التربية السليمة وفق المنهج المحمدي السليم

موضوع المقالة: التربية السليمة وفق المنهج المحمدي السليم.

الكاتب: السيد باسل خضراء الحسني.

لا شك أن منهج أهل البيت (عليهم السلام ) منهج متكامل في العقيدة والتربية والأخلاق وقد تميز بخصائص عديدة امتاز بها عن باقي العقائد فهو المنهج الذي يستقي من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ومن كتاب الله العزيز ، وقد حرص أئمة الهدى على تنشئة الطفل تنشئة سليمة ليكون فاعلا في مجتمعه عندما يكبر فهو نواة المجتمع سواء كان ذكرا أو انثى فالاثنان يكملان بعضهما إن كانا على نفس السوية في التربية والخلق ، وأيضا يكونان خلفا صالحا لآبائهم .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : ” إن الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة ”
وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضا : ” من سعادة المرء ولد صالح ”
وقال الإمام محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) : ” من سعادة المرء أن يكون له ولد يعرف فيه شبهه في خَلقه و خُلقه وشمائله ”
وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) : ” ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال 1 – صدقة اجراها في حياته فهي تجري بعد موته ، 2 – سنة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد موته ، 3 – أو ولد صالح يدعوا له ” ، وممكن أن تجتمع الثلاث في ولدك إذا أحسنت تأديبه فهو يمكن أن يكون ولد ملماً بأخلاق أهل البيت ( عليهم السلام ويسعى لفعل الخير دائما عبر تقديم العون والمساعدة للناس ، وممكن أن تجعل ابنك عالما بعلوم آل محمد ويقوم بتعليمها للناس ويهدي الناس الى الطريق الصحيح تضعه
وأول أساس لتربية ابنك هو تعليمه توحيد الله عز وجل والإيمان به وبأنبيائه ورسله وملائكته وبنبيه الخاتم (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من دستور وشرع قويم والإيمان بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأنهم استمرار لنهج جدهم النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) ، وتعليمه الصلاة ، والزكاة وأداء الحقوق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخلق الكريم ، كما لا ننسى حظه ( الطفل ) من الطفولة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :” الولد سيد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين فإن رضيت خلائقه لإحدى وعشرين سنة ، وإلا ضرب على جنبيه ، فقد أعذرت إلى الله ”
ولهذا لكي يكون مجتمعنا مثاليا طيب الأعراف علينا بتنشئة أطفالنا وفق الشريعة السليمة ووفق أوامر النبي الأكرم وآل بيته الأطهار (صلوات ربي وسلامه عليهم ) نلمس آثاره بعد حين وحتى فرضا لو لم نكن نعيش لنرى ذلك فسنلمس ثماره في الآخرة وربما بالبرزخ كما ورد عن أئمتنا الأطهار فدعاء الولد الصالح والدعاء الناس لك لإحسانك تربية أبنائك يتحول الى نور تتزود به في رحلتك البرزخية
هذه بعض المطالب التي أقدمها أدناه ربما تساعد على تنشئة طفل ذو عقل سليم بالإضافة للتزود من معين أهل بيت النبوة الأطهار ( عليهم السلام )
1 – لا تسمح
لطفلك أن ينقل إليك كلاماً سمعه من أحد عنك أو عن آخرين فإن ذلك يشجعه ويعوده على التجسس والنميمة ونقل الأسرار وعدم الحفاظ على العهود والمواثيق فقد قيل المجالس اسرار .
2 – لا تورث
لأبنائك أخبار سيئة عن أرحامك مهما حدث بينك وبينهم ، دع طفلك ينشأ بقلب سليم ونوايا صافية، علمه حسن الخلق ، ووصل الرحم ففيه أجر وثواب
3 – تمتع
بأبنائك وهم صغار، فسوف تمر الأيام بسرعة ولن يبقي لك من براءتهم وطفولتهم إلا مجرد ذكريات، لاعبهم اضحك معهم، مازحهم، أُخرج معهم، كن كطفل بينهم، واجعل التعليم والأدب مع اللهو واللعب .

4 – قل لطفلك شكرا
عندما تقولون شكراً لأطفالكم فأنتم تقدمون لهم رسالة تربوية غير مباشرة، بحيث يقولوا: شكراً لكل من قدم لهم خدمة، فلا تتجاهلوا ذلك وتحرموهم الأدب .
5 – لا تغضب
في كثير من الأحيان نغضب على أبنائنا لأمر لا يستحق الغضب، ويكون سبب غضبنا كثرة ضغوط الحياة علينا، لذا ينبغي إن نفرق بين ضغط الحياة علينا، وضغطنا على أبنائنا، فلا يكون أبناؤنا متنفساً لنا من ضغط الحياة .
6 – عودَّ طفلك
طفلك إن يلجأ إلى الله تعالى، ولرسوله الكريم وآل بيته الأطهار ويطلب منهم العون والقوة، وردد أمامه الاستغفار، ولا حول ولا قوة الا بالله ، والتسبيحات مع الصلوات على محمد وآل محمد .
7 – عودوا
أطفالكم على احترام الأخوال والأعمام، والخالات والعمات والجيران وتقديرهم، وحتى إن وجد خلاف معهم، فلا تقحموا أطفالكم في هذا الخلاف .
8 – عوِّد
طفلك على أدب الحديث والاستماع واحترام آراء الآخرين، وذلك لن يحدث إلا إذا تكلمت معه بهدوء، وسمعت آراءه، وعلمته أن يسمع أكثر مما يتكلم، فالسمع يدل على رقي المتحدث واحترامه آراء الأخرين .
وبهذا أنا أنصح ونفسي وأحبتي وليس لنا في ذلك إلا مرضاة الله عز وجل ورسوله الكريم وآل بيته الطيبين الطاهرين ، والحمد لله رب العالمين .