عبد الحميد الجاف

نبذة عن حياة المستبصر الشيخ عبد الحميد الجاف المأخوذة من مقدمة كتابه ثم شيعني الألباني

الأخ الفاضل الشيخ عبد الحميد الجاف، كرديّ الأصل، ولد في أسرة شافعية في يوم 27 من شهر رمضان المبارك سنة 1389، ثمّ تحول إلی سلفية، وبعد ذلك اعتنق مذهب أهل البيت عليهم السلام نهاية عام 1993م بعد دراسة وبحث عميق للمذاهب الإسلامية والمقارنة بينهما. ولد في بغداد نهاية عام1969م، الموافق لليلة27 من شهر رمضان المبارك ودرس في مدارسها، وتخرّج من كليّة الفنون في جامعة بغداد قسم التصميم والديكور. وفي نهاية عام 1996م التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف، وطوى مراحلها الأوليّة، وهو اليوم يحضر أبحاث الخارج فقهاً وأصولاً عند بعض أعلامها. التقيته مرّات عديدة فوجدته فاضلاً، مُلمّاً بالكثير من المسائل الخلافيّة بين المذاهب الإسلامية، يتمتع بروح شفافة، وأخلاق حميدة، يتحدّث بصراحة عن مذهبه السابق وعقائده الوهابية الماضية.

وكتابه المسمى بثم شيعني الألباني سطّر فيه قصّة استبصاره بأسلوب أدبيّ، بعيداً عن التعقيدات التي شاهدناها من البعض، وضمّنه بعض الأبحاث العلميّة والتحقيقات الدقيقة، وذكر فيه كيف أن الشيخ الألباني صار سبباً لاستبصاره وركوبه سفينة النجاة واعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من أولاده عليهم جميعاً سلام الله. وذكر في أوّله سبب تأليفه لهذا الكتاب، وهو إلقاء الحجّة على إخوانه الذين لا يزالون يسيرون على غير منهج أهل البيت(عليهم السلام)، ويتعبّدون الله على غير المذهب الحقّ، وذلك من باب (( الدين النصيحة ))، إذا فالهدف من الكتاب هو النصيحة، تمسّكاً بقوله تعالى: ? ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ?(1). ثمّ بيّن انتقاله إلى السلفية، ومضيّ ستّ سنوات يتعبّد الله على المذهب الوهابي، وأكدّ أنّ السلفيّة ليسوا مذهباً واحداً بل عدّة مذاهب وفرق وإن جمعهم مسجد واحد أو بلد واحد، فكيف الحال مع التعدّد في البلاد والمساجد، فهم يختلفون في ما بينهم في الكثير من العبادات، فضلاً عن غيرها من الاعتقادات. وبدأ سرد حكايته، وما الذي دعاه إلى التفكير بالمذاهب الإسلامية، والبحث عن الحقّ، وما الذي واجهه من صعوبات في بحثه هذا، وكيف أنّه أخيراً اقتنع بمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وأعلن تحوّله المذهبي، الذي لاقى بسببه معاناة كثيرة، ضحّى بالكثير من أجله: من فقد بعض الأهل والأصدقاء والأحبّة، بل حتّى أنّ تحوّله المذهبي كان سبباً من منعه من الاقتران بالبنت التي اقتنع بها وقرّر أن تكون شريكة حياته وأمّ أولاده، إلاّ أنّ أهلها رفضوه لا لسبب فيه، بل لأنّه شيعي فقط وفقط!!! وهذا أمر لا يقف على حجم معاناته إلاّ من مرّ بهذه التجربة الصعبة والصدمة الكبيرة. والميّزة الجديدة التي شاهدتها في هذا الكتاب، والتي قد تخلو عنها كتب المستبصرين وذكر قصص استبصارهم، هي أنّ المؤلّف ذكر قصّته كاملة، وذكر أسماء أبطالها – إن صحّ التعبير بهذه الكلمة – الحقيقيّة، والأماكن التي جرت فيها هذه القصة من مساجد وجوامع وحسينيات ومراقد مطهرة في مدن العراق. علما بأنّ العالم المتعصب السني الألباني كان سبباً لتحوّله مذهبياً.