سلسلة الموضوعات على النبي الأمين صلى الله عليه وآله

المأخوذة من مجلد الخامس من كتاب الغدير للعلامة الأميني:

/ صفحة 297 /
يهمنا ها هنا ذكر نماذج مما وضعته يد أولئك الكذابين والوضاعين المذكورين أو من يشاكلهم في الافتعال في باب الفضائل فحسب.
1 – عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة منها : لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق : عمر الفاروق. عثمان ذو النورين.
من موضوعات علي بن جميل الرقي أخرجه الطبراني وقال : موضوع وعلي ابن جميل وضاع، وقد تفرد به وسرقه منه معروف بن أبي معروف البلخي، وعبد العزيز بن عمرو الخراساني رجل مجهول.
وأخرجه أبو نعيم من طريق علي بن جميل، ورواه الختلي في الديباج من طريق عبد العزيز بن عمرو الخراساني كما في ” ميزان الاعتدال “.

قال مؤلفه الذهبي في ج 2 ص 138 : عبد العزيز فيه جهالة والخبر باطل فهو الآفة فيه.
وأخرجه ابن عدي من طريق معروف البلخي، قال الذهبي في ” الميزان ” 3 ص 184 : هذا موضوع لكنه مشهور بعلي بن جميل عن جرير وكان يحلف فيقول : حدثنا والله جرير، وقال ابن عدي : معروف هذا غير معروف ولعله سرقه من علي بن جميل.
ورواه أبو القاسم بن بشران في أماليه من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وهو ذلك الكذاب الوضاع عن عصام بن يوسف قال ابن عدي : روى أحاديث لا يتابع عليها.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 5 ص 4 و ج 7 ص 337 من طريق الحسين بن إبراهيم الإحتياطي عن علي بن جميل.
قال الذهبي في ميزانه 1 ص 253 بعد ذكره من هذا الطريق : هذا باطل والمتهم به حسين الاحتياطي.
وقال في ج 3 ص 184 : إنه موضوع.
/ صفحة 298 /
وذكره ابن كثير في تاريخه 7 : 205 من طريق الطبراني فقال : إنه حديث ضعيف في إسناده من تكلم فيه ولا يخلو من نكارة.
قال الأميني : ألا تعجب من إخراج ابن كثير الحديث من الوضع والبطلان إلى الضعف والنكارة ؟ ! وهو يعلم أن مثل هذه الرواية لا يسمى ضعيفا في مصطلح أهل الفن وهو يرى نفسه منهم.
نعم : شنشنة أعرفها من أخزم.
وأعجب من ذلك أن الخطيب لم يذكر في هذه الرواية التي هذه حالها كلمة تعرب عما في سندها من الغمز وهذا شأنه في كثير من أمثال هذه الأحاديث الموضوعة.
2 – عن ابن عباس مرفوعا : إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش : هاتوا أصحاب محمد فيؤتى بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فيقال لأبي بكر : قف على باب الجنة فأدخل فيها من شئت، ورد من شئت.
ويقال لعمر : قف على الميزان فثقل من شئت برحمة الله، وخفف من شئت.
ويعطى عثمان غصن شجرة من الشجرة التي غرسها الله بيده فيقال : ذد بهذا عن الحوض من شئت.
ويعطى علي حلتين فيقال له : خذهما فإني ادخرتهما لك يوم أنشأت خلق السماوات والأرض.
رواه إبراهيم بن عبد الله المصيصي، وأحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي، وكلاهما كذابان وضاعان والله أعلم أيهما وضع هذا الحديث، ذكره الذهبي بهذا اللفظ في ميزانه ج 1 ص 20، 42، وفيه آفة القلب بعد الوضع فإن المحفوظ من لفظه كما في الرياض النضرة 1 ص 32 بعد : وخفف من شئت.
ويكسى عثمان حلتين ويقال له.
ألبسهما فإني خلقتهما أو ادخرتهما من حين أنشأت خلق السماوات والأرض.
ويعطى علي بن أبي طالب عصى عوسج من الشجرة التي غرسها الله تعالى بيده في الجنة فيقال : ذد الناس عن الحوض.
فقلبوا ما لعلي عليه السلام من ذود المنافقين عن الحوض وجعلوه لعثمان بعد ما زادوا على الحديث صدرا مفتعلا، وحديث ذود أمير المؤمنين علي عن الحوض أخرجه الحفاظ من عدة طرق عن جمع من الصحابة قد أسلفنا طرقه وتصحيح الحاكم له في الجزء الثاني ص 321.
3 – عن أنس مرفوعا : لا أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاما – أو سبعين عاما – فإذا كان بعد ثمانين عاما – أو سبعين عاما – يقبل
/ صفحة 299 /
إلي على ناقة من المسك الأذفر حشوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد فأقول : معاوية ؟ فيقول : لبيك يا محمد ! فأقول : أين كنت من ثمانين عاما ؟ فيقول : كنت في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه ويحييني وأحييه ويقول : هذا عوض مما كنت تشتم في دار الدنيا.
من موضوعات عبد الله بن حفص الوكيل.
قال ابن عدي : موضوع لا أشك أنه واضعه.
وقال الخطيب : باطل إسنادا ومتنا ونراه مما وضعه الوكيل وإن إسناده رجاله كلهم ثقات غيره.
وقال الذهبي في ميزانه بعد ذكره من طريق ابن عدي : قلت : ما كان ينبغي لابن عدي أن يتشاغل بالأخذ عن هذا الدجال الأعمى البصر والبصيرة والذي قال الله فيه : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
وقال في ترجمة عبيد الله بن سليمان : روى عن عبد الرزاق بخبر باطل فهو الآفة فيه.
وقال ابن حجر في ” لسان الميزان ” 4 ص 105 : والخبر المذكور رواه ابن عساكر في ترجمته – ولفظه – : إني لأدخل الجنة فلا أفتقد منها أحدا إلا معاوية سبعين عاما ثم أراه فأقول : يا معاوية أين كنت ؟ فيقول : كنت تحت عرش ربي يتحفني بيده فقال : هذا ما كان يشتمونك في دار الدنيا.
قال ابن عساكر : هذا حديث منكر وفيه غير واحد من المجاهيل.
4 – عن أنس مرفوعا : ليلة أسري بي دخلت الجنة فإذا أنا بتفاحة تعلقت عن حوراء قالت : أنا للمقتول ظلما عثمان.
أخرجه الذهبي في ميزانه 2 ص 20 من طريق عباس بن محمد العدوي الوضاع وقال : خبر موضوع.
وذكره أيضا في ج 3 ص 293 بتغيير يسير من طريق يحيى بن شبيب الكذاب الوضاع وقال : هذا كذب.
والله يعلم أي الرجلين وضعه.
وقال ابن حجر في ” لسان الميزان ” 3 ص 245 : ذكره ابن حبان في الضعفاء وقال : لا أصل لهذا من كلام النبي ولا أنس ولا ثابت ولا حماد ” هم رجال سند الحديث ” وأوعز الذهبي إليه في ” الميزان ” في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الدمشقي وقال : خبر باطل.
وقال ابن حجر في لسانه 3 ص 248 : الحديث المذكور عن عقبة بن عامر رفعه : لما عرج بي إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في كفي تفاحة فانفلقت عن حوراء
/ صفحة 300 /
مرضية كان أشعار عينيها مكارم أشعار النسور فقلت : لمن أنت ؟ قالت : أنا للخليفة من بعدك المقتول ظلما عثمان بن عفان.
وذكره في ص 293 وقال : حديث منكر.
وأخرجه الخطيب في تاريخه 5 ص 297 : من طريق محمد بن سليمان أبي علي الشطوي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أسري بي إلى السماء فصرت إلى السماء الرابعة سقطت في حجري تفاحة فأخذتها بيدي فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها : تكلمي لمن أنت ؟ قالت : للمقتول شهيدا عثمان بن عفان.
وهذا موضوع بهذا الطريق أيضا.
رأى الخطيب في تاريخه وابن الجوزي في الموضوعات والذهبي في ميزانه الحمل فيه على محمد بن سليمان أبي جعفر الخزاز.
5 – عن جابر مرفوعا : إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة : أبا بكر. وعمر. وعثمان. وعلي. فجعلهم خير أصحابي وأصحابي كلهم خير.
من موضوعات عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال الذهبي في ميزانه 2 ص 47 : قد قامت القيامة على عبد الله بن صالح بهذا الخبر، وحكى عن أبي زرعة : أنه قال : باطل وضعه خالد المصري ودلسه في كتاب عبد الله بن صالح.
وقال النسائي : إنه موضوع.
6 – عن عبد الله بن عمر مرفوعا : لما ولد أبو بكر في تلك الليلة اطلع الله على جنة عدن فقال : وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود.
قال الذهبي : موضوع آفته أحمد بن عصمة النيسابوري، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 3 ص 309 وقال : إنه باطل وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
7 – عن أبي هريرة مرفوعا : إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر.
وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.
من وضع أبي سعيد الحسن بن علي العدوي البصري.
أخرجه الخطيب وقال : هذا الحديث وضعه العدوي على كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد الرزاق بن منصور البندار عن أبي عبد الله الزاهد السمرقندي عن ابن لهيعة.
وأبو عبد الله الزاهد مجهول فألزقه العدوي على كامل وكامل ثقة والحديث ليس بمحفوظ عن ابن لهيعة. ثم ذكره
/ صفحة 301 /
بطريق آخر فقال : هذا الاسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات وقد أتى العدوي أمرا عظيما وارتكب أمرا قبيحا في الجرأة بوضعه أعظم من جرأته في حديث ابن لهيعة.
وأخرجه الديلمي وزاد فيه : ومن أحب الصحابة جميعا فقد برئ من النفاق.
و حكم الذهبي بوضعه أيضا.
وذكره ابن حجر من طريق آخر عن أنس في ” لسان الميزان ” 4 ص 107 فقال : هذا بهذا الاسناد باطل.
8 – عن أنس : إن يهوديا أتى أبا بكر فقال : والذي بعث موسى وكلمه تكليما إني لأحبك.
فلم يرفع أبو بكر رأسا تهاونا باليهودي فهبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك : قل لليهودي : إن الله قد أحاد عنك النار.
فأحضر اليهودي فأسلم.
وفي لفظ : قد أحاد عنه في النار خلتين : لا توضع الأنكال في عنقه.
ولا الأغلال في عنقه لحبه أبا بكر فأخبره.
من آفات الحسن بن علي أبي سعيد العدوي البصري قال السيوطي في ” اللئالي ” 1 ص 151 : موضوع، العدوي وغلام خليل وضاعان والبصري مجهول.
9 – عن البراء مرفوعا : إن الله اتخذ لأبي بكر في أعلى عليين قبة من ياقوتة بيضاء معلقة بالقدرة تخترقها رياح الرحمة، للقبة أربعة آلاف باب كلما اشتاق أبو بكر إلى الله انفتح منها باب ينظر إلى الله عز وجل.
من موضوعات محمد بن عبد الله أبي بكر الأشناني.
قال الخطيب في تاريخه 5 ص 441، من ركب هذا الحديث على مثل هذا الاسناد فما أبقى من اطراح الحشمة و الجرأة على الكذب شيئا ونعوذ بالله من الخذلان ونسأله العصمة عن تزيين الشيطان إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وقال في ص 442 : إنه – الأشناني – كان يضع ما لا يحسنه غير أنه والله أعلم أخذ أسانيد صحيحة من بعد الصحف فركب عليها هذه البلايا.
وأخرجه أيضا في ج 9 : 445 من طريق أحمد بن عبد الله الذراع فقال : هذا باطل والحمل فيه عندي على الذراع وإنه مما صنعته يده والله أعلم.
وعده الذهبي في ” ميزان الاعتدال ” من طاماث أبي بكر الأشناني.
10 – عن أنس قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار أخذ أبو بكر بغرزه فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجهه فقال : يا أبا بكر ألا أبشرك ؟ قال : بلى فداك أبي وأمي
/ صفحة 302 /
قال : إن الله يتجلى يوم القيامة للخلايق عامة ويتجلي لك خاصة.
من موضوعات محمد بن عبد أبي بكر التميمي السمرقندي.
قال الخطيب في تاريخه 2 : 388 : هذا الحديث لا أصل له عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعه محمد بن عبد إسنادا ومتنا، وله أحاديث كثيرة تشابه ما ذكرناه، وكلها تدل على سوء حاله و سقوط رواياته.
وأخرجه في ج 12 : 19 من طريق علي بن عبدة وقال : باطل ثم أخرجه من طريق آخر غير طريق علي بن عبدة فقال : هذا باطل والحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه فإنه لم يكن ثقة.
وذكره الذهبي في ” الميزان ” 2 : 221، 232 وقطع بأنه من الموضوعات وقال : ورواه ابن عدي في كامله وقال : هذا باطل. وقال في 2 ص 269 : إنه حديث باطل.
واتهم يوسف بن أحمد بإلصاق هذا الحديث إلى ابن الخليفة كما في ” ميزان الاعتدال 3 : 336.
وعده الفيروز آبادي صاحب ” القاموس ” في خاتمة كتابه ” سفر السعادة ” من أشهر الموضوعات في باب فضائل أبي بكر ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل.
وعده السيوطي من الموضوعات في ” اللئالي ” 1، 148 وزيف طرقه.
وذكره العجلوني في كشف الخفاء 2 : 419 وأردفه بمثل كلمة الفيروز آبادي.
وقال ابن حجر في ” لسان الميزان ” 2 ص 64 : له طرق كلها واهية.
وقال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 63 : موضوع ذكره ملا علي القارئ – يعني في كتاب موضوعاته – وأخرجه الحاكم في ” المستدرك ” 3 : 78 في حديث عن جابر بن عبد الله فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر فقال له بعض القوم : وما الرضوان الأكبر يا رسول الله ؟ قال : يتجلى الله لعباده في الآخرة عامة ويتجلي لأبي بكر خاصة فأعقبه الذهبي في تلخيص ” المستدرك ” بقوله : تفرد به محمد بن خالد الختلي عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن ابن سوقة وأحسب محمدا وضعه.
وقال في ” ميزان الاعتدال ” في ترجمة الختلي : قال ابن الجوزي في الموضوعات : كذبوه روى عن كثير : يتجلى لأبي بكر خاصة. وقال ابن مندة : صاحب مناكير.
/ صفحة 303 /
11 – عن أبي هريرة مرفوعا : عرج بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها مكتوبا : محمد رسول الله، وأبو بكر الصديق من خلفي.
من موضوعات عبد الله بن إبراهيم الغفاري.
ذكره الذهبي في ميزانه من طريق الخطيب عن محمد بن عبد الله الهلالي البصري وقال : خبر باطل.
ثم رواه بإسناد آخر فقال : وهو باطل ما أدري من يغمز فيه فإن هؤلاء ثقات ثم ذكره من طريق الغفاري فقال : متهم بالكذب فهذا عنه محتمل.
لم 5 ص 235.
وذكره السيوطي في الموضوعات وقال : أخرجه ابن عدي بإسناده عن الغفاري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ثم قال : لا يصح، الغفاري يضع، وشيخ ضعيف بالاتفاق.
وذكره ابن حجر في ” تهذيب التهذيب ” 5 ص 138 نقلا عن ابن حبان من طريق عبد الله بن عمر بلفظ : ما جئت ليلة أسري بي من سماء إلى سماء إلا رأيت إسمي مكتوبا محمد رسول الله، أبو بكر الصديق.
فقال : قال ابن حبان : هذا خبر باطل وأرى البلية فيه من عبد الله بن إبراهيم.
12 – عن أنس مرفوعا : إن لله تعالى في كل ليلة جمعة مائة ألف عتيق من النار إلا رجلين فإنهما يدخلان في أمتي وليسا منهم وإن الله لا يعتقهما فيمن عتق منهم من أهل الكبائر في طبقتهم مصفدين مع عبدة الأوثان مبغضي أبو بكر وعمر وليس هم داخلين في الاسلام وإنما هم يهود هذه الأمة ثم قال : ألا لعنة الله على مبغضي أبي بكر وعمر و عثمان وعلي.
من موضوعات مسرة بن عبد الله أبي شاكر مولى المتوكل.
أخرجه الخطيب في تاريخه 13 ص 272 فقال : هذا الحديث كذب موضوع والرجال المذكورون في إسناده كلهم ثقات أئمة سوى مسرة والحمل عليه فيه، على أنه ذكر سماعه من أبي زرعة بعد موته بأربع سنين لأن أبا زرعة مات في سنة أربع وستين ومائتين من غير خلاف في ذلك – وهو يروي الحديث عن أبي زرعة بالري سنة ثمان وستين ومائتين – وعده الذهبي في ميزانه 3 ص 162 من موضوعات مسرة.
13 – عن أنس قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين كتفي أبي بكر وعمر فقال لهما : أنتما وزيراي في الدنيا والآخرة، ما مثلي ومثلكما في الجنة إلا كمثل طائر يطير في الجنة فأنا
/ صفحة 304 /
جؤجؤ الطائر وأنتما جناحاه، وأنا وأنتما نسرح في الجنة، وأنا وأنتما نزور رب العالمين، وأنا وأنتما نقعد في مجالس الجنة.
فقال : وفي الجنة مجالس ؟ قال : نعم مجالس ولهو فقال : أي شئ لهو الجنة ؟ قال : آجام من قصب من كبريت أحمر رحلها الدر الرطب فيخرج ريح من تحت ساق العرش يقال لها : الطيبة فتثور تلك الآجام فيخرج صوت ينسي أهل الجنة أيام الدنيا وما كان فيها.
من موضوعات زكريا بن دريد الكندي.
أخرجه أين حبان وقال : موضوع آفته زكريا.
وحكى الذهبي جملتين من الرواية في ” الميزان ” 1 ص 348 عن ابن حبان وأنه قال : حدثنا بهما أحمد بن موسى بن معدان بحران حدثنا زكريا بن دريد بنسخة كتبناها كلها موضوعة لا يحل ذكرها.
14 – عن أنس مرفوعا : إن لله تعالى سيفا مغمودا في غمده ما دام عثمان بن عفان حيا فإذا قتل جرد ذلك السيف فلم يغمد إلى يوم القيامة.
أخرجه ابن عدي وقال : موضوع آفته عمرو بن قائد وشيخه موسى بن سيار (1) كذاب أيضا.
لي 1 ص 164.
وقال الذهبي في ميزانه 2 ص 299 : هذا ظاهر النكارة.
15 – عن أنس مرفوعا : هبط علي جبريل ومعه قلم من ذهب إبريز فقال إن العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك : حبيبي قد أهديت هذا القلم من فوق عرشي إلى معاوية بن أبي سفيان فأوصله إليه ومره أن يكتب آية الكرسي بخطه بهذا القلم ويشكله ويعجمه ويعرضه عليك فإني قد كتبت له من الثواب بعدد كل من قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يأتيني بأبي عبد الرحمن ؟ فقام أبو بكر الصديق ومضى حتى أخذ بيده وجاءا جميعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه فرد عليهم السلام ثم قال لمعاوية : ادن مني يا أبا عبد الرحمن ؟ ادن مني يا أبا عبد الرحمن ؟ فدنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفع إليه القلم ثم قال له : يا معاوية ؟ هذا قلم أهداه إليك ربك من فوق العرش لتكتب به آية الكرسي بخطك وتشكله وتعجمه وتعرضه علي، فاحمد الله واشكره على ما أعطاك، فإن الله قد كتب لك من الثواب من قرأ آية الكرسي من ساعة تكتبها إلى يوم القيامة.
فأخذ القلم من يد النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه فوق أذنه.
فقال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في لئالي السيوطي عند نقل هذه العبارة غلط فاحش هذا صحيحها. راجع
/ صفحة 305 /
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أللهم إنك تعلم أني قد أوصلته إليه. ثلاثا.
فجثا معاوية بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل يحمد الله على ما أعطاه من الكرامة ويشكره حتى أتى بطرس و محبرة فأخذ القلم ولم يزل يخط به آية الكرسي أحسن ما يكون من الخط حتى كتبها وشكلها وعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معاوية ! إن الله قد كتب لك من الثواب بعدد كل من يقرأ آية الكرسي من كتبتها إلى يوم القيامة.
قالوا : موضوع وأكثر رجاله مجاهيل، ويراه ابن الجوزي من وضع الحسين بن يحيى الختاني كما في ” ميزان الاعتدال ” 1 ص 257.
وعند الذهبي باطل كأنه عمله أحمد بن عبد الله الأيلي كما في ” الميزان ” 1 ص 52.
ويرى ابن حجر في ” لسان الميزان ” : إن الأمر ينحصر بأحمد الأيلي وهو الذي وضعه، وأخرجه النقاش في الموضوعات بلفظ أخصر وقال : حديث موضوع بلا شك وضعه أحمد أو حسين [ لي 1 ص 216، لم 1 ص 285 ].
16 – عن جابر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار جبريل في : استكتاب معاوية فقال : استكتبه فإنه أمين.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه بإسناده من طريق السري بن عاصم أبي عاصم الهمداني أحد الكذابين الوضاعين، والحسن بن زياد وهو اللؤلؤي الوضاع الكذاب، والقاسم بن بهرام المشترك بين ثقة وكذاب، وقد زيفه ابن كثير في ” البداية والنهاية ” 5 ص 354 فقال : والعجب من الحافظ ابن عساكر مع جلالة قدره واطلاعه على صناعة الحديث أكثر من غيره من أبناء عصره – بل ومن تقدمه بدهر – كيف يورد في تاريخه هذا وأحاديث كثيرة من هذا النمط ثم لا يبين حالها ولا يشير إلى شئ من ذلك إشارة لا ظاهرة ولا خفية ؟ ! ومثل هذا الصنيع فيه نظر والله أعلم.
وأخرجه الذهبي في ميزانه 3 ص 95 عن أمير المؤمنين مرفوعا من طريق أصرم بن حوشب الكذاب الوضاع الخبيث، وعده من مناكير محمد بن عبد المجيد.
17 – عن عبادة بن الصامت قال : أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم استكتب معاوية فإنه أمين مأمون.
أخرجه الطبراني في الأوسط عن محمد بن معاوية الزيادي عن أحمد بن عبد الرحمن الحراني عن محمد بن زهير السلمي عن أبي محمد ساكن بيت المقدس فقال : محمد بن معاوية كذاب وشيخه ليس بمؤمن، والسلمي وشيخه لا يعرف.
وللحديث طرق أخرى
/ صفحة 306 /
كلها باطلة، راجع ” اللئالي ” 1 ص 218.
وذكره الذهبي في ” الميزان ” 3 ص 59 فقال : خبر باطل لعله [ يعني محمد بن زهير السلمي ] هو افتراه متنه.
وقال في أحمد الحراني : قال أبو عروة : ليس بمؤتمن على دينه.
م – قال الأميني : كيف تصح هذه الرواية عن عبادة بن الصامت ؟ ! وهو الذي أنغل الشام على معاوية فكتب معاوية إلى عثمان بالمدينة : إن عبادة قد أفسد علي الشام وأهله، فإما أن تكفه إليك، وإما أن أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه عثمان : أن ارحل عبادة حتى ترجعه إلى داره من المدينة، فبعث بعبادة حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار وليس فيها إلا رجل من السابقين أو من التابعين الذين قد أدركوا القوم متوافرين فلم يفج عثمان به إلا وهو قاعد في جانب الدار فالتفت إليه وقال : ما لنا ولك يا عبادة ؟ ! فقام عبادة بين ظهراني الناس فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم يقول : إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى، فلا تضلوا بربكم.
فوالذي نفس عبادة بيده إن فلان – يعني معاوية – لمن أولئك.
فما راجعه عثمان بحرف.
تاريخ ابن عساكر 7 : 311، 312 “.
18 – عن أبي هريرة مرفوعا : الأمناء عند الله ثلاثة : أنا وجبريل ومعاوية.
قال الخطيب والنسائي وابن حبان : هذا الحديث باطل موضوع.
رأى الخطيب في تاريخه 11 ص 8 الحمل فيه على علي البرداني.
وقال ابن عدي : باطل من كل وجه.
وزيف الحاكم طرقه وفيها جمع من الكذابين والوضاعين.
راجع لي 1 : 217.
وقال الذهبي في ميزانه 1 ص 233، هذا كذب.
وذكره في ترجمة الحسن بن عثمان فقال : هذا كذب.
م – وذكره ابن كثير في تاريخه 8 ص 120 من طريق أبي هريرة وأنس وواثلة بن الأسقع فقال : لا يصح من جميع وجوهه.
وفي لسان الميزان 2 : 220 : أورد ابن الجوزي الأول في الموضوعات وجزم بأن هذا وضعه، (يعني وضع الحسن بن عثمان) وقال ابن عدي : الحسن كان عندي يضع الحديث ويسرق حديث الناس وسألت عنه عبدان الأهوازي فقال : كذاب.
وقال أبو علي النيسابوري : هذا كذاب يسرق الحديث ] وفي ” شذرات الذهب ” 2 ص 366 : عده ابن الجوزي من موضوعات أبي عيسى أحمد الخشاب.
قال الأميني : بهذه المخازي هتكوا ناموس الاسلام، ودنسوا ساحة قدس صاحب
/ صفحة 307 /
الرسالة، فما قيمة أمينين يكون معاوية ثالثهما في الأمانة ؟ !.
19 – عن زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر حفيد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان عن عبد الرحمن بن الحسام قال : أخبرنا رجل من أهل الحوران أخبر عن رجل آخر قال : اجتمع عشرة من بني هاشم فغدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قالوا : يا رسول الله ! غدونا إليك لنذكر لك بعض أمورنا، إن الله قد تفضل بهذه الرسالة فشرفك بها وشرفنا لشرفك وهذا معاوية بن أبي سفيان يكتب الوحي فقد رأينا أن غيره من أهل بيتك أولى به لك منه قال : نعم، انظروا في رجل غيره قال : وكان الوحي ينزل في كل أربعة أيام من عند الله إلى محمد فأقام جبريل أربعين يوما لا ينزل فلما كان يوم أربعين هبط جبريل بصحيفة فيها مكتوب : يا محمد ! ليس لك أن تغير من اختاره الله لكتاب وحيه فأقره فإنه أمين. فأقره.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه وقال : هذا خبر منكر وفيه غير واحد من المجهولين وقال ابن حجر في ” لسان الميزان ” 3 ص 411 : قلت : بل هو مما يقطع ببطلانه فوالله إني لأخشى أن يكون الذي افتراه مدخول الإيمان.
قال الأميني : هذه هتيكة لا يتفوه بها إلا المستهزء بالله ورسوله من الذين اتخذوا آيات الله هزوا، ودين الله سخريا، والنبوة مجهلة، وأجهل من أولئك المهاجمين على قدس صاحب الرسالة بوضع هذه السفاسف المخزية عليه صلى الله عليه وآله هو الحافظ الذي يتكلم في سندها ويرى مثل هذا الحديث منكرا لمكان المجهولين في رجاله، ذاهلا عن أن واجب المحدث النظرة في متن الحديث قبل البحث عن سنده، فالقول ما قاله ابن حجر.
20 – عن يزيد بن محمد المروزي عن أبيه عن جده قال سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول فذكر خبرا فيه : بينا أنا جالس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء معاوية فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم القلم من يدي فدفعه إلى معاوية فما وجدت في نفسي إذ علمت أن الله أمره بذلك.
عده ابن حجر في ” لسان الميزان ” 6 ص 20 من موضوعات مسرة بن عبد الله الخادم فقال : هذا متن باطل وإسناد مختلق.
م – وأخرج الخطيب في تاريخه 13 : 273 حديثا في المناقب فقال : هذا الحديث كذب موضوع، والرجال المذكورون في إسناده كلهم ثقات أئمة سوى مسرة
/ صفحة 308 /
” الخادم ” والحمل عليه فيه “.
21 – عن أنس مرفوعا : الأمناء سبعة : اللوح والقلم وإسرافيل وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية.
ذكر الذهبي في ” الميزان ” 1 ص 321 لداود بن عفان عن أنس وهو الوضاع أخرج عن أنس بنسخة موضوعة راجع سلسلة الكذابين، م – وذكره ابن كثير في تاريخه 8 : 120 من رواية ابن عباس فقال : هذا أنكر من الأحاديث التي قبله وأضعف إسنادا ] قال الأميني : تعسا لأمة تروي مثل هذه المخازي ولم تند منها جبهتها حياءا أليس عارا على الاسلام وأهله أن يجعل معاوية الخؤن لدة نبيه وأمناء الله المعصومين في الأمانة ؟ !.
22 – عن واثلة مرفوعا : إن الله ائتمن على وحيه جبريل وأنا ومعاوية، وكاد أن يبعث معاوية نبيا من كثرة علمه وائتمانه على كلام ربي، يغفر الله لمعاوية ذنوبه، و وقاه حسابه، وعلمه كتابه، وجعله هاديا مهديا وهدى به.
أخرجه ابن عساكر عن رجل م – قال الحاكم : سئل أحمد بن عمر الدمشقي و كان عالما بحديث الشام عن هذا الحديث فأنكره جدا.
وحدث بهذا الحديث عبد الله بن جابر أبو محمد الطرسوسي البزار وهو ذاهب الحديث وقال مرة : هو منكر الحديث (1) قال الأميني : ] أحسب أن رواة السوء أرادوا حطا من مقام النبوة لا ترفيعا لمقام معاوية لما نعلمه من البون الشاسع بين مرتبة النبوة التي تعتقد بها المسلمون وبين متبوأ هذا المقعي على أنقاض مستوى الخلافة، فنسائل القوم عن الذي أوجب له هذا المقام الشامخ، أهو أصله الزاكي تلك الشجرة الملعونة في القرآن ولسان نبيه ؟ ! أم فرعه الغاشم الظلوم ؟ ! أم دؤبه على الكفر إلى ما قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بأشهر قلائل ؟ ! أم محاربته خليفة وقته المفترضة طاعته عليه ؟ ! وقد بايعه أهل الحل والعقد ورضي به المسلمون، فشهر السيف أمامه، وأراق الدماء المحرمة.
أم بوائقه أيام استحواذه على الملك ؟ ! من قتل الأبرياء الأخيار كحجر بن عدي وأصحابه ؟ ! وقتل عمرو بن حمق الخزاعي إلى كثيرين من أمثالهم، ومن قنوته بلعن أمير المؤمنين والحسن والحسين و لمة من صفوة المؤمنين ؟ ! وحمله سماسرة الأهواء على الوقيعة في أهل بيت النبوة، وافتعال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ ابن عساكر 7 : 322.
/ صفحة 309 /
رواة الجرح فيهم، وخلق أحاديث الثناء في الأمويين ؟ واستلحاقه زيادا مراغما للحديث الثابت عند الأمة جمعاء ؟ ! – الولد للفراش وللعاهر الحجر -، وأخذ البيعة ليزيد ذلك الماجن الخائن السكير وتسليطه على الأعراض والدماء ؟ وإدمانه على هذه المخاريق و أمثالها ؟ التي سودت صحيفة التاريخ حتى أفعمت كأس بغيه واخترمته منيته.
ومتى كان معاوية للعلم والقرآن وهو لا يحسن آية واحدة كقوله سبحانه : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ؟ أولم يكن أمير المؤمنين علي عليه السلام من أولي الأمر على أي من التفسيرين ؟ وكقوله تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدين فيها.
وكقوله تعالى : الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
إلى آيات كثيرة تشنع على ما كان عليه من الطامات، وهل يؤتمن على القرآن وهو لا يعمل بآية منه ولا يقيم حدوده ؟ ! ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين.
وهل علمه المتكثر الذي كاد به أن يبعث نبيا كان يدعوه إلى عداء العترة الطاهرة ؟ وإلى تلكم البوائق المخزية ؟ والفواحش المبينة التي حفظها التاريخ عنه وعن ربات تلك الجباه السود ؟ وقد حفظ لنا التاريخ قتله الذريع لشيعة أمير المؤمنين بالكوفة خاصة وفي أرجاء المملكة عامة، وأما أذاه المعكر لصفو حياة شيعة آل الله فحدث عنه ولا حرج، وسنعرفك معاوية بعجره وبجره على ما يستحق.
ثم نسائل الرواة عن الأمانة التي استحق بها معاوية أن يكون ثالثا للنبي و جبرئيل أو سابعا له صلى الله عليه وآله وأمناء الله الخمسة المذكورة في الرواية ال‍ 21 : أهي أمانته على الكتاب ؟ وقد خالفه. أم على السنة ؟ ولم يعمل بها. أم على الدماء ؟ وقد أراقها. أم على العترة الطاهرة ؟ وقد اضطهدها. أم على أمن الأمة ؟ وقد أقلقه. أم على الصدق ؟ وقد باينه. أم على المين ؟ وقد حث عليه. أم على المؤمنين ؟ وقد قطع أوصالهم. أم على الاسلام ؟ وقد ضيعه. أم على الأحكام ؟ وقد بدلها. أم على الأعواد ؟ وقد شوهها بلعن أولياء الله المقربين عليها. أم ؟ أم ؟ أم ؟ أبهذه المخازى مع لداتها كاد أن يبعث معاوية نبيا كما اختلقته رواة السوء ؟ زه بهذه النبوة التي يكاد أن يكون مثل هذا الرجل حاملا لأعبائها..
/ صفحة 310 /
قــــد خــــم ريش سفيد أشك دمادم يحيى * تو باين حالت اگر عشق نبازي چه شود
وشتان بين هذه الرواية وإنكارهم على ابن حبان قوله : النبوة العلم والعمل.
فحكموا عليه بالزندقة وهجر وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله (1) وذلك أن النبوة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من عباده والله يعلم حيث يجعل رسالته، ولا حيلة للبشر في اكتسابها أبدا وإن بلغ من العلم والعمل أي مرتبة رابية.
وليت رواة السوء كانوا قد أجمعوا آرائهم على حديث الأرز ولم يعدوه ولم يهبوا النبوة لمثل معاوية وكان فيه غنى وكفاية في عرفان النبوة وفضلها وهو : لو كان الأرز حيوانا لكان آدميا، ولم كان آدميا لكان رجلا صالحا، ولو كان صالحا لكان نبيا، ولو كان نبيا لكان مرسلا، ولو كان مرسلا لكان أنا (2) ومن العجب أن تفنيد الحفاظ لهذه الروايات لم يعد ناحية السند مع أن متونها أدل على وضعها، لكنهم لا يهمهم أن يكون مثل معاوية معرفا بتلك الحدود مع ما يصادمها من نواميس مطردة أوعزنا إلى يسير منها.
نعم : هي شنشنة أعرفها من أخزم.
23 – عن ابن عباس مرفوعا : هبط علي جبريل وعليه طنفسة وهو متخلل بها فقلت : يا جبريل ! ما نزلت إلي في مثل هذا الزي.
قال : إن الله تعالى أمر الملائكة أن تتخلل في السماء لتخلل أبي بكر في الأرض.
أخرجه الخطيب في تاريخه 5 ص 442 من طريق محمد بن عبد الله الأشناني الكذاب الوضاع عن حنبل بن إسحاق عن وكيع فقال : ما أبعد الأشناني من التوفيق تراه ما علم أن حنبلا لم يرو عن وكيع ولا أدركه ايضا، ولست أشك أن هذا الرجل ما كان يعرف من الصنعة شيئا وقد سمعت بعض شيوخنا ذكره فقال : كان يضع الحديث [ إلى أن قال ] : أخذ أسانيد صحيحة من بعض الصحف فركب عليها هذه البلايا ونسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة.
24 – عن عبد الله بن عمر مرفوعا : إن الله أمرني بحب أربعة : أبي بكر. وعمر وعثمان. وعلي.
عده الذهبي من بلايا سليمان بن عيسى السجزي الكذاب الوضاع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تذكرة الحفاظ 3 ص 137.
(2) قال الصغاني : موضوع. كشف الخفاء ج 2 ص 160.
/ صفحة 311 /
راجع لسان الميزان 2 : 99.
25 – عن أبي هريرة : لكل نبي خليلا من أمته وإن خليلي عثمان. من موضوعات إسحاق بن نجيح الملطي. قال الذهبي في ميزان الاعتدال : هذا باطل. ويدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا.
قال الأميني : هذا الذي استدل به الذهبي على بطلان الرواية موضوع أيضا وضعوه في مقابل حديث الاخاء كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 ص 17.
26 – أخرج الخطيب في تاريخه 13 ص 452 قال : لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقة فقال أبو البختري حدثني جعفر ابن محمد الصادق عن أبيه قال : نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر.
من موضوعات وهب بن وهب أبي البختري القرشي قال المعافي التيمي :
ويــــل وعـول لأبي البخـتري * إذا ثــوى للناس في المحشر
مــــن قــوله الزور وإعلانه * بالكذب في الناس على جعفر
والله مــــا جــــالسه ساعـــة * للفقــــه فــي بدو ولا محضر
ولا رآه النــــاس فــــي دهره * يمــــر بــــين القــبر والمنبر
يا قــــاتل الله ابـــن وهب لقد * أعــــلن بالــــزور وبالمنــكر
يزعــــم أن المصطفى أحمدا * أتــــاه جــبريل التقي السري
عــــليه خــــف وقــــبا أسـود * مخنجـــرا في الحقو بالخنجر
قال الأميني : هذا هزء بالله وبرسله لا يصدر مثله عمن يؤمن بالله ويرى للنبي حرمة ولأمين الوحي جبريل كرامة.
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
27 – عن ابن عباس مرفوعا : ما في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر وما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر.
من موضوعات موسى بن عبد الرحمن الصنعاني الدجال الوضاع، رواه عنه عبد الغني ابن سعيد الثقفي، ضعفه ابن يونس كما في ” الميزان “، وعنه بكر بن سهل ضعفه النسائي
/ صفحة 312 /
وعد ابن عدي هذه الرواية من البواطيل كما في ميزان الذهبي، وكذلك رآها السيوطي موضوعا.
28 – عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب، وله شعاع كشعاع الشمس قيل : فأين أبو بكر ؟ قال تزفه الملائكة إلى الجنان.
أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إبراهيم الكردي الكذاب فقال : المتهم به عمر.
وعده السيوطي في ” اللئالي ” 1 ص 156 من الموضوعات.
29 – عن معاذ بن جبل مرفوعا : إن الله عز وجل يكره في السماء أن يخطأ أبو بكر الصديق في الأرض.
أخرجه الحارث في مسنده من طريق محمد بن سعيد الكذاب الوضاع فقال : موضوع تفرد به أبو الحارث نصر بن حماد كذبه يحيى، وقال النسائي : ليس بثقة. وقال مسلم : ذاهب الحديث. وبكر بن خنيس قال الدارقطني : متروك. ومحمد بن سعيد هو المصلوب كذاب يضع. لي 1 ص 155.
30 – عن بلال بن رباح مرفوعا : لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.
أخرجه ابن عدي بطريقين وقال : لا يصح زكريا [ الوكار ] كذاب يضع (1) وابن واقد ” عبد الله ” متروك.
ومشرح ” بن عاهان ” لا يحتج به.
م – وأورده بالطريقين ابن الجوزي في الموضوعات فقال : هذان حديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الأول فإن زكريا بن يحيى كان من الكذابين الكبار قال ابن عدي : كان يضع الحديث.
وأما الثاني فقال أحمد ويحيى : عبد الله بن واقد ليس بشئ.
وقال النسائي : متروك الحديث.
وقال ابن حبان : انقلبت على مشرح صحائفه فبطل الاحتجاج به.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 3 : 287 من طريق مشرح بن عاهان بلفظ : لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ].
31 – عن أبي هريرة مرفوعا : تفاخرت الجنة والنار، فقالت النار للجنة : أنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بذكر الوكار زيف سند طريقه الأول. وبما يأتي طريقه الثاني.
/ صفحة 313 /
أعظم منك قدرا.
قالت : ولم ؟ قالت : لأن في الفراعنة والجبابرة والملوك وأبناؤها.
فأوحى الله تعالى الجنة : أن قولي : بل لي الفضل إذ زينني الله لأبي بكر وعمر.
من موضوعات مهدي بن هلال، أخرجه الخطيب قال : موضوع، أبان [ ابن أبي عياش ] متروك، ومهدي كذاب وضاع.
لي 1 ص 158.
32 – عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على علي بن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال له : يا علي أتحب هذين الشيخين : قال : نعم يا رسول الله قال : أحبهما تدخل الجنة.
وعن عبد الله بن أبي أوفى بلفظ : يا أبا الحسن ! أحبهما فبحبهما تدخل الجنة.
من موضوعات محمد بن عبد الله الأشناني.
ذكره السيوطي في ” اللئالي ” نقلا عن الخطيب وإنه أردفه بقوله : موضوع عمله الأشناني ثم ركب له إسنادا آخر (1) ذكره الخطيب بطريق آخر حكم بغرابته وإنه طريق مجهول.
راجع تاريخ الخطيب 1 ص 246 و ج 5 ص 440، وذكره الذهبي في ميزانه 1 ص 243 فقال : حديث باطل بسند صحيح.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
33 – عن سهل بن سعد قال : وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الجنة فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أفي الجنة برق ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده إن عثمان ليحول من منزل إلى منزل فتبرق له الجنة. من موضوعات الحسين بن عبيد الله العجلي. أخرجه ابن عدي وحكم بوضعه و قال : آفته الحسين. وقال الذهبي في ميزانه 1 ص 253 : فهذا كذب.
ورواه الحاكم في ” المستدرك ” 3 ص 98 وصححه وتعقبه الذهبي في تلخيصه فقال : ذا موضوع والحسين يروي عن مالك وغيره من الموضوعات.
ثم قال : أفيحتج عاقل بمثله فضلا عن أن يورد له في الصحاح.
34 – عن ابن عباس مرفوعا : أللهم اعطف على ابن عمي علي.
فأتاه جبريل فقال : أو ليس فعل بك ربك ؟ قد عضدك بابن عمك علي وهو سيف الله على أعدائه، وبأبي بكر الصديق وهو رحمة الله، وعمر الفاروق فأعدهم وزراء، وشاورهم في أمرك، وقاتل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حرفته يد الطبع الأمينة وجعلته : رواه الأشنان مرة أخرى فركب له إسنادا غير هذا راجع تاريخ الخطيب ج 5 ص 440 حيا الله الأمانة.
/ صفحة 314 /
بهم عدوك، ولا يزال دينك قائما حتى يثلبه رجل من بني أمية.
من موضوعات عمرو بن الأزهر العتكي البصري. أخرجه الحاكم في ” المستدرك ” من طريقه وقال. عمرو يضع، وزكريا [ بن يحيى بن حويثرة ] قال ابن معين : رجل سوء يستأهل أن يحفر له بئرا فيلقى فيها والأليق نسبة هذا الحديث إليه (1) 35 – عن أنس مرفوعا : قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ما أطيب مالك ؟ منه بلال مؤذني وناقتي، كأني أنظر إليك على باب الجنة تشفع لأمتي.
من أباطيل الفضل بن المختار قالوا : أحاديثه منكرة عامتها لا يتابع عليها.
أخرجه الذهبي مع أحاديث في ميزانه 2 ص 333 فقال : فهذه أباطيل وعجائب.
36 – عن أبي بن كعب مرفوعا : قال جبريل : لو جلست معك مثل ما جلس نوح في قومه ما بلغت فضائل عمر. الحديث.
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، والذهبي في ” الميزان ” في ترجمة حبيب بن ثابت وقال : خبر باطل لا ندري من ذا.
وقال ابن حجر في لسانه 2 ص 168 : لم يعله ابن الجوزي إلا بعبد الله بن عامر الأسلمي، وليست الآفة منه وفي السند ابن بطة والنقاش المفسر وفيهما مقال صعب.
وذكره في ج 2 ص 189 وقال : قال الدارقطني في ” غرائب مالك ” بعد أن أورده من طريق الفتح بن نصير عن حسان بن غالب : هذا لا يصح عن مالك وفتح وحسان ضعيفان، وهذا الحديث وحديث المشط موضوعان.
إنتهى ملخصا.
37 – عن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا : أبو بكر تاج الاسلام، وعمر حلة الاسلام، وعثمان إكليل الاسلام، وعلي طبيب الاسلام. أخرجه الذهبي في ” الميزان ” 1 ص 310 فقال : هو كذب.
38 – عن عبد الله مرفوعا : لكل نبي خاصة من أمته وخاصتي من أمتي أبو بكر وعمر.
قال الذهبي : خبر باطل. لم 3 ص 365.
39 – عن عبد الله بن عمر مرفوعا : الآن يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية.
فقال : أنت يا معاوية مني وأنا منك لتزاحمني على باب الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه.
وذكره الذهبي في ترجمة الحسن بن شبيب من طريق عبد الله بن يحيى المؤدب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) راجع اللئالي المصنوعة للسيوطي 1 : 318.
/ صفحة 315 /
فقال : الحسن حدث بالبواطيل عن الثقات.
وقال في ترجمة عبد الله بن يحيى : خبر باطل لا يدري من ذا. م 2 ص 133، لم 3 : 376.
40 – عن أبي بن كعب مرفوعا : أول من يعانقه الحق يوم القيامة عمر. وأول من يصافحه الحق يوم القيامة عمر. وأول من يؤخذ بيده فينطلق به إلى الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أخرجه الحاكم في ” المستدرك ” 3 ص 84 وقال الذهبي في تلخيصه : موضوع و في إسناده كذاب.
أقول، لعله يعني فضل بن جبير الوراق قال العقيلي.
لا يتابع على حديثه.
41 – عن إبراهيم بن الحجاج بن منبه السهمي عن أبيه عن جده رفعه : من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فإنما يريد الاسلام.
قال الذهبي في ” الميزان ” في ترجمة إبراهيم : حديث منكر جدا وإبراهيم مجهول لا أعلم له راويا غير أحمد بن إبراهيم الكريزي، ولم يذكر ابن عبد البر ولا غيره الحجاج بن منبه في الصحابة.
قال الأميني : إن الرجل ووالده وجده من رجال الغيب مخلوقون في عالم الوضع والافتعال من أسرة لا تدري نفس بأي أرض تعيش، فجهل الذهبي بأولئك الرجال ليس بمستنكر عليه.
42 – عن أنس مرفوعا : ما قدمت أبا بكر وعمر ولكن الله قدمهما ومن بهما فأطيعوهما واقتدوا بهما، ومن أرادهما بسوء فإنما يريدني والاسلام.
أخرجه الذهبي في ترجمة الحسن بن إبراهيم الفقيمي الواسطي فقال : هذا حديث باطل ورجاله مذكورون بالثقة ما خلا الحسن فإني لا أعرفه.
43 – عن أبي هريرة مرفوعا : خلقني الله من نوره، وخلق أبا بكر من نوري، وخلق عمر من نور أبي بكر، وخلق عثمان من نور عمر، وعمر سراج أهل الجنة.
قال الذهبي في ميزانه في ترجمة أحمد بن يوسف المنبجي : خبر كذب قال أبو نعيم : هذا باطل يخالف كتاب الله.
إلى أن قال : ما حدث به واحد من الثلاثة [ يعني رجال سنده ] وإنما الآفة عندي فيه المنبجي. لم 1 ص 328.
44 – عن علي رضي الله عنه قال : أول من يدخل من الأمة الجنة أبو بكر وعمر وأني
/ صفحة 316 /
لموقوف مع معاوية للحساب.
قال الذهبي في ترجمة أصبغ الشيباني : خبر منكر أخرجه ابن الجوزي في الواهيات.
وقال ابن حجر في ” لسان الميزان ” : وهذا أولى بكتاب الموضوعات وقد ذكره العقيلي فقال : مجهول وحديثه غير محفوظ ثم ساقه لم 1 ص 460.
45 – عن عبد الله بن عمر مرفوعا : هبط جبريل فقال : إن رب العرش يقول لك : لما أخذت ميثاق النبيين أخذت ميثاقك وجعلتك سيدهم وجعلت وزيرك أبا بكر وعمر، وعزتي لو سألتني أن أزيل السماوات والأرض لأزلتهما. الحديث.
قال الذهبي في ميزانه في ترجمة موسى بن عيسى : رواه ابن السمعاني في خطبة كتاب البلدان وهو باطل.
46 – عن ابن عباس مرفوعا : يكون في آخر أمتي الرافضة ينتحلون حب أهل بيتي وهم كاذبون، علامة كذبهم شتمهم أبا بكر وعمر، من أدركهم منكم فليقتلهم فإنهم مشركون. عده ابن عدي من البواطيل. لم 4 ص 376.
47 – عن ابن عباس مرفوعا : إن الله أوحى إلي أن أزوج كريمتي عثمان. عده ابن عدي من بواطيل عمير بن عمران الحنفي. لم 4 ص 380.
48 – عن معاذ مرفوعا : إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم ولي منبران أمام العرش وينصب لأبي بكر كرسي فيجلس عليه فينادي مناد : يا لك من صديق بين خليل وحبيب.
عده الذهبي من الأحاديث المنكرة الباطلة وحكى عن أبي نصر بن ماكولا : أن الحمل فيه على محمد بن أحمد الحليمي من ولد حليمة السعدية [ م 3، لم 5 ص 59 ] 49 – مرفوعا : لو لم أبعث لبعثت يا عمر.
قال الصغاني : موضوع : كخ 2 ص 163.
50 – مرفوعا : ما صب الله في صدري شيئا إلا وصببته في صدر أبي بكر.
ذكره غير واحد من المؤلفين في عد فضائل أبي بكر مرسلين إياه إرسال المسلم، وإنما عده الفيروز آبادي في خاتمة ” سفر السعادة ” من أشهر المشهورات من الموضوعات والمفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل.
وكذلك العجلوني في ” كشف الخفاء ” 2 ص 419، وفي أسنى المطالب ص
/ صفحة 317 /
194 : موضوع كما ذكره ملا علي – القاري في الموضوعات -.
51 – كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتاق إلى الجنة قبل شيبة أبي بكر.
عده الفيروز آبادي في خاتمة ” سفر السعادة ” والعجلوني في ” كشف الخفاء ” 2 ص 419، من أشهر المشهورات من الموضوعات ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل.
52 – مرفوعا : أنا وأبو بكر كفرسي رهان.
نص الفيروز آبادي في ” سفر السعادة ” والعجلوني في ” كشف الخفاء ” 2 ص 419 على بطلانه بما مر في سابقيه.
وقال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 73 : موضوع كما ذكره ملا علي [ القاري ] نقلا عن ابن القيم.
53 – مرفوعا : إن الله لما اختار الأرواح اختار روح أبي بكر.
من الموضوعات المشهورة والمفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل كما صرح به الفيروز آبادي في ” سفر السعادة ” والعجلوني في ” كشف الخفاء ” وقال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 60 : موضوع كما ذكره ملا علي نقلا عن ابن القيم.
54 – عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبي بكر وعمر.
أخرجه الذهبي في ” الميزان ” 2 ص 105 فقال : فهذه مناكير محتملة.
55 – عن ابن عباس مرفوعا : أنا مع عمر وعمر معي حيث حللت : من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني.
رواه الذهبي في ” ميزان الاعتدال ” 2 ص 158 وقال : هذا كذب.
وذكره في ترجمة قاسم بن يزيد بلفظ : عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان.
وقال : أخاف أن يكون كذبا مختلفا.
وذكره ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” 144 بلفظ : عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان.
فقال : لم يصح.
56 – عن ابن عباس مرفوعا : أبو بكر مني بمنزلة هارون من موسى. من موضوعات علي بن الحسن الكلبي، أخرجه محمد بن جرير الطبري، قال الذهبي في ميزانه 2 ص 222 : خبر كذب هو – الكلبي – المتهم به.
/ صفحة 318 /
57 – عن أنس مرفوعا : من افترى على الله كذبا قتل ولا يستتاب. ومن سبني قتل ولا يستتاب. ومن سب أبا بكر قتل ولا يستتاب. ومن سب عمر قتل ولا يستتاب. ومن سب عثمان أو عليا جلد الحد. قيل : يا رسول الله ولم ذاك ؟ قال لأن الله خلقني وخلق أبا بكر وعمر من تربة واحدة وفيها ندفن.
قال الذهبي : هذا الحديث موضوع، فقال ابن عدي : البلاء فيه من يعقوب بن الجهم الحمصي [ م 3 ص 323، لم 6 ص 306 ].
58 – عن أنس قال : لما حضرت وفاة أبي بكر الصديق سمعت علي بن أبي طالب يقول : المتفرسون في الناس أربعة امرأتان ورجلان : وعد صفرا بنت شعيب. وخديجة بنت خويلد. وعزيز مصر على عهد يوسف.
فقال : وأما الرجل الآخر : فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة قال لي : إني تفرست في أن أجعل الأمر من بعدي في عمر بن الخطاب. فقلت له : إن تجعلها في غيره لن نرضى به فقال : سررتني والله لأسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت : وما هو ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب.
فقال علي له : أفلا أسرك في نفسك وفي عمر بما سمعته من رسول الله ؟ فقال : ما هو ؟ فقلت : قال لي : يا علي لا تكتب جوازا لمن سب أبا بكر وعمر فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين.
فلما افضت الخلافة إلى عمر قال لي علي : يا أنس إني طالعت مجاري القلم من الله تعالى في الكون فلم يكن لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفا من أن يكون مني اعتراض على الله وقد سمعت رسول الله يقول : أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء.
أخرجه الخطيب في تاريخه 10 ص 357، فقال في ص 358 : هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل – أو وضع عليه – والله أعلم.
59 – عن ابن عباس مرفوعا : إن الله أيدني بأربعة وزراء. قلنا : من هؤلاء الأربعة الوزراء يا رسول الله ؟ قال : اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الأرض.
قلنا : من هؤلاء الاثنين من أهل السماء ؟ قال : جبريل وميكائيل.
قلنا : من هؤلاء الاثنين من أهل الأرض أو من أهل الدنيا ؟ قال : أبو بكر وعمر.
من موضوعات محمد بن مجيب الصائغ، أخرجه الخطيب في تاريخه 3 ص 298
/ صفحة 319 /
من طريقه وقال : كان كذابا عدوا لله ذاهب الحديث.
وأخرجه الذهبي في ” الميزان ” من طريق معلى بن هلال الكذاب الوضاع، ومر عن أحمد : إن كل أحاديثه موضوعة.
60 – عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم رجل لم يخلق الله بعدي أحدا هو خير منه ولا أفضل وله شفاعة مثل شفاعة النبيين.
فما برحنا حتى طلع أبو بكر الصديق فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقبله والتزمه.
سمعه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي سنة 409 عن محمد بن العباس بن الحسين أبي بكر القاص وقال : كان شيخا فقيرا يقص في جامع المنصور وفي الطرقات والأسواق. راجع تاريخ بغداد ج 3 ص 123.
سبحانك اللهم ما خطر حافظ يأخذ من قاص مجهول يقص في درر الطريق، ويكد في الأسواق، وما قيمة حديث هذا مأخذه ولا يوجد له أصل محفوظ، فإن كانت أحاديث نبي الاسلام هذا شأنه فعلى الاسلام السلام، وعلى حفاظها العفا.
61 – عن ابن مسعود مرفوعا : ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي تولد منها فإذا رد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها وإني و أبا بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن.
أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 313 من طريق موسى بن سهل عن إسحاق بن الأزرق.
وذكره الذهبي في ميزانه 3 ص 211 في ترجمة موسى فقال : خبر باطل رواه عنه نكرة مثله.
أقول : لا يخفى ما في السند على مثل الخطيب غير أن من شأنه السكوت عن غمز ما يروقه متنه من الموضوعات.
62 – عن أنس مرفوعا : لما عرج بي جبريل رأيت في السماء خيلا موقفة مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول ولا تعرق، رؤسها من الياقوت الأحمر، وحوافرها من الزمرد الأخضر، وأبدانها من العقيان الأصفر، ذوات أجنحة.
فقلت : لمن هذه ؟ فقال جبريل : هي لمحبتي أبي بكر وعمر، يزورون الله عليها يوم القيامة.
أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 330 وقال : حديث منكر.
ورواه في ج 11 ص 242 ساكتا عن تزييفه، وذكره الذهبي في ميزانه 3 ص 99 وقال : حديث كذب يقال ادخل على محمد بن عبد الله بن مرزوق. وقرر كذبه ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 274.
/ صفحة 320 /
63 – عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم أو الكواكب في السماء وإن منهم لأبا بكر وعمر وأنعما.
قال قلت لأبي سعيد : ما أنعما ؟ قال أهل ذلك هما.
نص المقدسي في تذكرة الموضوعات ص 27 على أنه موضوع لمكان مجاهد ابن سعيد.
أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 394، و ج 3 ص 195، و ج 4 ص 64، و ج 12 ص 124 من عدة طرق وفيها غير واحد من الكذابين لا يتكلم فيها بغمز جريا على عادته.
64 – عن أنس قال : لما نزلت سورة التين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح لنا فرحا شديدا حتى بان لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال : أما قول الله والتين. فبلاد الشام. والزيتون : فبلاد فلسطين. وطور سينين : فطور سينا الذي كلم الله عليه موسى. وهذه البلد الأمين : فبلد مكة. ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم محمد صلى الله عليه وسلم. ثم رددناه أسفل سافلين : عباد اللات والعزى. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات : أبو بكر وعمر. فلهم أجر غير ممنون : عثمان بن عفان. فما يكذبك بعد بالدين : علي بن أبي طالب. أليس الله بأحكم الحاكمين : بعثك فيهم وجمعكم على التقوى يا محمد.
أخرجه الخطيب في تاريخه 2 : 97 فقال : هذا الحديث بهذا الاسناد باطل لا أصل له يصح فيما نعلم، والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان ونرى العلة من جهته، وتوثيق ابن الشخير له ليس بشئ، لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الاسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله ويبحثوا عن أمره، ولعله كان يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه لذلك، وقد قال يحيى بن سعيد القطان : ما رأيت الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث.
وذكره الذهبي في ميزانه 3 ص 32 من طريق محمد بن بيان وقال : روى بقلة حياء من الله فقال : حدثنا الحسن بن عرفة – فذكر الحديث – ثم قال : قال ابن الجوزي : هذا وضعه محمد بن بيان على ابن عرفة، وذكر كلمة الخطيب المذكورة.
هكذا يحرفون الكلم عن مواضعه ؟ ونسوا حظا مما ذكروا به.
وهكذا لعبت أيدي الهوى بالكتاب والسنة، وهذا مبلغ استفادة القوم منهما، وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
/ صفحة 321 /
65 – عن عبد الله بن عمر قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال فنزل عليه جبريل فقال : مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال ؟ قال : أنفق ماله علي قبل الفتح.
قال : فاقرأه عن الله السلام وقل له يقول لك ربك : يا أبا بكر أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ قال : فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر هذا جبريل يقرأك عن الله السلام ويقول لك : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ قال : فبكى أبو بكر وقال : أعلى ربي أسخط ؟ أنا عن ربي راض. أنا عن ربي راض. أنا عن ربي راض.
أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 106 من طريق محمد بن بابشاذ صاحب الطامات ساكتا عن بطلانه جريا على عادته، وذكره الذهبي في ” ميزان الاعتدال ” 2 ص 213 فقال : كذب.
66 – عن أبي هريرة مرفوعا : لما أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واستوطنها طلب التزويج فقال لهم : أنكحوني فأتاه جبريل بخرقة من الجنة طولها ذراعان في عرض شبر فيها صورة لم ير الرائون أحسن منها فنشرها جبريل وقال له : يا محمد إن الله يقول لك : أن تزوج على هذه الصورة.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أنا من أين لي مثل هذه الصورة يا جبريل ؟ فقال له جبريل : إن الله يقول لك : تزوج بنت أبي بكر الصديق.
فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبي بكر فقرع الباب ثم قال : يا أبا بكر إن الله أمرني أن أصاهرك.
وكان له ثلاث بنات فعرضهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أتزوج هذه الجارية وهي عايشة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 194 ورئاه مما صنعته يدا محمد بن الحسن الدعاء الأصم الوضاع بإسناد رجاله كلهم ثقات.
وقال الذهبي في ميزانه 3 ص 44 : رأيت له (يعني لمحمد بن الحسن) حديثا إسناده ثقات سواه وهو كذب في فضل عائشة.
وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 11 ص 222 عن عائشة قالت : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بسرقة (1) من حرير فيها صورة عائشة فقال : هذه زوجتك في الدنيا و الآخرة.
رواه من طريق أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي يحدث عن الثقات بالمناكير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السرقة : الشقة من الحرير ج سرق.
/ صفحة 322 /
ويصحف كما في ” ميزان الاعتدال ” للذهبي وقال بعد، ذكر أحاديث له : ما هذه إلا مناكير وبلايا.
67 – إن عثمان رضي الله عنه جاءته دراهم من السماء مكتوب عليها : ضرب الرحمن إلى عثمان بن عفان.
ذكره ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 287 وقال : كذب شنيع.
68 – مرفوعا : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر.
قال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 48 : أعله أبو حاتم.
وقال البزار كابن حزم : لا يصح.
وفي رواية للترمذي وحسنها : واقتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود وقال الهيثمي : سندها واه.
69 – مرفوعا : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وأبو بكر أساسها. وعمر حيطانها.
قال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 73 : لا ينبغي ذكره في كتب العلم لا سيما مثل ابن حجر الهيثمي ذكر ذلك في الصواعق والزواجر وهو غير جيد من مثله.
أقول : لا يخفى على المتتبع النابه سر افتعال هذه الأفائك، وابن حجر وإن ذكره في الكتابين وقد زيفه في ” الفتاوى الحديثية ” ص 197.
70 – مرفوعا : مثل أبو بكر له صلى الله عليه وسلم حين فارقه جبريل ليستأنس به.
قال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 88، 287 : خبر باطل وكذب مفترى.
71 – عن أنس مرفوعا : سيدا كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء.
من موضوعات يحيى بن عنبسة وهو ذلك الدجال الوضاع – راجع سلسلة الكذابين – وذكر شطره الأول الذهبي في ” الميزان ” 3 ص 126 وقال : قال يونس بن حبيب ذكرت لعلي بن المديني محمد بن كثير المصيصي وحديثه هذا فقال علي : كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ فالآن لا أحب أن أراه.
وروى شطره الأول من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مغول الكذاب الأفاك الوضاع.
وأخرج ابن قتيبة في ” الإمامة والسياسة ” في الصحيفة الأولى في أول حديثه عن ابن أبي مريم عن أسد بن موسى عن وكيع عن يونس بن إسحاق عن الشعبي عن علي
/ صفحة 323 /
بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال عليه السلام : هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين عليهم السلام، ولا تخبرهما يا علي.
ابن أبي مريم هو ذلك الكذاب الوضاع، وأسد بن موسى قال سعيد بن يونس : حدث بأحاديث منكرة وهو ثقة.
فهو من موضوعات نوح ابن أبي مريم افتتح به الرجل كتابه.
م – وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 118 من طريق بشار بن موسى الشيباني الخفاف بلفظ : هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ممن خلا في الأمم الغابرين ومن يأتي إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي.
وحسبنا في عرفان شأن سنده بشار بن موسى البصري، قال ابن معين : ليس بثقة إنه من الدجالين.
وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث.
وقال البخاري : منكر الحديث قد رأيته وكتبت عنه وتركت حديثه.
وقال الآجري : ضعيف.
وقال النسائي : ليس بثقة وقال أبو زرعة : ضعيف.
وضعفه المديني.
وقال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوي عندهم وأساء القول فيه الفضل بن سهل.
تاريخ الخطيب 7 ص 119، تهذيب التهذيب 1 ص 441.
وأخرجه الخطيب أيضا في ج 10 ص 192 من طريق واحد من الشيعة ممن زيف القوم حديثهم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه وقد ضعف أحمد حديث يونس عن أبيه وقال : حديثه مضطرب.
وقال أبو حاتم : لا يحتج بحديثه.
وقال الحاكم أبو أحمد ربما وهم في روايته.
وفي السند طلحة بن عمرو قال أحمد : لا شئ متروك الحديث.
وقال ابن معين : ليس بشئ ضعيف.
وقال الجورجاني : غير مرضي في حديثه وقال أبو حاتم : ليس بقوي.
وقال البخاري : ليس بشئ.
وقال أبو داود : ضعيف.
وقال النسائي : متروك الحديث ليس بثقة.
وقال ابن عدي : عامة أحاديثه لا ؟ تابع عليه.
وقال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب ” راجع تهذيب التهذيب ج 5، 8 ” ].
72 – عن جابر مرفوعا : لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق. من موضوعات معلى بن هلال الطحان. قال أحمد : كل أحاديثه موضوعة. أخرجه
/ صفحة 324 /
الذهبي وقال في ” تذكرة الحفاظ ” 3 ص 112 : هذا حديث غير صحيح، ومعلى متهم بالكذب.
وباغض الشيخين معتر لا خير فيه.
ورئاه باطلا في ” الميزان ” واستدرك بقوله : لكن هو كلام صحيح.
وروي من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مغول الكذاب الأفاك الوضاع.
73 – عن سعد : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية : إنه يحشر وعليه حلة من نور ظاهرها من الرحمة وباطنها من الرضا، يفتخر بها في الجمع لكتابة الوحي.
ذكره الذهبي من أباطيل محمد بن الحسن الكذاب الدجال.
74 – عن عائشة قالت : كانت ليلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ضمني وإياه الفراش نظرت إلى السماء فرأيت النجوم مشتبكة فقلت : يا رسول الله في هذه الدنيا رجل له حسنات بعدد نجوم السماء ؟ قال : نعم.
قلت : من ؟ قال : عمر وإنه لحسنة من حسنات أبيك.
عده الخطيب البغدادي : من موضوعات بريه بن محمد البيع الكذاب، راجع سلسلة الكذابين ثم قال : وفي كتابه بهذا الاسناد عدة أحاديث منكرة المتون جدا.
وذكره الذهبي في ” الميزان ” ورآه قد وضعه بريه بإسناد الصحيحين.
وقال ابن درويش الحوت في ” أسنى المطالب ” ص 278 : قال ابن الجوزي : كل حديث فيه أن عمر حسنة من حسنات أبي بكر فهو موضوع.
75 – عن جابر بن عبد الله : إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة فلم يصل عليها فقال : إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله.
عده المقدسي في ” تذكرة الموضوعات ” ص 27 من موضوعات محمد بن زياد الجزري الحنفي، راجع سلسلة الكذابين، وذكره الذهبي في ميزانه من طريق عمر بن موسى الميثمي الوجيهي الكذاب الوضاع، وللحفاظ في تكذيب الرجل وتضعيفه مقال ضاف راجع لسان الميزان 4 : 332 – 335.
76 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت حول العرش وردة فيها مكتوب : محمد رسول الله. أبو بكر الصديق.
عده الذهبي في ميزانه 1 ص 370 من مصائب السري بن عاصم أبي عاصم الهمداني الكذاب وإنه أتى به.
/ صفحة 325 /
77 – عن أبي الدرداء مرفوعا. رأيت ليلة أسري بي في العرش فريدة خضراء مكتوب فيها بنور أبيض. لا إله إلا الله.
محمد رسول الله. أبو بكر الصديق. زاد الطبري. عمر الفاروق.
من موضوعات عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمداني الكذاب الخبيث المتروك – راجع سلسلة الكذابين – أخرجه الدارقطني بطريقين أحدهما لعمر بن إسماعيل المذكور. والثاني للسري بن عاصم الكذاب. وينتهي كلا الطريقين إلى محمد بن فضيل الشيعي. فقال الدارقطني تفرد به ابن فضيل عن ابن جريج لا أعلم أحدا حدث به غير هذين [ يعني الكذابين إبني إسماعيل وعاصم ] وأورده في الواهيات من طريق السري وقال : لا يصح. لي 1 ص 154.
وأخرجه الخطيب في تاريخه 11 ص 204 وحكى عنه السيوطي في ” اللئالي ” 1 ص 160 إنه قال : لا يصح عمر كذاب.
(1) 78 – عن عائشة قالت : لما زوج نبي الله أم كلثوم قال لأم أيمن : هيئي بنتي وزفيها إلى عثمان واخفقي بالدف.
ففعلت فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة فقال : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير رجل.
قال : أما إنه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد.
من موضوعات عمرو بن الأزهر العتكي الكذاب الوضاع رواه المسيب بن واضح عن خالد بن عمرو وعن عمرو العتكي أما المسيب : فقد ضعفه الدارقطني في مواضع من سننه.
وأما خالد الأموي : فقد مر في سلسلة الكذابين : إنه الكذاب الوضاع، وأخرجه الذهبي في ” الميزان ” 2 ص 280 وقال : موضوع.
79 – مرفوعا : رأيت أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها، ثم وضع أبو بكر فعدل بأمتي، ثم عمر فعدلها، ثم عثمان فعدلها، ثم رفع الميزان.
أخرجه الذهبي في ” الميزان ” من طريق عمرو بن واقد الدمشقي. وقال : لم يشك أنه كان يكذب.
وقال بعد ذكره مع عدة أحاديث : هذه الأحاديث لا تعرف إلا من رواية عمرو وهو هالك.
80 – مرفوعا : إن أبا بكر وعمر من الاسلام بمنزلة السمع والبصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحكي عن الخطيب لا يوجد في تاريخه لعل السيوطي رئاه في تآليفه الأخرى.
/ صفحة 326 /
عده المقدسي في تذكرته من موضوعات الوليد بن الفضل الوضاع.
81 – أخذ رسول الله بكتفي أبي بكر وعمر فقال : أنتما وزيراي.
من موضوعات زكريا بن دريد الكندي، نص على ذلك المقدسي في ” التذكرة ” والذهبي في ” الميزان “.
82 – مرفوعا : أنا وأنتما [ يعني أبا بكر وعمر ] نسرح في الجنة.
صرح الذهبي في ” الميزان ” أن زكريا بن دريد الكندي وضعه.
83 – عن أبي هريرة مرفوعا : هذا جبريل يخبرني عن الله : ما أحب أبا بكر وعمر إلا مؤمن تقي، ولا أبغضهما إلا منافق شقي.
عد من موضوعات إبراهيم بن البراء الأنصاري الكذاب.
84 – عن أم عياش أمة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء.
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 12 ص 364 من طريق أحمد بن محمد بن المفلس الكذاب الوضاع الشهير.
عن عبد الكريم بن روح البزار الأموي البصري قال أبو حاتم : مجهول، ويقال : إنه متروك، وقال ابن حبان : يخطئ ويخالف.
عن والده روح بن عنبسة، مجهول [ صه 101 ] عن أبيه عنبسة بن سعيد، قال الذهبي : لا يعرف تفرد عنه ولده روح.
فإن تعجب فعجب سكوت مثل الخطيب عن سند هذا شأنه صونا لكرامة الأمويين.
85 – عن عبد الله بن عمر مرفوعا : أتيت في المنام بعس مملؤ لبنا فشربت منه حتى امتلأت فرأيته يجري في عروقي فضلت فضلة فأخذها عمر بن الخطاب فشربها، أولوا.
قالوا : هذا علم آتاكه الله حتى إذا امتلأت فضلت منه فضلة فأخذها عمر بن الخطاب. قال : أصبتم.
من موضوعات عبد الرحمن العدوي الكذاب حفيد عمر بن الخطاب، أخرجه الخطيب في تاريخه من طريقه.
86 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا : ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوبا : لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق. عمر الفاروق، عثمان
/ صفحة 327 /
ذو النورين يقتل مظلوما.
أخرجه الخطيب في تاريخه 10 ص 264 من طريق عبد الرحمن بن عفان عن محمد بن مجيب الصائغ وكلاهما كذابان.
راجع سلسلة الكذابين.
87 – عن حذيفة بن اليمان قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما انفتل من صلاته قال : أين أبو بكر الصديق ؟ فأجابه أبو بكر من آخر الصفوف : لبيك لبيك يا رسول الله.
قال : أفرجوا لأبي بكر الصديق ادن مني يا أبا بكر ! لحقت معي التكبيرة الأولى ؟ قال : يا رسول الله ! كنت معك في الصف الأول فكبرت وكبرت فاستفتحت بالحمد فقرأتها فوسوس لي شئ من الطهور فخرجت إلى باب المسجد فإذا أنا بهاتف يهتف بي وهو يقول : وراءك.
فالتفت فإذا أنا بقدح من ذهب مملؤ ماء أبيض من الثلج، وأعذب من الشهد، وألين من الزبد، عليه منديل أخضر مكتوب عليه : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، الصديق أبو بكر، فأخذت المنديل فوضعته على منكبي وتوضأت للصلاة وأسبغت الوضوء ورددت المنديل على القدح ولحقتك، وأنت راكع الركعة الأولى فتممت صلاتي معك يا رسول الله ! قال النبي صلى الله عليه وسلم.
أبشر يا أبا بكر ! الذي وضأك للصلاة جبريل، والذي مندلك ميكائيل، والذي مسك ركبتي حتى لحقت الصلاة إسرافيل.
روي من طريق محمد بن زياد وهو ذلك الكذاب الوضاع وأراه من موضوعاته غير أن السيوطي قال في ” اللئالي ” 1 ص 150 : قلت : الظاهر أن الآفة من غيره.
88 – عن ابن عباس قال : ذكر أبو بكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ومن مثل أبي بكر ؟ كذبني الناس وصدقني، وآمن بي وزوجني ابنته، وأنفق ماله وجاهد معي في جيش العسرة، ألا إنه يأتي يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة، قوايمها من المسك والعنبر، ورجلها من الزمرد الأخضر، وزمامها من اللؤلؤ الرطب، عليه حلتان خضراوان من سندس واستبرق يحاكيني يوم القيامة وأحاكيه فيقال : هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أبو بكر الصديق.
أخرجه ابن حبان من طريق إسحاق بن بشر بن مقاتل فقال : إسحاق كذاب يضع. راجع سلسلة الكذابين.
89 – عن البراء بن عازب قال : لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : تدرون ما على العرش ؟
/ صفحة 328 /
مكتوب لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق. عمر الفاروق.
عثمان الشهيد علي الرضي، أخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وهو ذلك الكذاب الوضاع، وفي سنده ضعفاء آخرون والآفة من السمرقندي.
90 – عن ابن عباس مرفوعا : إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحد أركان الحوض، وعمر على الركن الثاني، وعثمان على الثالث، وعلي على الرابع، فمن أبغض واحدا منهم لم يسقه الآخرون، هذا ملخص رواية لخصها الذهبي في ميزانه، ذكره مع حديثين من طريق إبراهيم بن عبد الله المصيصي فقال : هذا رجل كذاب، قال الحاكم : أحاديثه موضوعة.
91 – عن عقبة بن عامر مرفوعا : أتاني جبرائيل فقال : يا محمد إن الله أمرك أن تستشير أبا بكر.
عد من موضوعات محمد بن عبد الرحمن بن غزوان الكذاب الوضاع المذكور في سلسلة الكذابين.
92 – عن عبد الله بن عمر مرفوعا : أحشر يوم القيامة بين أبي بكر وعمر حتى أقف بين الحرمين فيأتيني أهل مكة والمدينة.
عدوه من أباطيل عبد الله بن إبراهيم الغفاري الكذاب الوضاع، وهو أحد الحديثين في فضل أبي بكر وعمر اللذين قال ابن عدي : هما باطلان. وقال الذهبي في ميزانه 2 ص 21 : غير صحيح.
93 – عن أبي هريرة مرفوعا : إن لله تعالى في السماء سبعين ألف ملك يلعنون من شتم أبا بكر وعمر.
أخرجه الخطيب في رواة مالك من طريق سهل بن صقين فقال : سهل يضع. لي 1 ص 160.
وفي ” لسان الميزان ” 4 ص 41 : أخرجه الدارقطني في غرائب مالك عن محمد ابن الحسين الحراني عن عبد الغفار وقال : هذا منكر وسهل ضعيف ومن دونه مجهول.
94 – عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي على برذون أبلق فدنوت منه وعليه عمامة من نور معتجرا بها وفي رجليه نعلان خضراوان شراكهما من لؤلؤ رطب،
/ صفحة 329 /
بكفه قضيب من قضبان الجنة أخضر، فسلم علي فرددت عليه وقلت : يا رسول الله ! قد اشتد شوقي إليك فأين أنت ؟ فقال : إن عثمان أصبح عروسا في الجنة وقد دعيت إلى عرسه. أخرجه الأزدي عن إبراهيم بن منقوش وقال : كان يضع الحديث. وعده السيوطي من الموضوعات في لئاليه.
95 – عن عبد الله بن عمر : كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره.
أخرجه جمع من أئمة الحديث بعدة طرق نوقفك على القول الفصل فيه في الجزء العاشر إن شاء الله تعالى.
96 – عن عمر مرفوعا : يموت عثمان يصلي عليه ملائكة السماء. قلت لعثمان خاصة أو للناس عامة ؟ ! قال لعثمان خاصة.
حديث طويل فيه لكل واحد من أصحاب الشورى الستة منقبة. قال الذهبي في ميزانه في ترجمة محمد بن عبد الله الخراساني : حديث موضوع. وقال ابن حجر في لسانه 5 ص 227 : الوضع عليه ظاهر.
97 – عن أبي هريرة مرفوعا : إن لله علما من نور مكتوب عليه. لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق.
أخرجه الذهبي في ميزانه وقال : خبر موضوع اتهم به محمد بن يحيى بن عيسى السلمي لم 5 ص 424.
98 – عن عبد الله بن عمر : إن جعفر بن أبي طالب أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرجلا فأعطى معاوية ثلاث سفرجلات وقال : تلقاني بهن في الجنة.
قال ابن حبان : موضوع آفته إبراهيم بن زكريا الواسطي، وقال بعضهم : مما يبين وضعه أن معاوية أسلم في الفتح وجعفر قتل قبل الفتح بموتة. وورد بطرق أخرى كلها باطلة فاسدة موضوعة راجع لي 1 ص 119.
وقال الذهبي في ” الميزان ” 1 ص 16 في ترجمة إبراهيم الواسطي : يروي عن مالك أحاديث موضوعة ثم ذكر الحديث عنه عن مالك.
99 – عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : من أبغض عمر فقد أبغضني، إن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة.
/ صفحة 330 /
رواه الطبراني في الأوسط، وقال الذهبي : خبر باطل رواه أبو سعد خادم الحسن البصري لا يدري من هذا.
م 3 ص 360.
100 – عن أنس مرفوعا : قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء : يا جبريل ! أعلى أمتي حساب ؟ قال : كل أمتك عليها حساب ما خلا أبا بكر الصديق، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا أبا بكر ادخل الجنة.
قال : ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدنيا.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 2 ص 118 و ج 8 ص 367 وقال : هذا الحديث كذب.
وكذبه الذهبي في ميزانه 3 ص 36.
هذه نماذج مما وقفنا عليه من الموضوعات في المناقب وهي كثيرة جدا تعد بالآلاف توجد في الجزء الثاني من كتابنا – رياض الأنس – أضعاف ما ذكر مما لا يوجد شئ منه في الصحاح والمسانيد، نعم : ذكر شطر منها في تآليف أخرى لحفاظ السلف وإنما حوتها كتب المتأخرين بين دفوفها، وينتهي الاسناد في كثير من ذلك البهرج المزخرف إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام يعرب ذلك كله عن صدق ما جاء به عامر بن شراحيل من قوله : أكثر من كذب عليه من الأمة الإسلامية هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ذكره الذهبي في ” طبقات الحفاظ ” ج 1 ص 77.
ويعرف القارئ شأن هذه الأحاديث من كلام الفيروز آبادي صاحب القاموس قال في خاتمة كتابه ” سفر السعادة ” : باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه أشهر المشهورات من الموضوعات.
وقال بعد ذكر أحاديث مفتعلة من فضائل أبي بكر : وأمثال هذا من المفتريات المعلومة بطلانها ببديهة العقل.
وقال : وباب فضل معاوية ليس فيه حديث صحيح.
وذكر العجلوني مثل كلام الفيروز آبادي حرفيا في ” كشف الخفاء ” 2 ص 419.
وقال الحاكم : سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول : سمعت أبي يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : لا يصح في فضل معاوية حديث. لي 1 ص 220.
وقال ابن تيمية في ” منهاج السنة ” 2 ص 207 : طائفة وضعوا لمعاوية فضائل ورووا أحاديث عن النبي في ذلك كلها كذب. وقس على هذا ما اختلقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير واحد من رجال الصحابة
/ صفحة 331 /
بأسمائهم وأشخاصهم.
وما وضعوا من الأحاديث الكثيرة من المناقب والمثالب في العباس عم النبي وبنيه عامة والخلفاء منهم خاصة.
وشفعها بما افتعلوه في آحاد غوغاء الناس مثل حديثهم في وهب وغيلان : يكون في أمتي رجل يقال له : وهب.
يهب الله له الحكمة ورجل يقال له : غيلان هو أشر على أمتي من إبليس [ م 3 ص 160 ].
ومثل حديثهم : يجيئ في آخر الزمان رجل يقال له : محمد بن كرام تحيى السنة به [ لم 1 ص 375 ].
وجل هذه الروايات تعارض متونها أحاديث صحيحة لو بسطنا القول فيها لتأتي أجزاء حافلة غير أنا نذكر ما يعارض الحديث الأخير خاتم المائة المكذوب على جبريل ليكون الباحث على بصيرة فمما يعارضه :
1 – يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب. أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والدارمي وأبو داود.
2 – يبعث من هذه المقبرة – البقيع الغرقد – سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. أخرجه الطبراني في الكبير مز 4 ص 13.
3 – ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا. أخرجه أحمد والطبراني والبزار.
4 – لقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا لا حساب عليهم. أخرجه الطبراني والبزار.
5 – ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال له ” حمص ” تسعين ألفا لا حساب عليهم. أخرجه البزار.
6 – إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساءا يدخلون الجنة بغير حساب. أخرجه الطبراني بإسناد جيد.
7 – رأيت منكم خمسين ألفا أو سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. أخرجه الطبراني بإسناد رجاله ثقات.
8 – إني وجدت ربي ماجدا كريما أعطاني مع كل واحد من السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعين ألفا.
أخرجه الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح غير شيخه.
/ صفحة 332 /
9 – أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. إلى أن قال : فزادني مع كل واحد سبعين ألفا. أخرجه أحمد وأبو يعلى.
راجع مجمع الزوائد ج 10 ص 405 – 412.
10 – في حديث ليلة الاسراء : يا محمد ! حملة القرآن لا يعذبون ولا يحاسبون يوم القيامة. خزينة الأسرار ص 88.
11 – أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم. طب 2 ص 160.
12 – ليبعثن من بين حائط ” حمص ” و ” الزيتون ” في الترب الأحمر سبعون ألفا ليس عليهم حساب. ك 3 ص 89.
13 – من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر لم يعرض ولم يحاسب وقيل له : ادخل الجنة. طب 2 ص 170.
14 – يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب. طب 12 ص 190.
15 – في حديث عرض الأمم عليه صلى الله عليه وآله : يا محمد إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. مسند أحمد 1 ص 418، 454.
16 – بشرني [ ربي ] إن أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا مع كل ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب. مسند أحمد 5 ص 393.
م 17 – وفي حديث عمير مرفوعا : إن الله عز وجل وعدني أن يدخل من أمتي ثلثمائة ألف الجنة بغير حساب. أخرجه البغوي وابن أبي خيثمة وابن المسكن والطبراني وغيرهم كما في الإصابة 3 ص 37 ].
م – وقبل هذه كلها ما أخرجه الخجندي عن أبي أمامة قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : من أول من يحاسب ؟ قال : أنت يا أبا بكر.
قال : ثم من ؟ قال : عمر.
قال : ثم من ؟ قال : علي.
قال : فعثمان ؟ قال : سألت ربي أن يهب لي حسابه فلا يحاسبه فوهب لي.
الرياض النضرة 1 : 31 ” (1 ).
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم [ الأنعام 144 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الرواية أيضا من تلكم الموضوعات التي يعارض بعضها بعضا.