السيد ياسر الحساني

نبذة حياة عن مستبصر المتتبع السيد ياسر الحساني:

حوار مع السيد ياسر الحساني (سوريا- منبج)

مؤلف كتاب (النهج الخالد)

إن سماحة السيد من الدعاة العاملين الناشطين في الدعوة إلى مذهب الحق مذهب آل البيت عليهم السلام.

نشأ وترعرع في بيئة صوفية محبة لأهل البيت (ع) وخصوصا انه تلقى هذا الحب من والده المرحوم السيد ابراهيم الحساني آبو اكرم المعروف با لمنطقة بتقواه وصلاحه وحبه لأجداده وآهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل.

يحمل شهادة الماجستير في الدراسات العربية والإسلامية . (فقه العقائد)

– ولايزال يتابع دراساته الحوزوية العالية في منطقة السيدة زينب عليها السلام.

– له كتاب تحت الطبع يصدر قريبا بعنوان( النهج الخالد) .

– له كتاب مخطوط بعنوان (أولئك هم خير البرية) من روائع كتب العقائد.

– ينتهي نسبه إلى الإمام الرضا عليه السلام كما هو معروف عن قبيلة الحسان وكما هو ثابت في تحفة الأزهار بالأنساب المنتهية إلى الأئمة الأطهار.

التقيت به في السيدة زينب غليها السلام عام 1995. تفاجئت به وكانت فرحتي به لاتوصف ألغيت جميع مواعيدي واتجهت معه فورا إلى مكان إقامته في دار التبليغ الإسلامي حيث يقيم ويدرس هناك لأروي فضولي عن ما تراه عيني ببعض الأسئلة عن هذه الماجئة الغالية.

لأني كما أعلم أنه كان مقيما في الخليج العربي وتوقعي آن يكون متأثرا بالفكر الوهابي رغم جذوره الصوفية العميقة فما الذي حصل؟

بدأت معه الحوار التالي:

المؤلف: سماحة السيد أريد أن تحدثني بالتفصيل الممل عن عن ما رأيته منك فأني لاأكاد أصدق ؟

حدثني عن الأسباب والمراحل التي قطعتها حتى وصلت إلى ماوصلت إليه؟

ــ عفوا سماحة الشيخ الحديث طويل جدا والأسباب كثيرة وهذا يحتاج إلى وقت طويل وجلسات عديدة لكن سأختصر لك النقاط الأساسية.

فكما تعلم لم أكن ملتزما التزاما دينيا كاملا بل عشت شبابي كباقي شباب مجتمعنا بقليل من التميز اني حريص جدا على مشاعر والدي رحمه الله وأحافظ قدر المستطاع على سمعتنا الصوفية والعادات العائلية والإجتماعية أكثر من آن يكون الدافع دينيا بحت.

وكما تعلم بعد الدراسة الثانوية وفي نهاية عام 1979م سافرت الى الخليج للأستفادة من قانون المغتربين لدفع البدل النقدي لخدمة العلم.

رجعت الى الوطن في عام1985 م بقصد الزواج وكانت هدية والدي يوم زواجي مجموعة من الكتب منها:

– المراجعات الطبعة الأولى.

– نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده.

– وبعض المخطوطات.

وقال لي هذه أثمن هدية أقدمها لك في أسعد مناسبة على قلبي هذه الهدية لاتقدر بثمن وكلي أمل ان ثقتي في محلها وأنك تفهم كلامي وتعي ما أقول.

أخفيت هذه الكتب ولم أهتم بها حتى عام 1989 أي بعد أربع سنوات من تاريخه قرأت المراجعات وتصفحت نهج البلاغة.

وتأملت المخطوطات كثيرا وبدأت الرحلة المضنية؟

عندما أتضح لي سبب تحذير علماء الوهابية والسلفية من قراءة كتب الشيعة وسبب تخويفهم المستمر لنا من قرائتها أو مناقشة أي شيعي بحجة ان ذلك خطر على العقيدة وقد يسبب الضلال والخسران والعياذ بالله.

لكن مابدالي بعد الإطلاع أن هذه الكتب تحمل بين طياتها حقائق إلهية تحجهم جميعا وتنسف مصالح تجار الدين ومستثمري الإختلاف الذي تقوم عليه دول وتبنى عليه قصور بل مدن؟

– المؤلف: ماهو سبب إهمالك هدية والدك أربع سنوات.

– السيد: ياسماحة الشيخ أنت تحرجني ـ لكن سأصارحك.

أولا: لم أكن راضيا عن هذه الهدية تمام الرضا لأني كنت أتوقع أثمن منها ولم أدرك حينها كلمة المرحوم لاتقدر بثمن. رغم حبي للمطالعة وعنايتي الملحوظة

ثانيا: الأهم من ذلك . انني عندما سألت أحد كبار العلماء عن هذة الكتب:

قال إحذر ياولدي ان تحبط أعمالك وتضل السبيل وتخسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله هذه الكتب وأمثالها من تأليف يهود الشيعة المرتزقة لمحاربة الإسلام من داخل صفوف المسلمين وبأيادي مسلمة فهل تود أن تكون سلاحا هداما بيد أعداءالدين إذا أردت مرضاة الله عز وجل احرقها فورا اقتنعت بكلامه لكن لم أحرق الكتب واحتفظت بها طيلة هذه السنوات الأربعة رغم شعوري بأني أخبئ عندي قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي وقت وعلي إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة فأخرجت هذه الكتب لأحرقها وأتخلص منها قبل أن يصل المحظور لاسمح الله فقد أموت فجأة وتحتفظ زوجتي بهذه الكتب وتفسد عقيدة أبني أو تطلع عليها وتتأثر فأكون قدهلكت وأهلكت.

المهم أني تشجعت بعد هذه المدة وأخرجت هذه الكتب لإحراقها لكن آبى علي فضولي الأ أن أقرأ ها قبل استهلاكها لأعلم شيئا عن اليهوديات وأساليب الشيعة في تهويد الدين وهنا بدأ الصراع الفكري بيني وبين نفسي فسألت نفسي عند ما فرغت من قراءة المراجعات إن كان هذا الكتاب مزعوم كما يزعم علماؤنا وشخصياته مزعومة فهل آياته وأحاديثه المحققة والمخرجة من الصحاح أيضا مزعومة هذا يعني ان الدين كله مزور.

فانقلبت كل الموازين في نفسي واشتد الصراع والمعترك الفكري لدي مما جعلني أعيش في حالة من الذهول.

فقررت السفر الى بيروت بحجة العمل وأنا عزمت البحث عن الحقيقة حيث الطائفة الشيعية هناك والكتب والمصادر موفرة.

بحثت عن سكن وأرشدوني عن عمارة فيها شقق للإيجار فااستأجرت فيها عند الدكتور محمد علي مرجة(( وهنا أدركت أن السماء أعتنت بي وأن الله جل وعلا يريد لي النجاة عندما علمت اني ساكن في عمارة يسكنها سماحة الشيخ محمد علي مرجة وكيل الإمام الخوئي رضوان الله عليهما)).

وبقيت في لبنان مدة ثلاث سنوات ونصف اتردد الى سوريا وأعود والأهل لايعلمون الا انني اعمل وعملي موفق والحمد لله .

وبعد هذه المدة عدت الى المنطقة وفتحت محلاتي التجارية التي كانت مغلقة طيلة هذه المدة وبدأت امارس عملي وأواصل الأصدقاء الموثوقين واناقشهم وأحاول اقناعهم بأننا مطالبون شرعا بالبحث عن الحقيقة وأظهر لهم كل حسب استيعابه ماأستطيع اظهاره فمنهم من رفض الخوض في المسلمات واتهمني بالجنون ومنهم من اتهمني بالزندقة والكفر ومنهم من اتهمني بالإرتزاق للوبي الفارسي و…

الى هنا لازالت المناقشات والاتهامات شبه سرية. أوانها على نطاق ضيق.والحملة شبه محدودة.

شعرت انني لن أستطيع أن أواجه المنطقة بمفردي وعلي العودة الى الحوزة ومتابعة الدراسة الى ان يقضي الله امرا.

خاصة بعد أن شجعني سماحة الشيخ نجاح النويني وسماحة الشيخ صفاء الخطيب بعد أجتماعي معهم في مدينة نبل حرسها الله في بيت الوجيه الفاضل سعد الله الشربو أبو فهد أعزه الله.

وسرعان مابدأت الحملة المضادة والحرب الشعواء والإعلام المضاد والتشويهي، من قبل بعض العلماء والشيوخ وأصحاب الزوايا الصوفية والوهابية الذين أفتوا بكفري وعدم مجالستي ومؤاكلتي، وقالوا عني هذا رافضي والرافضة لاتجوز مؤاكلتهم حسب فتاوى علمائهم الباطلة وجدت نفسي مرغما على الرحيل بعد هذه الحملة الشديدة بلا ناصر ولا معين حملة أثرت على عملي. وبعدأن أمضيت ستة اشهر في السيدة زينب عليها سلام الله .

رجعت الى البلد لبيع محلاتي وبيتي وتحويلها الى دمشق والإستقرار في منطقة السيدة (ع) ومتابعة الدراسة الحوزوية وبعد ايام فوجئت بزيارة العلامة السيد علي البدري والشيخ هشام آل قطيط الحيدري بعد زيارتهم لدار الأرقم بن أبي الأرقم وزيارة المفتي ومدير الأوقاف ولقائهم بالعلامة الشاعر الإسلامي الكبير الأستاذ محمد منلا غزيل وحدثوني عن ما جرى بينهم وبين هؤلاء الأفاضل من حوارات ونقاشات.

لكن بعد زيارتكم هذه ياسماحة الشيخ عادت الحملة الى ماكانت عليه بل أقوى بكثير وازدادت الضغوطات والحرب الإعلامية بشكل لايطاق وكأن الولايات ألأميركية وجدت مبررا لحرب ضد الإرهاب فما كان بوسعي غير العودة إلى جوار الحوراء عقيلة بني هاشم عليها السلام لأقول لها:

أنا ضيف زينب بنت بنت محمد        وعلى الكريم كرامة الضيفان

وأحمد الله أحسنت ضيافتي وغمرتني بما لاأستحق ؟

والآن أتابع كما تعلم الدراسات الحوزوية على يد العلماء الأفاضل أعزهم الله وهنا فاتني أن أقول كلمة حق أثلجت صدري من الأستاذ الكبير محمدمنلا الغزيل وكان تأييده مبطنا حيث قال لي حرفيا(( إختيارك موفق يابني، وعليك تجنب إثارة الإختلافات والنعرات))

هذا بشكل مختصر ومن أراد التوسع في الرحلة رحلة التحول نحو مذهب أهل البيت عليهم السلام فليراجع كتابه(( النهج الخالد)).الذي سيصدر قريبا ان شاء الله تعالى.

– المؤلف: سماحة السيد الحساني بعد أعتناقك مذهب أهل البيت عليهم السلام ماذا تحب أن تنصح إخوانك أصحاب وأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى؟

– ليس المسألة كمايتصور البعض انني في مقام النصيحة أو اريد ان أجعل من الآخرين شيعة ليس هذا المهم وإنما المسألة والأهمية تكمن في معرفة الإسلام الصحيح الذي يجب ان نتبعه بهد البحث وتدقيق والدراسة المغربلة للصحاح والسير وكتب التاريخ، لاني عندما أدرس للمستشرق الفلاني افكار أخذها عن الصحاح والسير وكتب التاريخ، وأعلق على ذلك وانتقد ذلك فماذا أقول لعلماء الأمة يجب ان تكون نظرتي أشمل وأوسع من ان تكون مذهبية.

لكن أدعوا جميع العلماء والطلبة من جميع الملل والمذاهب، آن يهتموا بقضية البحث لأننا يجب أن نعطي الصورة الحضارية للإسلام كمنهج وفكر وقانون إلهي يحكم المجتمع بمرونة.

والإسلام المرن والحضاري البعيد عن التشدد والتكفير وأنا بعد بحثي القاصر لم أجد من المذاهب الإسلامية مذهبا يتميز بالمرونة وفتح باب الأجتهاد ومحاورة الشيوعي والملحد والمسيحي والكافر والعلماني إلا أتباع مذهب أهل البيت(ع).

– المؤلف: عفوا أقاطعك سماحة السيد أنت إتهمت أصحاب المذاهب الأخرى بالإنغلاق وعدم المرونة ألا تجد في ذلك التعبير نوع من القساوة.

– سماحة الشيخ التعبير عن الرأي بالدليل لايعتبر قساوة وإنما نحن عشنا على فتاوى معلبة، وعشنا في صناديق مقفلة ، ليس لأحد رأي الا الشيخ فأصبحت كلمة الشيخ مقدسة أكثر من حديث النبي(صلى الله عليه وآله) نحن نقدس اشخاصا لانقدس أحاديث نبوية فتصور يا أخي إذا ذهبت الى الشيخ لتسأله مسألة معينة ولم يعرف الإجابة عليها يتهمك بالزندقة والمروق عن الدين والتطاول على العلماء والشيوخ وكأن الدين حكرا على العلماء وأصحاب العمائم.

ياأخي رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يناقش الزنديق والكافر والكتابي وعلي عليه السلام كذلك أذكر لك قصة على سبيل المثال عندما جاء اليهودي الى أبي بكر وسأله إذا كان عندكم جنة عرضها السموات والأرض فأين تكون النار؟

قال له أخرج أيها الزنديق وإلا قتلتك00 ياأخي لماذا لم تجاوبه؟ لماذا أرات قتله؟ هل جائت الشريعة بذلك لا والله لم تأت بذلك لكن الإنسان عندما لا يمتلك الدليل ولا يمتلك الإجابة فيتصرف بهذه الطريقة التكفيرية.. هذا هو الإنغلاق بذاته.

لكن مدرسة أهل البيت (ع) تتميز بمرونة الحوار وفتح باب الحوار اماذا؟

لأنها تمتلك الدليل والعلم والإقناع تصور هذا اليهودي إنصرف خوفاً ولم يهتد على يد أبي بكر فقال له أحد الصحابة إذهب وسل ذاك الأصيلع يقصد علي بن أبي طالب (ع) وفعلاًًً ذهب هذا الرجل اليهودي إلى علي (ع) وألقى عليه التحية فقال لعلي(ع) أسألك سؤالاً وتعطيني الأمان : فقال له أمير المؤمنين (ع) لك الأمان وسل ماشئت..

فقال لعلي(ع) عندكم جنة عرضها السماوات والأرض فأين تكون النار؟

فأجابه علي(ع) أيها اليهودي إذا جاء الليل أين يكون النهار؟

فنطق اليهودي قائلاً ( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله وخليفة الأمة ) هذا هو الإسلام الذي يعتمد على الحوار ويستطيع إقناع الأخر، بعيداً عن القمع بعيداً عن التكفير، بعيداً عن التشدد ، بعيداً عن التعصب.

بكل سهولة نطق هذا اليهودي بالشهادة فتصور يا أخي المسلم الفارق الكبير بين المدرستين مدرسة أهل البيت (ع) ومدرسة الصحابة.

المؤلف: ماذا تتوقع المصير للمذاهب الإسلامية الأخرى في المستقبل

– أتوقع في المستقبل أن النجاح والإنتصار العظيم لمذهب أهل البيت (ع) هناك تياران يعملان على مستوى الساحة الإسلامية ، تيار يعمل ويعتمد على الدولار وهو التيار السلفي الوهابي هذا التيار يعتمد على الأكاذيب والإشاعات والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان .

وأما التيار الثاني هو خط أهل البيت (ع) الذي يعتمد على الدليل والحوار والمناقشة، ولذلك تجد أن أصحاب التيار الأول يحذرون جماعتهم من الإختلاط بأتباع مذهب أهل البيت (ع) لأنه إذا بدأ بالحوار معه سوف يتشيع لعدم وجود مرتكز حقيقي يعتمد عليه ، ولا يمتلك ذلك الرصيد العقائدي الذي من خلاله يستطيع أن يدير المناقشة والحوار وهذا الخط الوهابي الأن يقوم بحملة مركزة لشراء بعض أصحاب النفوس الضعيفة من أبناء الشيعة مستغلا فقرهم ليحولهم إلى الوهابية أمثال موسى الموسوي المرتزق المأجور في كتاباته، وأمثال أحمد الكاتب المعروف (بإسم عبد الرسول عبد الزهرة اللاري) فغير هذا الأسم لأنه لايتناسب مع الخط الوهابي لأنهم يكفرون من يتسمى بهذا الأسم فانتحل إسما يجلب المنفعة والتكسب وأحمد كسروي عميل الشاه في إيران ومظفريان، وأعطيك مثالا أقوى منذ أسبوع جلب أحد الأخوة من المعرض السعودي كتاب إسمه (كسر الصنم) لمؤلفه الآية المزيفة أبو الفضل البرقعي فاقرأه ماذا تجد فيه كما هائلا من السباب والشتائم على السيد عبد الحسين شرف الدين (قد س) صاحب كتاب المراجعات وقال المؤلف أبوعمر إن هذا الكتاب ليس له وجود الا في ذهن مؤلفه فتصور ومستشهد بالأحاديث الضعيفة الموجودة في الكافي لكن أقول لهم إن الطريق أمامكم مسدود لماذا؟

لأنه لايوجد عند الشيعة صحاح بل كله خاضع للدراسة والغربلة والنقد ولكن المصيبة العظمى والمأزق الحرج أنكم أسميتم الصحاح الستة في حين نجدها مليئة بالأسرائيليات والمسيحيات والأساطير والخرافات وراجعوا في ذلك إن شئتم ان تتعرفوا على صحاحكم كتاب العالم الأزهري محمود أبو رية ( أضواء على السنة المحمدية وراجعوا كتاب ( عفوا صحيح البخاري) لمؤلفه الدكتور عبد الأمير الغول وراجعوا كتب وظاهرة المتحولين في هذا القرن التي بلغت أكثر من خمسمائة كتاب لحد الأن هذا أكبر دليل على أحقية مذهب أهل البيت عليهم السلام وعلاوة على ذلك راجعوا كتاب( آراء علماء مصر المعاصرين حول الشيعة الإمامية) لمؤلفه مرتضى الرضوي وراجعوا في ذلك فتوى شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمود شلتوت في جواز التعبد بمذهب أهل البيت عليهم السلام فالوهابية لم تكتف بمحاربة مذهب أهل البيت (ع) بل حاربت جميع المذاهب الإسلامية الأخرى وهذا أكبر دليل على إنحراف هذا الخط عن جادة الصواب.

– المؤلف : سماحة السيد أستأذنك بنشر هذا الحوار مع صورة لكم في كتابي الجديد ((المتحولون)) أم عندكم تحفظ أو اعتراض على كلمة ((المتحولون)) ؟

– سماحة السيد: نعم عندي اعتراض لكن على سؤالك هل التحول والترقي والفوز العظيم شيئا موجبا للتكتم أو التستر .

بل بكل الفخر والإعتزاز أنا متحول إلى مذهب ساداتي أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومعدن الرسالة.

وعلى كل من يخشى لقاء ربه واليوم الآخر آن يبحث عن الحقيقة لتعود أمتنا إلى سابق عهدها لتسود العالم هذه الأمة التي تحدت عبرتاريخها المديد عاصفة الحروب الصليبية بشموخ واحتوت اعصار الغزو التتري بصبر وصمود ولازالت تقاوم عاصفة الهجمة الصليبية ورأس حربتها دويلة الصهاينة واحتوت هجمات الشرق الكافر فذلك كله لأن هذه الأمة تمتلك ضميرا حيا نابعا من قيم القرآن الحكيم وتاريخ الجهاد الحافل وفي طليعته تاريخ السبط الشهيد عليه السلام .لإن الثورات التحررية هي السمة البارزة لهذه الأمة وبالذات في صفوف أتباع أهل البيت عليهم السلام فلأن الإمام الحسين عليه السلام لايزال في نفوسهم صرخة رفض وصيحة كرامة ، ودعوة صادعة بالخير والعطاء وهذا الضمير الناهض لايزال لم يستنفذ كل طاقته وهذه الروح الكبيرة لاتزال تحتفظ بقدر كبير جدا من قدراتها لم يستفاد منها.

ذلك لأن الطغاة والمنابر التابعة لهم والأقلام السائرة في ركبهم،وعلماء السوء الذين يكتمون الحق انهم جميعا حاولوا ولازالوا يحاولون بكل قواهم ابعاد هذا الضمير النابض وتلك الروح الثائرة عن حوادث الحياة اليومية وعن مشاكل الأمة المعاشة ويدفعونهما الى مجاهيل التاريخ والى الزوايا الضيقة بدلا عن خط محمد وآل محمدصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كي لاتغلق دكاكينهم وشركاتهم الإستثمارية نعم الإستثمارية فإستثمار العمامة والمنبر اليوم تزداد قيمة أسهمها في سوق البورصة العالمية ولم تسجل في هذه السوق أي خسارة على هذه الأسهم بل في إرتفاع مستمر والخسارة الوحيدة التي سجلت أمام تلك التحديات بقدر أو بآخر بسيطة جدا في نظرنا ألآوهي ضياع أمة وضلال أكبر قوة على وجه البسيطة عن مخازن ذخيرتها ومصادر قوتها ألاوهي التمسك والرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام.

وعلى العلماء الربانيين وقيادات الساحة الأمناء والأقلام الحرة والمنابر المسؤولة .

أ ن تتحمل واجبها التاريخي في إعادة الأمة الى النهج الخالد الى خط السبط الشهيد خط الإسلام الحق والقرآن المجيد .

وعليهم إعادة النظر في بطائنهم ومتابعة اداراتهم وتنظيفها من المستثمرين متابعة من يعلم انه مسؤول عن تقصير وأخطاء وكلاءه أمام الله تعالى.

حتى يسطع نجم هذا النهج المتميز الذي تلجأ اليه الأمة عندماتحيط بها أسباب الفناء وتضيق بها مذاهب الحياة.

لنتحول جميعا ونتجاوز حاجز الخوف والخنوع عندها تهون الصعاب ويحلو الموت ومذاقه على ذلة العيش وعار الحياة حيث لازالت صرخة الحسين عليه السلام تملأ أذان الدهور هيهات منا الذلة .

نعم سماحة الشيخ هذا يحتاج الى تحول كبير وواسع تحول ورقي نحوالقيم الإلهية التي انبعثت من النهضة المحمدية العلوية الحسينية النهضة الإسلامية الرسالية الشاملة فعلمتنا نهج الصدق والأمانة نهج الكرامة للمستضعفين نهج الثأر للمظلوم ويقظة تأنيب على الخانعين وصوت لاهب على الطغاة.

يجب أن نتحول ونعلم أبنائنا كيف تحولنا نحو حياة كريمة.

فالحياة الكريمة الكريمة المثلى رهينة جهدنا وجهد كل إنسان مسلم وتطلعه وجهده الشخصي فلا يغني عنه جهد الغير.

لنتحول جميعا ونتعلم العطاء والاجتهاد من أجل التقدم والجهاد من أجل الكرامة والإستشهاد في سبيل الله.

ولنترفع عن جهد الغير الذي لايدعنا نحصد الا الخنوع والإستسلام والشك والشرك والحمية وإثارة العصبيات والتمنيات ويخدم ويساهم في انتشار الظلم وإشاعة الفحشاء والمنكر.

ومن أراد التوسع في معرفة رحلة تحوله نحو مذهب أهل البيت(ع)

فليراجع كتابه ((النهج الخالد ))سيصدر قريبا إن شاء الله تعالى.