بيننا وبينهم، منهم علماء وخطباء مساجد وطلاب علوم شرعية وحتى من السلفيين.

فكنا نناقشهم بكل حب وود وكنا بحمد الله جل شأنه دائماً نكون الفائزين أنا وبعض أصدقائي.

فكانوا يعترفون بأحقية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم من تحول ومن لم يتحول، فهم أصبحوا يحترمون ويعرفون حق أهل البيت وفضل أهل البيت (عليهم السلام) .

ـ وفي الختام ماذا توجهون من كلمة فيه مزيد نفع للمسلمين؟.

قال تعالى في كتابه الحكيم؟؟؟

فجدير بنا أن نقول:يا أهل القرآن تعالوا إلى كلمة سواء.. تعالوا نناقش ونتدارس.. ونعرف الحق، أين يكمن ومع من؟ والحق أحق أن يتبع.

يا مسلمون…

تعالوا نرجع إلى دين محمد (صلى الله عليه وآله) الذي رسمه لنا

تعالوا نستلهم من غدير خم خطنا الإلهي النور المحمدي..

تعالوا نقتدي ونوالي الرسول وآل الرسول (صلى الله عليه وآله) فهو الذي أمرنا صلوات ربي عليه وعلى أهل بيته.

بأن نوالي وليه ونعادي عدوه وقال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار).

يا أمة المسلمين..

لقد خرج لكم الكفر كله بكل فئاته وأنتم شتات متفرقين تعالوا لنرجع مع خط الرسول وآل الرسول.. ليوفقنا الله..

يا أمة المسلمين كفاكم نوماً وغفلة، غفلة الجهل والتعصب والتضليل فأمتكم خير أمة أخرجت للناس.

اجتمعوا على محبة أهل البيت، والله لتكونوا أسياد الأرض.

اجتمعوا واستنقذوا دينكم وأمتكم واتركوا تعصبكم جانباً.

وتناقشوا وتدارسوا وستجدون نور الحق وضاءاً رغم الظلام الذي يلفكم.

تعالوا نستضيء بنور الله وبنور رسوله وبآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) .

اجتمعوا على محبة أهل بيت النبوة واعتصموا بهم لأنهم هم حبل الله وقال تعالى في كتابه العزيز: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) صدق الله العلي العظيم.

والحمد لله رب العالمين..