باك هو يانغ

باك هو يانغ (بوذي / كوريا الجنوبية)

من مواليد «كوريا الجنوبية» ، حاصل على شهادة هندسة صناعة الطائرات ، نشأ في عائلة تعتنق الديانة البوذية ، لكنّه بعد أن ازداد وعيه الديني ، وجد نفسه غير مقتنع بهذه الديانة فإنّها تهمل الجانب المادّي في كيان الإنسان رغم عنايتها بالجانب الأخلاقي ، وهو ما يؤدّي إلى فقدان حالة التوازن عند الإنسان .

كما أنّها تمتهن كرامة النفس وتعرّضها للاستجداء وطلب الصدقة أو (الكشكول) ، وتدعو الإنسان إلى الاتّكالية ; إذ ينتقل من بيت إلى آخر ليجمع قوت يومه ، وهذا ما ينشر التخلّف في ميدان الحياة .

الجانب المادّي في الرؤية الإسلامية :

إنّ عدم العناية كلّيّاً بالجانب المادّي عند البوذيين ليس موجوداً في الديانة الإسلامية ; فإنّ الإسلام كما يؤكّد على الجانب الأخلاقي ، فإنّه لا يهمل الجانب المعيشي وسعي المسلم لكسب قوت يومه ، ولا يمتهن كرامة الإنسان ، ولا يدعو المرء إلى الاتّكالية ، وقد أشارت إلى هذه الحقيقة حادثة ترويها لنا الكتب التاريخية والحديثية .

فمن كلام للإمام عليّ (عليه السلام) بالبصرة ، وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي ، وهو من أصحابه ، يعوده ، فلمّا رأى سعة داره قال : (مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هذِهِ الدارِ فِي الدُّنْيَا أَمَا أَنْتَ إِلَيْهَا فِي الآخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ ؟ وَبَلَى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ ; تَقْرِي(1) فِيهَا الضَّيْفَ ، وَتَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ ، وَتُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا ، فَإذَا أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ) .

فقال له العلماء : يا أمير المؤمنين ! أشكو إليك أخي عاصم بن زياد .

قال : (وما له ؟)

قال : لبس العباءة وتخلى عن الدنيا .

قال : (علي به) .

فلمّا جاء قال : (يَا عُدَيَّ نَفْسِهِ(2) ! لَقَدِ اسْتَهَامَ(3) بِكَ الْخَبِيثُ ، أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَوَلَدَكَ ؟ ! أَتَرَى اللهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا ؟ ! أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ) .

قال : يا أمير المؤمنين ! هذا أنت في خشونة ملبسك وجُشوبة مأكلك .

قال : (وَيْحَكَ(4) إِنِّي لَسْتُ كَأَنْتَ ; إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلاَ يَتَبَيَّغَ(5) بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ)(6) .

قال ابن أبي الحديد : الذي رويته عن الشيوخ ورأيته بخط ابن الخشاب : أنّ الربيع بن زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه ، فكانت تنتقض عليه في كلّ عام ، فأتاه عليّ (عليه السلام) عائداً فقال له : كيف تجدك ؟

قال : أجدني لو كان لا يذهب ما بي إلاّ بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه .

قال : وما قيمة بصرك عندك ؟

قال : لو كانت لي الدنيا لفديته بها .

قال : لا جرم ليعطينّك الله على قدر ذلك ، إنّ الله تعالى يعطي على قدر المصيبة ، وعنده تضعيف كثير .

قال الربيع : أشكو إليك عاصم بن زياد أخي .

قال : ما له ؟

قال : لبس العباء وترك الملاء وغمّ أهله وحزن ولده .

فقال (عليه السلام) : ادعو لي عاصماً .

فلمّا أتاه عبّس في وجهه ، وقال : ويحك يا عاصم ! أترى الله أباح لك اللذّات وهو يكره ما أخذت منها ؟ لأنت أهون على الله من ذلك ، أو ما سمعته يقول : ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ(7) ، وقال : ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ(8) ، وقال : ﴿وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلَيَةً تَلْبَسُونَهَا(9) ؟ !

أما والله ابتذال نعم الله بالفعال ، أحبّ إليه من ابتذالها بالمقال ، وقد سمعتم الله يقول : ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ(10) ، ويقول : ﴿مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ(11) .

إنّ الله تعالى خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين فقال : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ(12) ، وقال : ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً(13) ، وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لبعض نسائه : (ما لي أراك شعثاء مرهاء سلتاء ؟) .

قال عاصم : فلِمَ اقتصرت يا أمير المؤمنين على لبس الخشن وأكل الجشب ؟

قال : إنّ الله افترض على أئمّة العدل أن يقدّروا لأنفسهم كيلا يتبيّغ بالفقير فقره .

فما قام عليّ (عليه السلام) حتى نزع عاصم العباء ولبس ملاءة(14) .

قوله (عليه السلام) : (مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هذِهِ الدارِ فِي الدُّنْيَا أَمَا أَنْتَ إِلَيْهَا فِي الآخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ ؟ وَبَلَى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ) . .

الدنيا إذا كانت مقدّمة للآخرة ممدوحة ، وإنّما كانت مذمومة إذا كانت منظورة من حيث هي .

قوله (عليه السلام) : (تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ) . .

روي إنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيم (عليه السلام) : إنّك لمّا سلمت مالك للضيفان وولدك للقربان ونفسك للنيران وقلبك للرحمن ، اتّخذناك خليلاً(15) .

قوله (عليه السلام) : (وَتَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ) . .

عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أُوصي الشاهد من أُمّتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم وإن كانت منه على مسيرة سنة ; فإنّ ذلك من الدين(16) .

وعن سالمة مولاة أبي عبد الله (عليه السلام) ، قالت : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) حين حضرته الوفاة فأُغمي عليه ، فلمّا أفاق قال : أعطوا الحسن بن علي بن الحسين ، وهو الأفطس ، سبعين ديناراً ، وأعطوا فلاناً كذا وكذا ، وفلاناً كذا وكذا .

فقلت : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة ؟

فقال : ويحكِ أما تقرئين القرآن ؟

قلت : بلى .

قال : أما سمعت قول الله عزّ وجلّ : ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ(17) ؟ نعم ، يا سالمة ، إنّ الله خلق الجنّة وطيّبها وطيّب ريحها ، وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة ألفي عام ، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم(18) .

قوله (عليه السلام) : (وَتُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا) . .

عن عبد الرحمن بن محمد العرزمي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : يقول إبليس ـ لعنه الله ـ : ما أعياني في ابن آدم فلن يعييني منه واحدة من ثلاث : أخذ مال من غير حلّه ، أو منعه من حقّه ، أو وضعه في غير وجهه(19) .

وعن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : إنّ الله تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة ناساً من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة ، معهم ملائكة يعيّرونهم تعييراً شديداً ، يقولون : هؤلاء الذين منعوا خيراً قليلاً من خير كثير ، هؤلاء الذين أعطاهم الله فمنعوا حقّ الله في أموالهم(20) .

قوله (عليه السلام) : (فَإذَا أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الآخِرَةَ) ، وذلك لأنّه جعلها وسيلة تحصيلها .

فقال له العلاء : (يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد) . .

قال : وما له ؟

قال : لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا .

قال : علَيَّ به .

فلمّا جاء قال : (يَا عُدَيَّ نَفْسِهِ) : كلمة توبيخ له ; لانحرافه عن سنن الشريعة وقواعد الحقّ وما جاء به الإسلام . .

يا عدو نفسه الذي لا يدرك صوابها من خطئها ، وما ينفعها ممّا يضرّها . . وهل هناك أشدّ عداءً لشخص من نفسه إذا لم تعرف ما ينفع ممّا يضرّ ؟ !

ثمّ بيّن (عليه السلام) له أنّ عمله هذا من استيلاء الشيطان عليه وتوجيهه نحو البعد عن الحقيقة ، (لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ الْخَبِيثُ) ، أي : الشيطان ، فالشيطان هو الذي وسوس لك ورغّبك في هذا الطريق ، وتركك هائماً على وجهك ; قال الصادق (عليه السلام) : (ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه)(21) .

وروي عن أسباط بن سالم ، قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا عن عمر بن مسلم ، ما فعل ؟ فقلت : صالح ، ولكنّه قد ترك التجارة .

فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : عمل الشيطان ـ ثلاثاً ـ أما علم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)اشترى عيراً أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسّم في قرابته ؟ ! يقول الله عزّ وجلّ : ﴿رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ(22)(23) .

وروي عن أبي الأشعث العنزي ، عن أبيه ، قال : رأيت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)وقد اغتسل في الفرات يوم الجمعة ثم ابتاع قميص كرابيس بثلاثة دراهم ، فصلّى بالناس فيه الجمعة وما خيط جربانه(24) .

قوله (عليه السلام) : (أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَوَلَدَكَ ؟ !) فهؤلاء لهم حقوق عليك ، وأنت مدين لهؤلاء ، فأهلك وأولادك يجب أن تعولهم ، وتهتمّ بأُمورهم ، وتربّيهم وتعتني بهم ، يجب عليك إعالتهم مادياً ، وتربيتهم معنوياً ، فإذا انزويت في زاوية واتّخذتها مركزاً للعبادة فأين تصبح حقوق هؤلاء ؟

قوله (عليه السلام) : (أَتَرَى اللهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا ؟ !) : ثم إنّك تترك الطيّبات وتنهج هذا النهج في البعد عنها ، أترى أنّ الله أحلّها لك وهو يكره أن تأخذها وتتناولها ؟ ! وكيف يبيح الله أمراً ويحلّه ثم يكره كراهة تحريم من تناوله ؟ !

فهذا مفهوم خاطىء . . فالله أباح الطيّبات لكي يتناولها الناس .

قوله (عليه السلام) : (أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ) ، بأن يخصّك ، كالأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) ، بترك لذائذ الدنيا مع حلّيتها .

وأمّا عن جشوبة مأكل أمير المؤمنين (عليه السلام) : فقد روي عن جندب : أنّ عليّاً قُدّم إليه لحم غثّ ، فقيل له : نجعل لك فيه سمناً ؟

فقال (عليه السلام) : إنّا لا نأكل آدمَين جميعاً .

واجتمع عنده في يوم عيد أطعمة ، فقال : أجعلها بأجا ، وخلط بعضها ببعض فصارت كلمته مثلاً(25) .

قوله (عليه السلام) : (وَيْحَكَ) : كلمة توجّع عليه ورحمة وشفقة لما أصابه من سوء فهم . .

(إِنِّي لَسْتُ كَأَنْتَ ، إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ ; كَيْلاَ يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ) ، بل كلّ منّا له تكليفه الخاص باعتبار موقعه الذي هو فيه ، فأنا باعتبار موقعي القيادي يتطلّع نحوي جميع الناس ، وفيهم الغني القوي ، والفقير المدقع ، فيهم الثري ، وفيهم المسكين ، المجتمع بجميع طبقاته ينظر نحوي ويدقّق في كلّ تصرّفاتي ، ويعرضها أمامه بدقّة ، ومن هنا فرض الله على أئمّة العدل الذين يسوسون العباد ويرعون البلاد أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس ، أي : يُنزلوا أنفسهم منزلة الفقراء والضعفاء من الناس . .

يجب على الأُمراء أن ينظروا إلى الفقراء الذين لا يملكون الثروة والغنى ، ولا يستطيعون إدراك ما يشتهون ، يجب على الأُمراء أن ينظروا إلى هؤلاء فيتشبّهون بهم ، وينزلون إلى مستواهم ، ويعيشون معيشتهم . .

كيلا يتبيّغ بالفقير فقره ، أي : لا يتحرّك فقر الفقراء فينتقموا من الحكم والبلاد ، وكذلك لتهون عليهم صعوبة الحياة ومشقّاتها ; لأنّهم عندما يرون أعظم شخصية في الحكم ، ورأس الدولة وقيادتها ، والرجل الأوّل فيها ، عندما يرون أنّ الحاكم القائد لا يميّز نفسه عنهم ، ولا يتميّز بشيء عمّا هم عليه ، تهون عليهم الدنيا فيصبروا ويرجعوا إلى الله .

أمّا إذا كان في المجتمع من هو غنيّ مترف فلا يشكل بالنسبة إلى غيره من أفراد الناس مشكلة ; لأنّه لا يعنيهم كثيراً ، ولا يدخل في قائمتهم إلا من وجه بسيط ، أمّا الحاكم فهو من أساس قائمتهم ، ويدخل في كلّ معادلاتهم ، فهذا الحاكم يجب أن يكون كأضعف رعيّته حتّى تدوم دولته ، ولا تفسد نفوس رعيّته .

الاستبصار والنشاط الديني :

بعد أن تبيّنت لـ «باك» ميّزات الإسلام وخصائصه ، ومنها : أنّه لا يدعو إلى التخلّي عن الأخلاق بشكل مطلق ، ولا إلى اللجوء إلى الملذّات الدنيوية بشكل مطلق ، بل يحافظ على كرامة الإنسان وعزّته ، تفتّح عقله واستضاءت بصيرته بنور الإسلام ، فاعتنق الدين الإسلامي الحنيف ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، ليتبع الدين الذي أنزله الباري لعباده عن طريق خاتم رسله ; ليخرجهم من الظلمات إلى النور .

وبعد مرحلة الاستبصار أكثر «باك» من نشاطه الديني فقام بترجمة كتاب «الإسلام أكمل وآخر دين إلهي» إلى اللغة الكورية(26) .

____________

1- القِرى : الإحسان إلى الضيف ، قَراه يَقريه قِرى ، قال : أقريهم وما حضرت قراها . كتاب العين ٥ : ٢٠٤ .

2- المقصود من تحقير النعوت ليس تحقير الذات المنعوت غالباً ، بل تحقير ما قام بها من الوصف الذي يدلّ عليه لفظ النعت ، فمعنى ، ضريوب : ذو ضرب حقير ، وقولهم : أُسيود وأُحيمر وأُصيفر ، أي : ليست هذه الألوان فيه تامة ، وكذا بزيزيز وعطيطير ، أي : الصنعتان فيهما ليستا كاملتين ، وربّما كانا كاملين في أشياء أُخرى ، وقولك : «هو مثيل عمرو» ، أي : المماثلة بينهما قليلة ، فعلى هذا معنى : «أُصيغر منك» ، أي : زيادته في الصغر عليك قليلة ، وكذا : «أُعيلم منك» ، و«أُفيضل منك» ونحوه ; لأنّ أفعل التفضيل : ما وضع لموصوف بزيادة على غيره في المعنى المشتقّ هو منه ، وقد تجيء لتحقير الذات ، كما في قول عليّ : «يا عُدَيَّ نفسه» . شرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الاستراباذي ١ : ٢٧٩ .

3- ناقة هامية وبعير هام ، وقد همت تهمي همياً : إذا ذهبت في الأرض على وجوهها لرعي أو غيره ، وكذلك كلّ ذاهب ، وسائل من ماء أو مطر . غريب الحديث لابن سلام ١ : ٢٣ .

4- ويح لزيد بالرفع ، (وويحاً له) بالنصب : (كلمة رحمة) . تاج العروس ٢ : ٢٤٩ .

5- البيغ : ثؤور الدم وفورته حتّى يظهر في العروق ، وقد تبيغ به الدم كتاب العين ٤ : ٤٥٤ .

6- نهج البلاغة ٢ : ١٨٧ ، الخطبة : ٢٠٩ .

7- الرحمن -٥٥- : ١٩ .

8- الرحمن -٥٥- : ٢٢ .

9- فاطر -٣٥- : ١٢ .

10- الضحى -٩٣- : ١١ .

11- الأعراف -٧- : ٣٢ .

12- البقرة -٢- : ١٧٢ .

13- المؤمنون -٢٣- : ٥١ .

14- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ : ٣٥ .

15- الفصول المهمة في أُصول الأئمّة للحرّ العاملي ١ : ٢٤ .

16- الكافي ٢ : ١٥١ .

17- الرعد -١٣- : ٢١ .

18- الكافي ٧ : ٥٥ .

19- الخصال للشيخ الصدوق : ١٣٢ .

20-الكافي ٣ : ٥٠٦ .

21- من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٥٦ .

22- النور -٢٤- : ٣٧ .

23- الكافي ٥ : ٧٥ .

24- الغارات ١ : ٩٧ .

25- مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٦٨ .

26- راجع : معرفة تحليلية عن الإسلام وبعض الأديان والمذاهب : ٥٨٦ ـ ٥٨٧ .