شوقي إبراهيم عثمان

نبذة عن حياة الكاتب والصحفي السوداني، المستبصر الأخ شوقي إبراهيم عثمان:

ولد في السودان، ونشأ وترعرع فيه، ثُمّ هاجر إلى ألمانيا وأقام فيها، وهو على اتّصال دائم مع بلده، حيث يعمل صحفيّاً، ونشرت له مقالات عديدة في الصحف السودانيّة المعروفة مثل الرأي العام وغيرها، كماله نشاط واسع على صفحات الإنترنيت، ويغلب على مقالاته الطابع السياسي والديني، اعتنق مذهب آل البيت عليهم‏السلام سنة (١٩٩٦م)، ويسعى جاهداً في الدفاع عنه بقلمه، كما يأمل في إنشاء مؤسّسات اجتماعيّة للدفاع عن آل اليبت عليهم‏السلام وقضيّتهم التي هي الإسلام المحمّدي العلوّي الأصيل.

معاوية والحطّ من شأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته:

يرى ﴿شوقي﴾ أنّ خطّ النيل من أهل البيت عليهم‏السلام ليس جديداً في عهدنا هذا وعلى يد الفرقة الوهابيّة، بل له جذور في التاريخ الإسلامي، وخصوصاً في زمن حكومة معاوية بن أبي سفيان.

يقول شوقي إبراهيم:

﴿إنّ الحطّ من أرومة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن آل بيته هو خطّ عام وقديم وتاريخي، وقد فعلته الثلاثة والعشرون بطناً قرشيّة، وخاصّة البطن الأموي منها، وخاصّة في زمن معاوية بن أبي سفيان. فهذا الأخير سنّ سنّة تحسده عليها الماكنة الإعلامية الأمريكيّة، عندما بدأ ولايته بأمره للولاة في الأقاليم الإسلاميّة ﴿أن أكرموا كلّ من يأتي بمحدثة أو فضيلة للشيخين عمر وأبي بكر واجزلوا له العطاء﴾ فكثرت الموضوعات المكذوبة في رفع شأن عمر، وأبي بكر وفضائلهما، وكان قصد معاوية أن يدفن فضائل آل البيت عليهم‏السلام، وأن يرفع قيمة ﴿الخلافة الراشدة﴾ بالمقابل في روع المسلمين السذّج ويضاهيها ببيت النبوّة والعلم.
وبعد أن كثرت الأحاديث الموضوعة في فضائل الشيخين عمر وأبي بكر، وكثر الوضّاعون لنيل تلك الجوائز المالية، عندها حرّر معاوية إلى عماله وولاته الأمر التالي: ﴿انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحبّ علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءَه ورزقه﴾، وشفّع ذلك بنسخة أخرى ﴿من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكّلوا به واهدموا داره﴾(1)]، فقامت حملة تطهير، وكثرت المذابح في شيعة آل البيت عليهم‏السلام ومحبّيهم، ونحن لم نتراوح العام الهجري ٤١ بعد.
بل صار الولاة بأمر معاوية ومن بعده من الحكّام الأمويين يسبون عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام من منابر المساجد في كلّ الأمصار سبعين عاماً. ولم نرَ في التاريخ الحديث والقديم شخصاً مورس التعتيم على فضائله وسبّه وتشويهه مثلما فعلوا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام.
وبالرغم من ذلك لم يزد إلاّ وهجاً، هو مثل الشيء إذا استطال بنفسه كما يقول فيه المتنبي في شعره عندما قيل له: لماذا لم تمدح عليّاً عليه‏السلام فقال:

وتركت مدحي للوصي تعمّداً ***** إذْ كـان نــورًا مستطيــلاً شـامـــلاً
وإذا استطال الشيء قام بنفسه ***** وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً

أو قول الشاعر:

إذا أراد اللّه‏ نشر فضيلة طويت ***** أتاح لها لسان حسود

عندما تدرس كلّ كتب التراث جيداً، لن تجد عمادة هذا الدين إلاّ في آل البيت عليهم‏السلام، ولن تجد العلم إلاّ في آل البيت عليهم‏السلام، ولن تجد الشرف إلاّ في آل البيت عليهم‏السلام، ولن تنجو إلاّ بمحبّة وولاية هذا البيت حصراً، ولن تنال شفاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا بالبراء من أعداء آل البيت عليهم‏السلام، ويوم القيامة ستكون على محبّي آل البيت عليهم‏السلام حصراً سيماهم.

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١: ٤٥، ذكر بعض ما مني به أهل البيت عليهم‏السلام.