د. حسن أحمد الحياري

الدكتور حسن أحمد الحسن الحياري

(شافعي / الأردن)

ولد عام 1951م في مدينة “السلط” ونشأ في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، درس في جامعة “آيوا” في أمريكا حتّى نال شهادة الدكتوراه في أصول التربية المقارنة ، وهو الآن أحد أساتذة جامعة “اليرموك”.

 

الرتبة أستاذ
التخصص الدقيق اصول التربية
البكالوريوس تربية رياضية، جامعة حلوان، مصر، 1975
الماجستير ادارة تعليم عالي، جامعة انديانا، أمريكا، 1982
الدكتوراه اصول التربية، جامعة ايوا، أمريكا، 1985
الاهتمامات البحثية التربية المقارنة
دليل اعضاء الهيئة التدريسية في جامعة اليرموك

استبصاره ونشاطه بعد الاستبصار:

تعرّف الدكتور “حسن الحياري” على مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عن طريق مطالعة الكتب، وكانت بداية بحثه الجادّ حول التشيّع في سنة 1976م ، واستمرّ هذا البحث عنده مدّة ثمان سنوات حتّى أيقن الدكتور “حسن” في عام 1984 بأحقّيّة مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

ثمّ حاول الدكتور “حسن” بعد استبصاره أن يقدّم حصيلة تجارب بحثه إلى الآخرين ، فكان يسعى من خلال حضوره في المؤتمرات، أو مشاركته في الجلسات والندوات، أو عن طريق إلقاء المحاضرات أن يعرّف الآخرين بمنزلة أهل البيت(عليهم السلام)، وعلوّ مقامهم وعظمة مدرستهم.

ومن هذا المنطلق تأثّر الكثير من أساتذة الجامعات الأردنيّة وطلاّبها بدعوته الصادقة التي كان يقدّمها بإخلاص ، فدفعهم ذلك إلى البحث حول التشيّع والتأثّر بمدرسته الفكريّة التي تعتمد على أسس ومباني أهل البيت(عليهم السلام).

مؤلّفاته:

1) “أسرار الوجود وانعكاساتها التربويّة” ، صدر عن دار الأمل سنة 1994م ، جاء في مقدّمة المؤلّف وصفاً للكتاب وتعريفاً بمحتواه:

“احتوى الكتاب على أربعة عشر فصلا ، في كلّ واحدة تمّت مناقشة وإبراز حقيقة قضيّة أساسيّة من الموضوعات الهامّة التي شدّت انتباه البشريّة منذ ولادة فجر تاريخها”.

“ولقد حاولنا في هذا الكتاب إبراز أهمّ المسائل الوجوديّة التي كلّفت البشريّة الشيء الكثير من الدراسة والبحث والتخبّط في أبحر الظلمات ; لإصرار الإنسان عبر تاريخه أن يصل إلى مكنونات تلك المسائل بقدراته الذاتية دون الاستعانة بالهدى الذي أرسله الحقّ سبحانه وتعالى هدىً ورحمةً للعالمين”.

ثمّ أضاف المؤلّف: “وكما نعلم جميعاً أنّ الحقّ سبحانه وتعالى ختم العدد الرساليّ بمحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأكمل نعمته على الإنسان بالقرآن الكريم ، الذي يحتوي على ما يحتاجه الإنسان من حقائق كونيّة وقضائيّة ، وإنسانيّة ، واجتماعيّة ، وسلوكيّة ، بجانب السنّة النبويّة المطهّرة ; لينير للإنسان كافّة السبل المؤدّية إلى سعادته في الدنيا والآخرة.

وبناءً على هذه الحقائق الغرّاء استطاع محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) بواسطة أصحابه البررة أن يقيم دعائم دولته الفاضلة ، مورد النور والحرّية ، حيث كان شعارها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليصلوا بذلك إلى أعلى مراكز الشرف الذي لم تسبقهم إليه أمّة عبر تاريخ الإنسانيّة، حيث وصفهم سبحانه وتعالى بأنّهم خير أمّة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

وممّا يؤسف له جدّاً أنّ هذه الأمّة المسلمة لم تستمرّ بهذه الصورة المشرقة بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتاريخ البشر مع رسل الحقّ صلوات اللّه عليهم جميعاً يشهد أنّ الفساد كان يدبّ بينهم بعد رحيل رسول الحقّ من وسطهم ، هذا بجانب طبيعة الحياة الدنيا وما تجسَّد فيها من ابتلاء وغرور ، بالإضافة إلى طبيعة النفس الإنسانيّة، وما تصبو إليه من تحقيق غايات وأهواء ذاتيّة على حساب الحق ومعالمه.

لذلك ظهرت الممارسات العديدة المناهضة للحقّ الذي يفوح به الدين الإسلامي سواء أكانت الانحرفات بتأليف الكتب المزيِّفة للحقائق أم بالممارسات اليوميّة في شتّى مجالات الحياة التي بنيت على المحسوبيّة المفرطة بجانب تثبيت دعائم الولاء للحاكم المخالف لأسس الشرع الإسلاميّ، وتحويل المجتمع الإسلاميّ إلى مجتمع إقليميّ، عنصريّ ، شعوبي ، قوميّ ، وقد رافق هذا التحوّل التأويلات الجائرة للنصوص القرآنيّة ، وسياسة الدسّ والوضع في السنّة النبوية الطاهرة، والتقليل من شأن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق وضع الأحاديث الكاذبة والنيل من أهل بيته الأطهار(عليهم السلام)، مخالفين بذلك أوامر الباري عزّ وجلّ الذي يأمرهم باتّباع الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وموالاة أهل بيته الأطهار(عليهم السلام)، هذا بجانب سياسة الافتاءات المبرمجة على حقوق المسلمين واستباحة دمائهم، والاعتداءات المتتالية على مقدّساتهم عبر التاريخ”.

وأمّا المسائل الوجوديّة المبحوثة في الكتاب ، فمنها: “الذات الإلهيّة، الغيب ماهيّته وأنواعه ، مصادر المعرفة ، العقل ودوره في الوصول إلى الحقيقة ، تحديد الخير والشرّ”.

2) “معالم في الفكر التربويّ للمجتمع الإسلاميّ” صدر عن دار الأمل في الأردن سنة 2001م ، ذكر المؤلّف في مقدّمة الكتاب تعريفاً به وتوضيحاً لمضمونه كما يلي:

“لقد جاء هذ الكتاب بفصوله الإحدى عشر ، ليبيّن للقارئ العزيز ، كيف تكون التربية وأصولها الأساسيّة ، تنبثق من المبادئ الفكريّة التي تميّز مجتمعاً عن آخر في وقت تعيش فيه أغلب المجتمعات المسمّاة بالإسلاميّة بلا هويّة، سواء على المستوى الآيديولوجي أو المستوى التربويّ ، راجياً الباري عزّ وجل أن يكون في هذا الكتاب من الخير ما يساعد أمّتي في النهوض من سباتها العميق ، والعودة الصادقة إلى النهج الذي جعل منها في السابق خير أمّة أخرجت للناس”.

وذكر أيضاً: “أنّ مبادئ الفكر التربويّ الإسلاميّ تدعو إلى العدل ، وإزالة الظلم، والمساواة ، وإطلاق الحرّيّات والإخاء والتعاون ، وعدم الاستغلال، وتحريم الربا وعدم الغشّ ، والابتعاد عن الفتنة والنميمة ، وتأمر بالصدق، وتنهى عن الكذب، وتأمر بالأمانة، والابتعاد عن شهادة الزور ، وتدعو إلى التماسك، والوحدة، وتنهى عن التفتّت والفرقة، وتأمر بالإخلاص والولاء، وإتقان العمل ، فأين المجتمعات الإسلاميّة وما يجري فيها من هذه الأخلاق الكريمة التي أمر الفكر التربويّ الإسلاميّ بها؟”.

ثمّ أضاف: “ولكن عندما ابتعد الناس بالتدريج عن اتّباع الهدى الإسلاميّ المنير ، مؤثرين بذلك اتّباع شهواتهم ورغبات أسيادهم ، وما رافق ذلك الانحراف من تأويلات جائرة للنصوص القرآنيّة الكريمة ، وسياسة الدسّ والوضع في الأحاديث النبويّة الشريفة من قبل فقهاء السلاطين، ومن وشجت عروقه على طريقتهم ، حتّى وصلنا إلى المستوى الهابط الذي نعيشه في هذه الأيّام .

إنّ المتأمّل لتاريخ المسلمين وحاضرهم ، يكاد أن يصاب بالمسّ أو الذهول عندما يريد أن يصل إلى الأسباب الحقيقيّة التي أدّت إلى هبوطهم من المرتبة الأولى بين سائر الناس إلى ما وصلت إليه حالهم ، كيف لا ؟ وكلّ محاولة جادّة من قبل الخبراء والعلماء الباحثين عن الحقّ والحقيقة للوصول إلى الأسباب الأساسيّة التي أدّت إلى هذا التردّي لتشخيص الأُمور وتنظيمها وتخطيطها ; للنهوض بأمّة المسلمين إلى المرتبة التي تليق بفكرها ونهجها الإلهيّ المنير ، تواجه بالمقدّسات التراثيّة التي تعجّ بالتناقضات والمخالفات للنهج الإلهيّ الحكيم ، والفتاوى الجائرة التي شكّلت القواعد الأساسيّة لنشوء المذاهب والطوائف المتعدّدة ، ومجموعة الأكاذيب التي تمّ وضعها على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته النبويّة المباركة ، والاحتجاج بأعمال بعض من سبقنا من السلف ، بالرغم من مخالفتها للنصوص القرآنيّة والسنّة النبويّة الشريفة ، هذا بجانب الإرهاب الفكريّ والإداريّ الذي تمَّ ترويض المسلمين عليه ، على امتداد تاريخهم الطويل وحاضرهم”.

ثم استنتج المؤلّف بعض النتائج قائلا:

“لذلك ليس غريباً ، أن نجد خير أمّة أخرجت للناس ، كما وصفها الحقّ سبحانه وتعالى في كتابه المنير في عهد النبوّة ، قد انحدرت من هذه المكانة السامية ، إلى وضع لا تحسد عليه ، حتّى أمست نزهة للطامعين ومذقة للشاربين ، تتداعى عليها الأمم كتداعي الأكلة على قصعتها ، ومن الجدير ذكره في هذا المقام ، أنّ السبب الأوّل لهذا التردّي ، والذي انبثقت عنه بقيّة الأسباب ، يكمن في مخالفة عدد من المسلمين للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الخميس ، عندما أراد أن يكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً.

والشيء المخجل حقّاً ، والذي يؤسف له كثيراً ، وتشيب له الولدان ، ويندى له الجبين، وتشيب له النواصي أن يشار إلى هذه المخالفة بالاجتهاد المقدّس.

ومنذ تلك اللحظة ، شقّ الاجتهاد طريقه في مخالفة النصوص القرآنيّة ، ومحاصرة السنّة النبويّة وإحرافها أكثر من مرّة وحوصر بيت الزهراء(عليها السلام) بعد وفاة أبيها مباشرة ، بدلا من تقديم الولائم والعزاء لهذا البيت الطاهر ، كما استبيحت حرمات آل بيت الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وبيت اللّه الحرام ، والمدينة الفاضلة ، واستعر القتال بين المسلمين إلى يومنا هذا.

وجميع هذه المخالفات تمّت تحت وطأة الاجتهاد ، للوصول إلى ما تشرئبّ له النفوس ، في توطيد دعائم الخلافة والامارة لمن لا يستحقّها ، مخالفين بذلك

تعليمات القرآن الحكيم وسنّة سيّد الأنبياء والمرسلين محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)”.

هذا ومن المعالم المهمّة المبحوثة في فصول هذا الكتاب:

1 ـ حقيقة العلاقة بين الشورى والاجتهاد في التربية.

2 ـ فلسفة التعليم في المجتمع الإسلاميّ.

3 ـ حرّيّة الإنسان في ضوء المشيئة الإلهيّة.

4 ـ حقيقة العلاقة بين الإسلام والقوميّة.