حسن علي بحر العزاوي

حسن علي بحر العزاوي (حنفي / العراق)

ولد في «بغداد» عاصمة العراق، ونشأ في أُسرة سنّية حنفية المذهب، أكمل الدراسة المتوسطة، والتحق بصفوف الجيش العراقي أيّام الحرب مع إيران في الثمانينات من القرن الماضي، اعتنق مذهب آل البيت(عليهم السلام) سنة ١٤٠٧هـ (١٩٨٧م) في معسكر طريق القدس للأسرى في العاصمة الإيرانية طهران.

ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده:

يقول «حسن»: «شملتني الألطاف الإلهية فهدى الله قلبي للإيمان، وسبّب أسباب تلك الهداية، من دعاء الصالحين، وهداية العلماء الداعين إليه وقراءة الكتب الهادية إلى سبيل الرشاد على سعة من الوقت، وفراغة من البال.

لقد هداني الله إلى الصراط المستقيم، الذي يتمثّل بالتمسّك بولاية أهل البيت(عليهم السلام) القادة الهداة، والسادة الحماة، الذين أوصى الله ورسوله باتّباعهم ومودّتهم.

إنّ الهداية من الله سبحانه فهو يهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء، فالهداية من مختصّات شأنه، ومن أسرار أمره، ونحن لا نعرف خفايا قوانينها، ولا ندرك كثيراً من مقدّماتها.

قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم: ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(1).

وهذا لا يعني أنّ الهداية الإلهية أمرٌ مبهمٌ مغلقٌ لا يمكن تسليط الضوء عليه،بل على العكس فقد بيّن القرآن الكريم في آيات عديدة بعض قوانين الهداية، وذكر بعض مقدّماتها.

ثُمّ إنّ الهداية الإلهية أمر عظيم يستحقّ الشكر من العباد المهتدين بهداية الله قال تعالى: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلاِْيمَانِ(2).

وقال سبحانه: ﴿لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ(3).

وقال تعالى شأنه: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ(4).

إن الله سبحانه وتعالى يهدي إلى الصراط المستقيم وهو الدين الإسلامي العظيم الذي أنذر به الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) البشريّة، وواصل الأئمّة(عليهم السلام) هذا الأمر من بعده، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم دِينًا قِيَمًا(5).

وقال سبحانه: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا(6).

وقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا(7).

إنّ الله سبحانه يهدي الناس بأوليائه المرشدين إلى سواء السبيل، أمّا الضالين فلا وليّ لهم إلاّ من يجرّهم إلى الغيّ والفساد من الشيطان وأتباعه وجنوده، وهو مصير جرّوه إلى أنفسهم بسوء الاختيار، والإعراض عن طاعة الأخيار.

____________

1- القصص (٢٨) : ٥٦.

2- الحجرات (٤٩) : ١٧.

3- الحجّ (٢٢) : ٣٧.

4- البقرة (٢) : ١٩٨.

5- الأنعام (٢) : ١٦١.

6- الإنسان (٧٦) : ٣.

7- الاسراء (١٧) : ٩٧.