الشيخ فضيل الجزائري

ترجمة حياة الشيخ فضيل الجزائري عن لسانه

بداية؛ شيخنا الفاضل نودّ أن تعطونا إضاءات على مسيرتكم العلمية.

      أوّلاً: أهلا و سهلا بكم، نشكركم على هذه الثقة التي أولتها لنا.

  1. نشأت في منطقية تقع شرق العاصمة الجزائرية في قبيلة كبيرة ثريّة و ثورية قدمت في ثورتنا مع المستعمر الفرنسي التي أسفرت عن الإستقلال ما يعادل 68 شهيداً كلهم من الشباب. ما يميّز هذه القبيلة أنّها تتنفس في أعراف مشبعة بحب آل  البيت ( عليهم السلام )، كان لوالدي علاق عقدية بالإمام حسين ( عليه السلام ) عجيبة، و كان عند القبيلة عرف سائد هو أنهم يجرحون الأطفال الصغار في جبينهم يوم عاشوراء حتى يغرسوا في ذاكرة الطفل عظمة ذلك اليوم و أنّه في ذلك اليوم سالت فيه دماء زكية طاهرة، و يطعمون أفراد القبيلة في الصباح الباكر القديد ( لحم مجفف بالملح ) ثم يمتنعون عن الأكل إلى العصر كي يعيش الفرد عطش الحسين و أولاد الحسين، و غيرها من العادات التي لم أشاهد ما يماثلها في الشرق. قطعت مسار الدراسة أوّلاً الإبتدائية و كنت أحسن طالب في المرحلة، ثم انتقلت إلى المتوسطة و كنت أيضاً أحسن طالب في مادة الرياضيات، ثم بعد ذلك انتقلت إلى ثانوية في العاصمة تُعَدُ أحسن ثانوية على مستوى كل القطر الجزائري سميت باسم الشهيد ( عمارة الرشيد ) حيث درست هناك ثلاث سنوات أخذت الثانوية العامة سنة 1978 م، ثم التحقت بعدها بجامعة العلوم و التكنولوجية سنة 1979م. و صادفت هذه السنة أكبر ثورة دينية عرفها التاريخ المعاصر أعني الثورة الإسلامية بقيادة المجاهد الكبير الإمام الخميني ( ق.س ). هناك بدأت أنفتح على هذه الثورة المباركة و قائدها العظيم شيئاً فشيئاً، الأمر الذي جرني في نهاية المطاف إلى الإنفتاح على المدرسة العظيمة التي ارتكزت عليها هذه الثورة العظيمة بزعامة شخصية تعد من الشخصيات البارزة في المدرسة في كل تخصصاتها. و هذه الشاخصة في تصوري هي التي ساعدت كل من تبنى هذه المدرسة عقديا و فقهياً من المستبصرين؛ إذ لو كان الإمام الخميني مجرد زعيم سياسي و قائد ثوري لكانت علاقة عشّاق الإمام محصورة بهاذين البعدين فقط. بعد تعرفي على مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) من خلال كتب قليلة قررت الإلتحاق بالحوزة العلمية، و لم أوفّق لتحقيق هذه الأمنية الغالية إلى بداية التسعينات لظروف موضوعية كانت مانعة. المهم في نهاية المطاف التحقت بحوزة قم المقدسة سنة 1992 م. درست فيها على الطريقة التقليدية وكان اتجاهي في الأغلب ينحو نحو المعقول حيث درست ( الإشارات ) بأجزائها الثلاثة: 1.المنطقيات، 2. الطبيعيات، و 3. الإلهيات، عند أستاذ متخصص هو الشيخ حسن رمضاني الخراسانيالمعروف بتقواه وتواضعه وأخلاقه العالية. ثم دورة كاملة في برهان الشفاء عند الشيخ حسن أيضا، كما درست كتاب (تمهيد القواعد) أوّل متن متين في العرفان النظري عند الأستاذ الجليل، ثم دورة (شرح فصوص الحكم) التي استغرقت 9 سنوات. و درست عنده دورة في علم الفلك القديم (شريح الأفلاك) للشيخ البهائي، ودورة في الأخلاق، وباب الزكاة من كتاب اللّمعة الشريف، والمياه والطهارة من كتاب رياض المسائل، ومقدمات في التفسير كانت في غاية الروعة والدقة. كل ذلك في مدة 16 سنة بدون انقطاع. ودرست الحلقات عند الشيخ أسد قصير (حفظه الله تعالى)، و درست كتاب المكاسب. ثم التحقت بمدرسة الإمام الصادق التي يشرف عليه آية الشيخ السبحاني(حفظه الله تعالى) قسم الدكتوراه استغرقت أربع سنوات درست فيها عند أساتذة يعدون من المتخصصين على مستوى الحوزة، منهم: الشيخ الجليل فياضيدرست عنده (نهاية الحكمة) دورة كاملة والجزء السادس من الأسفار. وشرح التجريدعند علي الكلبيكانيو الكلام الجديد عند الأستاذ مالكيان، ودروس أخرى عند الشيخ السبحاني، وغيرهم من الأساتذة الأجلاء. وأما الدرس الخارج فحضرت مدة درس الأصول للشيخ صادق اللاريجاني، وحضرت عند آية الله الشيخ الخائفيالقواعد الفقهية ودورة في ولاية الفقيه ودورة في القضاء. كما حضرت درس (مصباح الأنس) ما يقرب 6 سنوات عند السيد الجليل يزدان بناه الآملي. وحضرت عند الشيخ قائمي نيا المتخصص في فلسفة الدين دورة في الهرمينوطيقا ودورة في اللّسانيات الإدراكية. وحضرت دورة كاملة حول الإمامة والشبهات الواردة عليها عند أستاذ متخصص السيد صادقي. كما حضرت  دورة في (فلسفة الأخلاق) عند الشيخ صادق اللارجاني، ودور في شبهات الدكتور سروشعند الشيخ خسروبناه. كما أستفدت كثيرا من الشيخ الحجة عابدي الشهروديالذي يعد من نوابغ الحوزة العلمية في مسائل كثيرة تتصل بالدراسات الحوزوية وغير الحوزوية. وحضرت سنة كاملة أسفار الجزء الأول عند السيد كمال الحيدري. هذا المسار الدرسي، والحمد لله تعالى وفقت للتدريس في الحوزة العلمية لمدة أكثر من 15 سنوات دروس حرة ودروس في الجامعات في قم المقدسة في المنطق والكلام القديم والجديد، والحكمة بجميع مدارسها والعرفان والمعرفة الدينية وفلسفة الدين غيرها من الفروع الأخرى. ولا أنسى مجال التحقيق والترجمة والكتابة، ولي مشاريع علمية مستقبلية نسأل الله تعالى أن يوفقنا لإنجازها. وكذلك مجال التبليغ الذي إذا دخلنا فيه ما نخرج منه.