أحمد محمد شرف الدين

الأستاذ السيد أحمد محمد شرف الدين

* اليمن – صنعاء – شبام

* ولد عام (1960م)

* اعتنق التشيع عام (1982م)

ـ نود التعرف على سيرتكم الذاتية؟

السيد أحمد محمد شرف الدين مواليد1960 شبام صنعاء.

الدراسة: بكالوريوس تجارة واقتصاد (إدارة أعمال).

تخرجت من الجامعة عام 1984 من جامعة صنعاء.

كنت منتسباً للمذهب الزيدي في الأصل وينتهي نسبي إلى الإمام الحسن (عليه السلام) .

ـ ما هي اهتماماتكم الحياتية؟

دراسة العلوم الدينية والبحث العقائدي منذ نعومة أظفاري حيث أنني نشأت في محيط علمي ديني، ودرست الكثير من علوم القرآن والفقه الإسلامي والتاريخ الإسلامي خصوصاً منهاج أهل البيت (عليهم السلام) وسيرتهم على يد والدي حفظه الله ورعاه ومجموعة أخرى من العلماء الأفاضل.

ـ متى بدأت رحلتكم نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ؟ (المذهب الجعفري)

بدأ ذلك عند قيام الثورة الإسلامية في إيران التي فجرها الإمام الخميني وخاصة عند انتشار كتب العقائد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في الساحة اليمنية حيث قمت بمقارنة التراث الزيدي القديم بمقارنته مع عقائد الإمامية اتضح لي أن أدلة الإمامية في كتب الزيدية وليس العكس وخاصة في مجال الإمامة وولاية أهل البيت (عليهم السلام) .

ـ ما هي أهم المحاور التي لفتت انتباهكم في هذا المذهب؟.

المحور الأول: قوة الأيديولوجية المحكمة في أصل الإمامة وتفرعاتها.

المحور الثاني: وجود منهجية متكاملة في الاتصال ما بين الخالق والمخلوقين في هذا المنهج أكثر من غيره. ومثال على ذلك التميز في المجال الغيبي والروحي بينما بقية المذاهب تفتقر لذلك إذ أنها تركز على الجانب الظاهري لمذهب أبناء العامة أو الجانب العقلي من البحث كمذهبي (الزيدية والمعتزلة).

المحور الثالث: تميز هذا المنهج عن غيره في مجال الأصول الفقهية في حبك المنهاج الاجتهادي والاستنباط الفقهي الذي يعتمد على النص بعيداً عن الرأي والقياس البشري.

المحور الرابع: أن هذا المنهج قد تضمن كافة مناحي الحياة وما تحتاجه البشرية في أمور الدارين (الدنيا والآخرة) لأنه انبثق عن القواعد القرآنية والنبوية ونصوص أصحاب العصمة (الأئمة الاثنا عشر المعصومين (عليهم السلام) ).

ـ هل يمكنكم بيان أوجه الخلاف بين الزيدية والإمامية؟.

بلا شك أن المذهبين شيعيين وكلاهما ينتميان إلى أهل البيت (عليهم السلام) ويلتقيان في كثير من المسائل الاعتقادية والولائية لأهل البيت (عليهم السلام) ونأمل وحدتهما عاجلاً.

وقد يتضح أوجه الخلاف لأي باحث في المسلكين كما يلي:

1) من حيث الأصول في التوحيد وإن كان الخلاف خفيفاً في هذا المجال إلا أن هناك نقاط تسترعي الاهتمام مثل:

1- التفويض عند أغلب علماء الزيدية والوسطية عند الإمامية (لا جبر ولا تفويض إنما أمر بين أمرين).

2- الاعتقاد في المشيئة الإلهية إذ أن الزيدية تعتقد بأن المشيئة الإلهية مقيدة ببعض ظاهر النصوص.

بينما تعتقد الإمامية بالمشيئة الإلهية المطلقة، ويفسر من النصوص وفقاً لذلك بما ورد عن المعصومين (عليهم السلام) .

3- في مجال الإيمان بالله: الزيدية تحصر معتقدها في النصوص والعقل والمشاهدات بينما الإمامية يتسع اعتقادها بالإضافة إلى العقل والمشاهدات والنصوص (الإيمان بالغيبيات) والروحيات. وهذا ما ينعدم عن الزيدية والذي يشكل خطراً فادحاً في مجال الإيمانيات بأكملها كالتوحيد والنبوة والإمامة.

4- في مجال الإمامة:

أ) الزيدية تقول بالخروج واختيار أهل الحل والعقد والشروط الموضوعة للإمامة.

بينما الإمامية الشيعية تعتقد بانعقاد الإمامة بالنص والاختيار الإلهي والوصية.

ب) استطاعت الإمامية تفسير وتطبيق حديث الثقلين على أئمتها وفي منهاجها بينما عجزت الزيدية عن ذلك.

ج) الإمامية تقول بالعصمة في الأئمة الذين يقومون مقام النبي (صلى الله عليه وآله) في تبليغ الرسالة والتشريع وتبنيه للأمة كما أراد الله حتى قيام الساعة.

بينما الزيدية لا ترى العصمة في الأئمة باستثناء الإمام علي (عليه السلام) عند أغلبهم.

د) الإمامية تحصر منهاجها الفقهي في مجال روايات أهل البيت (عليهم السلام) بينما الزيدية لا ترى ذلك ومنهاج الرواية مكتمل الأركان عند الإمامية ومشتت الطرق عند الزيدية.

هـ‍) الإمامية تعتقد إمامة الاثني عشر كما ورد في النص المتواتر بينما الزيدية تقول: بالإمامة في ذرية الحسنين من خرج ودعا إلى نفسه فهو إمام، والأخطر من ذلك أن بعض علماء العصر يفتون بجواز الولاية في غير العلوي الفاطمي.

و) الإمامية تعتقد في ولادة الإمام المهدي (عج) وغيابه حتى يأذن الله بخروجه أو بظهوره.

وأنه (محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) ) بينما الزيدية تعتقد بأنه لم يولد بعد وإنه سيكون اسمه (محمد بن عبد الله).

ز) الإمامية تحتفظ بتراث أوسع لأهل البيت (عليهم السلام) مما تحتفظ به الزيدية كالروايات والسيرة والأدعية.

ح) الإمامية يندر تأثرها بالأفكار الأخرى بينما الزيدية تأثرت بالفكر المعتزلي والسني.

ط) الإمامية تعتقد في إمامة من اختار الله قام أو قعد بينما الزيدية لا تعتقد إلا بإمامة من حكم واستولى على السلطة بدليل أنه لا يوجد لديهم إمام حاليا. رغم وجود علماء مجتهدين.

ـ ما هي أهم الكتب التي أثرت على فكركم من خلال هذه التجربة؟.

أولاً: قراءتي للكتب الزيدية القديمة مثل مؤلفات الإمام القاسم بن إبراهيم وحفيده الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي.

ومؤلفات: الإمام أحمد بن سليمان وخاصة كتاب (حقائق المعرفة) وعندما قمت بمقارنتها مع كتب الإمامية وخاصة في مجال قواعد ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وجدت أنه حصل انحراف حتمي في مرحلة تاريخية في المسار الزيدي أدى ذلك إلى هوة الخلاف بين الفريقين مع أن الأصل واحد وهو الإمام زين العابدين (عليه السلام) الذي أخذا عنه الإمامين الصادق (عليه السلام) وزيد بن علي بن الحسين فيستحيل أن يكون لهما مذهبان متناقضان وهما من بيت واحد ومدرسة واحدة وقد أوصى الله بالأمة إلى هذا البيت.

ـ كم المدة الزمنية التي خضتم فيها غمار البحث عن الحقيقة؟.

بدأت البحث الفعلي في عام 1982 ولحد الآن وفي كل وقت اكتشف حقائق مجهولة، والباحث نهم لا يشبع كما قال الإمام علي (عليه السلام) منهومان لا يشبعان (طالب علم وطالب مال).

ونحن والحمد لله قد هدانا الله إلى الأولى وعصمنا عن الأخرى بحوله تعالى.

ـ ما هي أهم العقبات والمشاكل التي واجهتكم في هذا الطريق الشاق والصعب؟

منها مشاكل اجتماعية ومنها ثقافية وأخرى مادية، وأهمها: المشاكل الاجتماعية.

حيث كان من الصعب أو المستحيل أن يظهر إنسان في تلك البيئة حراً في تفكيره وبحثه وتوجهاته، حيث كان يسيطر على الساحة طابع العصبية والتكتلات المذهبية ومن خرج عن هذا الإطار يرمى بالزندقة، ويعيش في عزلة خانقة، ويلقى الكثير من المضايقات والسباب والشتائم وتثار حوله الشبهات والشكوك دون وازع تقوى أو ورع لا من العالم ولا من الجاهل.

ـ ما هي نظرتكم في كيفية التعامل مع المذاهب الأخرى في الساحة اليمنية؟.

أستقي منهاجي في هذا الإطار عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ولا أحمل حقداً ولا كراهية لأحد من المسلمين، بل أفيض من كل قلبي رحمة ووداً ومحبة للجميع وانطلاقاً من قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). وقوله: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

ـ كيف ترون مستقبل التشيع في اليمن؟.

هذا الموضوع يعتمد على درجة الوعي لدى الشباب وحرية أفكارهم في البحث المتجرد عن العصبية والوهم وكلما اتسعت تلك السجية (الحرية والوعي) كلما اتسع نطاق التشيع حتماً لأن الحق تهواه القلوب الطاهرة والعقول السليمة، وتأباه القلوب الملوثة، والعقول الضعيفة.

ـ ما هي أخطر حركة إسلامية تقف حائلاً أمام انتشار التشيع في اليمن؟.

لا شك ولا ريب أن الحركة الوهابية قد وقفت بكل عددها وعتادها في محاربة نهج أهل البيت (عليهم السلام) سواء في اليمن أو في غيره ولكن الساحة اليمنية بدأت تتعافى وخاصةً عندما تنبهت دولة الوحدة لخطر هذه الحركة على المجتمع اليمني وحضارته لأن المجتمع اليمني منذ فجر الإسلام لا يعرف إلا منهج التشيع سواء على الطريقة الزيدية أو الصوفية، أو الجعفرية فكلهم من بحر واحد ودولة واحدة حريصة كل الحرص على ذلك الانسجام الذي أراد سرطان الوهابية أن ينخر في لحمه وعظمه ونحن متفائلون في المستقبل خيراً لأن الله غالب على أمره كما قال تعالى: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون).

ـ هل لكم مؤلفات وبحوث علمية من خلال تجربتكم المريرة والشائكة؟.

لدي بضعة بحوث لم تُنشر بعد ونأمل انتشارها خدمة للمؤمنين الباحثين عن الحق والحقيقة.

ـ عفواً أستاذ أحمد هل بالإمكان تسمية بحوثكم؟.

1- بحث في الإمامة (مخطوط).

2- كشف الأسرار في لوامع الأنوار (عن سيرة الإمام الخميني وثورته).

3- تحقيقات ومراجعات لبعض الكتب العقائدية.

4- سيول العيسوي في الرد على جمرات الموسوي (حسين الموسوي الشخصية الوهمية لله ثم للتاريخ) (تحت الطبع).

5- نقوم بإصدار مجلة (الصراط) حتى العدد (الحادي والعشرين) رئيس تحرير مجلة الصراط والتي تهتم بسيرة أهل البيت ومعتقداتهم.

ـ ولنا أن نختم اللقاء بكلمة توجهونها أو اقتراح تقترحونه؟.

أهم ما يدور في خلدي وصية لكل مؤمن حر شريف أن يشحذ طاقته وهمته جهاداً في سبيل الله أمام الطغيان الصهيوني الأمريكي الذي قرر إزاحة المسلمين من الوجود فكراً وإنساناً ولا مجال إطلاقاً للخلاف الإسلامي، بل الأهم الوحدة الإسلامية والتقارب في الثوابت والمشتركات، للوثبة الكبرى صفاً واحداً في وجه العدوان العالمي حتى النصر ورفع رايات الإسلام عالية خفاقة في أرجاء المعمورة تمهيداً لظهور الحجة (عج) الإمام المهدي أرواحنا فداه وجنوداً في سبيل الله تحت رايته.

والله الموفق إلى سواء الصراط والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.