الكساندر موجون (علي)

الكساندر موجون (علي) (مسيحي / سويسرا)

ولد في ﴿سويسرا، حاصل على شهادة الماجستير في علم الجيولوجيا، نشأ في عائلة مسيحية، حتّى منّ اللّه‏ تعالى عليه بالهداية إلى الصراط المستقيم، فتعرّف على مجموعة من شيعة أهل البيت عليهم‏السلام فشاهد خطّهم ونهجهم الفكري والعبادي، فتعرّف من طريقهم على الدين الإسلامي الأصيل، فبادر إلى دراسته بروح بنّاءة ومنهجيّة موضوعيّة حتّى اقتنع به واستضاء قلبه بنور الإيمان، فأعلن اعتناقه للدين الإسلامي، وانتماءه لمذهب أهل البيت عليهم‏السلام ثُمّ سمّى نفسه باسم الإمام الأوّل علي بن أبي طالب عليه‏ السلام.

مكانة الإنسان في العقيدة الإسلاميّة:

وجد ﴿الكساندر بأنّ العقيدة الإسلاميّة ترى للإنسان مكانة ومنزلة رفيعة،

وقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً(1).

والإنسان خليفة اللّه‏ في أرضه، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ حَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(2)

الإنسان والخطيئة:

من أهمّ الأُمور التي يجدها الباحث عند قيامه بالدراسة المقارنة بين الدين الإسلامي والدين المسيحي هي أنّ العقيدة الإسلاميّة تعتبر الخطيئة أمراً طارئاً على وجود الإنسان وليس أمراً ذاتيّاً، بخلاف العقيدة المسيحية حيث ترى أنّ الإنسان يولد وهو حامل للخطيئة التي ارتكبها آدم عليه‏السلام.

والأمر الآخر أنّ العقيدة الإسلاميّة ترى أنّ الإنسان قادر – متى ما شاء – على أن يتوب من الذنوب التي اقترفها ولا يوجد في الإسلام ﴿كرسي للاعتراف كما هو موجود عند أتباع الديانة المسيحية، بل يحاول الإسلام أن يشجّع الناس على ستر ذنوبهم، وعدم الإشهار بالمعاصي التي يرتكبونها.

وقد ورد في الحديث الشريف: أتى رجل أمير المؤمنين الإمام علي عليه‏السلام فقال: يا أمير المؤمنين إنّي زنيت فطهّرني، فأعرض أمير المؤمنين عليه‏السلام بوجهه عنه،

ثُمّ قال له: ﴿اجلس، فأقبل علي عليه‏السلام على القوم فقال:

﴿أيعجز أحدكم إذا قارف هذه السيئة أن يستر على نفسه كما ستر اللّه‏ عليه(3)

الإسلام وتحريره للإنسان من أسر الرذائل:

وجد ﴿الكساندر بأنّ العقيدة الإسلاميّة تؤدّي إلى تحرير الإنسان من الاستبداد والوقوع في فخّ الطبقيّة الاجتماعية، والعبوديّة للأهواء والميول والشهوات، وتأخذ بيده ليعيش في رحاب عبوديّة اللّه‏ تعالى فحسب لأنّها تمنحه منتهى العزّة والكمال والاقتدار وبهذه العبودية يحصل الإنسان على الاستقرار والسكينة والطمأنينة.

إنّ هذه الصفات الحميدة هي التي حفّزت ﴿الكساندر للمزيد من التمسّك بالدين الإسلامي، وكان يشعر ﴿الكساندر عند قراءته لأحاديث أئمّة أهل البيت عليهم‏السلامبأنّها تفيض عليه النور والهداية، وتطّهر ذاته من الشوائب، وتمكنّه من الأخذ بزمام أُموره وعدم الانحراف وراء التيّارات النفسيّة المضادّة.

وهذه المعنويّة التي كان يحصل عليها ﴿الكساندر نتيجة تقرّبه للمذهب الشيعي هي التي دفعته في نهاية المطاف إلى أن يستبصر ويلتحق بركب أئمّة أهل البيت عليهم ‏السلام.

____________

1- الإسراء ١٧ : ٧٠.

2- البقرة ٢ : ٣٠.

3- من لا يحضره الفقيه ٤: ٢١ حديث ٣١ باب فيما يجب به التعزير والحدّ.