محمد والدمن

محمد والدمن (مسيحي ـ النمسا)

ولد سنة ١٣٤١هـ في مدينة (شتايرمارك) في (النمسا)، وتلقّى معتقده من البيئة المسيحية التي نشأ فيها، لكنّه وجد أنّ عقيدته لا تمتلك القدرة على تحقّق حالة الاعتدال والتوازن في نفسه، فقام يبحث عن الحقّ ليبلغ من الوعي ما يميّز به الحق من الباطل، فجاهد نفسه ليطّهرها من شوائب التعصب والتقليد الأعمى.

بهذه الطريقة أصبحت نفسه أرضيّة خصبة لتقبّل الحق، فلمّا تعرّف على الإسلام، وجد أنّ فطرته تدفعه لقبول هذا الدين، فاستجاب لندائها وبادر إلى اعتناق هذا الدين الذي تبيّن له أنّه سوف يحقّق له آماله المعنوية، فتلقّى العلوم والمعارف الإسلامية وتحصّن بها؛ بحيث تمكّن من اجتياز كافّة العقبات؛ التي وقفت بوجهه لتصدّه عن سيره في طريق التكامل والتسامي والارتقاء.

التعرّف على الفرقة الناجية:

يقول (محمّد) بشأن التعرّف على التشيع الإمامي: ربّما يصح إن قلت: إنّ مذهب أهل البيت عليهم السلام هو الذي اجتذبني إليه، لا أن أكون أنا الذي اخترت هذا المذهب العظيم؛ لأن العلوم والمعارف التي تلقّيتها من خلال تعرّفي على هذا المذهب، هي التي جعلتني اعتقد بأنّه المذهب الحق؛ الذي ليس فيه أيّ تعارض وإشكال..

إنّ المجتمع الغربي وصل إلى طريق مسدود في الأخلاق الفردية والاجتماعية؛ لأنّه جرّب جميع النظريات الأخلاقية التي جاء بها البشر، من دون أن يصل الى غايته ومبتغاه في السعادة، والآن بات الفرد الغربي متعطّشاً للأديان السماوية؛ التي تروي غليله وتسدّ حاجته في مجال المعنويات والأخلاق.

وفي الواقع نرى في أيّامنا أنّ لدين الإسلام السبق في التأثير على الغربيين في مجال اعتناق الغربيين الأديان السماوية، وفي الحقيقة إذا كان المتعرِّف على الإسلام يبحث عن الحق، فمن دون أيّ ريب وشكّ سيختار مذهب أهل البيت عليهم السلام بين جميع المذاهب الإسلامية؛ وذلك لما يواجهه من إشكاليات كبيرة في ما يعرضه باقي المذاهب من آراء.

ومن تلك الإشكاليات يمكن الإشارة إلى عدم تطابق آراء علماء أهل سنّة الجماعة مع المنطق السليم؛ الذي يعترف به أي انسان متعقّل، ومن مصاديق ذلك رأيهم بشأن عدم إيصاء النبيّ صلي الله عليه وآله بالنسبة لأمر الخلافة من بعده.. الأمر الذي يزعمون أنّ النبيّ صلي الله عليه وآله لم يلتفت الى ضرورته، لكن التفت إليه أهل السقيفة!!.

مرحلة الاستبصار:

يقول محمّد: كان لتعمّقي في كتب علماء الإمامية واطلاعي على الحوادث التي تناولتها أبلغ الأثر في نفسي، كما أنني عرفت خلال مطالعاتي أنّ الشيعة أكثر تعلقاً من غيرهم برسول الله صلي الله عليه وآله وأشدّ اتباعاً بنهجه وسنّته؛ لأنّهم سلكوا نهج أهل البيت عليهم السلام الذين أمر الرسول صلي الله عليه وآله أمته في حديث الثقلين بإتباعهم وعدم الابتعاد عنهم.

وأدركتُ أن لا مناص من التحول إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام والركوب في سفينتهم والتمسك بحبلهم، فأعلنتُ استبصاري بعد إسلامي(1).

____________

1- راجع: مجلة (پژوهه) ، العدد الرابع بتاريخ ذي القعدة ١٤٢٤ هـ ، وكذلك صحيفة (سفيران نور) باللغة الفارسية، العدد ٥٦، لشهر جمادي الثانية ١٤٣٠ هـ، فقد ذكرا مقتطفات من سيرته وما تأثّر به في طريق الاستبصار.