محمد عبد القادر الكاف

محمّد عبدالقادر الكاف (شافعي / أندونيسيا)

ولد سنة 1392هـ (1973م) في أندونيسيا بمدينة “بانجيل” ونشأ في أسرة شافعيّة المذهب، أكمل دراسته الثانوية في معهد يافي، ثمّ تعرّف على بعض اتّباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام)فتباحث معهم حول العديد من المسائل العقائديّة حتّى توصّل إلى أحقّية مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

ويقول “محمد الكاف”: إنّ أدلّة الشيعة وبراهنيها العقائديّة هى التي زرعت القناعة في عقلي وإنّ الشعائر الحسينيّة التي كان يقيمها الشيعة في بلدنا هي التي زرعت الحماس في قلبي، ودفعتني لتقبّل جميع المصاعب في سبيل نصرة الحقّ.

ويضيف “محمد الكاف”: أعلنت استبصاري عام 1413هـ (1993م)، ولمّا صلّيت أوّل صلاة وفق الفقه الشيعي ارتعدت فرائصي، وشعرت بالخشوع، وأحسست بأنّني أصلّي كما يريد الله لأنّني بلغت إلى مرحلة اليقين بأنّ أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) هم أفضل سبيل لمعرفة الشريعة الإلهية.

تأثّره بالإمام الحسين(عليه السلام):

إنّ من أهمّ القضايا التي تأثّر بها “محمد الكاف” هي مظلوميّة الإمام الحسين(عليه السلام)ولهذا قرّر أن يكون من خطباء المنبر الحسيني، فتفرغ فترة معينة لهذا الأمر، ثمّ بدأ يقرأ المجالس الحسينيّة في أندونيسيا.

ومن جهة أخرى واصل “محمد الكاف” نشاطه في نشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام)عن طريق ترجمة الكتب الدينيّة الشيعيّة من اللغة العربيّة إلى اللغة الأندونيسية فترجم عشرات الكتب من أجل نصرة مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

مضايقات بعد الاستبصار:

يقول “محمد الكاف” استغرب أبي وأمّي من استبصاري واعتناقي لمذهب التشيّع، وقالا لي: كيف سمحت لنفسك أن تؤمن بمذهب مليء بالأساطير والخرافات!

ولكنّني تعاملت معهم برفق، وحاولت أن أبيّن لهم الحقائق بالتي هي أحسن، وكان اصدقائي يعيبون عليّ سوء تصرّف بعض الشيعة، فكنت أبيّن لهم بأنّني انتميت إلى مذهب ا لتشيّع، وهناك فرق بين الشيعي كفرد وبين التشيّع كمذهب، وكلّ فرد هو المسؤول عمّا يصدر عنه ولا ينبغي تحميل سوء فعله على انتمائه المذهبي، فإذا أساء أحد الشيعة فهو المسؤول عن إساءته، ولا ينبغي أن نقول بأنّ هذا الشيعي أساء فالتشيع سيىء، لأنّ الفرد قد يكون ملتزماً بمذهبه وقد لا يكون.

ولهذا ينبغي للإنسان الواعي أن يعرف الحقّ عن طريق الدليل والبرهان، وأن لا يكون سبب انتمائه المذهبي هذا الشخص أو ذاك الشخص، ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام):؟ الحقّ لا يعرف بالرجال أعرف الحقّ تعرف أهله”(1).

وبهذا الوعي الرفيع تمكّن “محمد الكاف” من الصمود أمام جميع العقبات التي واجهها في طريقه إلى الاستبصار وما بعد الاستبصار وهو لا يزال في خدمة أهل البيت(عليهم السلام).

____________

1- فيض القدير، المناوي: 1 / ص 28.