عذاب العزاوي

عذاب العزاوي (مالكي / العراق)

ولد في مدينة «بغداد» عاصمة العراق، ونشأ في أُسرة سنّية مالكيّة المذهب،واصل الدراسة إلى المرحلة المتوسطة، استبصر سنة ١٤٠٣هـ (١٩٨٣م) في معسكر الحشمتية للأسرى في طهران.

ولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) حصن الله:

يقول «عذاب»: «حصلت لي الفرصة والوقت الكافي لمطالعة الكتب الدينية وقد استفدت من هذه الفرصة على أفضل وجه، وخرجت بمحصّلة مفادها: أنّ ولاية أهل البيت(عليهم السلام) أمر مهمّ من أُمور الدين، فهم(عليهم السلام) أئمّة المسلمين الذين اختارهم الله سبحانه، ولهم حقّ الولاية على جميع المسلمين.

ومن هنا كان لابدّ لي من قبول ولايتهم، لكي لا أكون من الخاسرين الذين تذهب أعمالهم هباءً منثوراً، والحمد لله الذي وفّقني لهذا الاختيار الذي أرجو أن يكون الدرجة الأولى في سلّم التكامل، الذي يجب على البشريّة جمعاء أن ترقاه لو أرادت الفلاح والنجاة».

إنّ ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) حصن الله(1) الذي يحفظ الموالي من عذاب الله، فإنّ الموالي لأمير المؤمنين(عليه السلام) – الذي يدور الحقّ معه حيثما دار(2)، يعرف الظالمين الذين ناهضهم الإمام علي(عليه السلام) بسيفه ولسانه، فيبتعد عنهم، ويسأل الله النجاة من دسائسهم الشيطانيّة، فينجيّه الله منهم بهذه الولاية المباركة التي تُنجي من النار وتُدخل المؤمن الجنّة.

إنّ ولاية أمير المؤمنين(عليه السلام) تشبه التوحيد(3) – الذي هو حصن يبعّد الإنسان عن الشرك بالله، وعبادة الأصنام – في أنّها تبعده عن موالاة الظالمين والمغتصبين وعاظ السلاطين الذين يمكرون بالناس ويخدعوهم عن دينهم ودنياهم.

إنّ المتأمّل في مسيرة البشريّة عبر تاريخها الطويل، يكتشف بتأمّل بسيط أنّ أفضع أنواع الظلم الذي واجهته البشريّة، كان من القوى التي ترفع شعار الدين باطلاً، وتجعله وسيلة للوصول إلى مآربها الدنيويّة.

فهي من أجل الوصول إلى أغراضها الدنية تستخدم أخسّ الوسائل الماكرة، وأبشع الحيل الخبيثة، ولا يهمّها بعد ذلك أن يهلك الحرث والنسل، أو تُهدم الدول التي تحمل في صميمها بعض مظاهر الحقّ، أو تباد الحضارات التي تؤدّي إلى سلوك بعض سبل الخير.

إنّ الإنسانيّة المعذّبة إذا أرادت الخلاص من واقعها المملوء ظلماً، عليها التوجّه إلى الله سبحانه عبر معرفة الذين اختارهم لهدايتها، والتمسّك بهم والبراءة من أعدائهم، أعداء الله.

وإلاّ فإنّها ستواجه المزيد من الظلم، وتتحمّل المآسي المستمرة، والنكبات المتكرّرة بواسطة المكر الشيطاني المستمر منذ إخراج آدم(عليه السلام) من الجنّة إلى قيام الساعة.

كيف وقد حلف الشيطان بإغواء أبناء آدم جميعاً إلاّ عباد الله المخلصين(4)، فهل آن لهذه البشريّة المعذّبة أن تتّجه نحو طريق الخلاص.

إنّ «عذاب» وأمثاله ممّن عرفوا أولياء الله، وتمسّكوا بهم، أمنوا من العذاب، ودخلوا حصن الله الحصين الذي يدفع أذى المتمرّدين، وكيد الشياطين من أن يصل إلى أعماق قلوبهم التي صارت عرشاً لله، يسود فيها توحيده العظيم، وتجول فيها ولاية أولياء الله التي تقطر لطفاً ورحمة، لتجعل لهم دار الدنيا – قبل الآخرة – داراً طيّبة تفوح في أركانها روائح الجنّة، وتخيّم على ساكنيها السكينة والمودّة رغم مزاحمة أتباع الشيطان.

____________

1- أمالي الصدوق: ٣٠٦، رقم ٣٥٠.

2- شرح نهج البلاغة ٢: ٢٠٧.

3- أمالي الصدوق: ٣٠٦، رقم ٣٤٩، كنز العمّال ١: ٥٤، رقم ١٦٨.

4- الحجر (١٥) : ٣٩ – ٤٠، ص (٣٨) : ٨٢ – ٨٣.