إبراهيم محمد باي

إبراهيم محمد باي (مالكي ـ نيجيريا)

ولد عام ١٣٩٣هـ (١٩٧٣م) في مدينة كانو في نيجيريا، ونشأ في أسرة مالكية المذهب، ومنذ بداية بلوغه ذهب إلى المدرسة الدينية في مدينته، فقرأ فيها كتب علوم الحديث والفقه المالكي وأصول العقيدة واللغة؛ إلى جانب العلوم الأكاديمية.

شائت الأقدار الإلهية أن يواجه إبراهيم بعد رشده ونموه الفكري مبلّغاً شيعياً يحثُّ الناس على اتّباع النبيّ الأكرم صلي الله عليه وآله والعترة الطاهرة عليهم السلام من بعده على ضوء الكتاب الكريم والسنّة الصحيحة.

التأثُّر بأحد المبلِّغين الشيعة:

يقول إبراهيم عن ذلك: (كنت أسمع عن أستاذ شيعي ينشر عقائد الشيعة بين الشباب، ويجري حوارات علمية مع مشايخ الوهابية، وبعد أن حضرت تلك الندوات رأيت أنّه كلّما جلس مع هؤلاء يقوم منتصراً مع صغر سنّه، ومن هذا المنطلق بدأت بالتساؤل بشأن مختلف مسائل العقيدة من أساتذتي وكبار قومي، وبعد ذلك بدأت علامات الاستفهام حول معتقدي تزداد في ذهني، يوماً بعد آخر..

لذلك أخذت أوراقي وقلمي واتّخذت مكتبة الجامعة مسكناً لي لفترة طويلة؛ مستخدماً تلك المصادر؛ لأستخرخ منها النصوص التي كان يذكرها الأستاذ الشيعي أثناء محاضراته ومناظراته، وبعد المراجعة تبيّن لي أنّ ما يقوله حق بلا أيّ شك وريب..

فبدأت أقترب إلى الأستاذ واسأله مختلف الأسئلة، واستمر بحثي شهوراً عديدة، وفي كلّ تلك الفترة لم أسمع وأرى منه التصرفات التي كنت أسمع من وسائل إعلام الوهابية أنّها موجودة في كلّ شيعي، بل كانت أخلاقه حسنة جدّاً، وكنت أشاهد حسن سلوكه كلّ يوم.. الأمر الذي لم أراه في أساتذتنا الوهابيين السعوديين، وغيرهم طوال السنين..

فبعد ذلك البحث والتنقيب والتدقيق تبيّن لي أنّ أكثر ما يقال بشأن الشيعة ما هو إلا اتّهام وافتراء، لا أساس له من الصحّة أبداً.. وكان لأدلّة الشيعة الإمامية على بطلان نظرية عدالة كلّ صحابي، وثبوت عصمة أهل البيت عليهم السلام من خلال آية التطهير، والأحاديث المتواترة الكثيرة الواردة بشأن مسألة الإمامة؛ الأثر البالغ على اعتناقي مذهب أهل البيت عليهم السلام.

الاستبصار والنشاط الديني:

بعد فترة من البحث والتحقيق أعلن إبراهيم عن استبصاره والتحاقه بركب أتباع أهل البيت عليهم السلام، وكان ذلك عام ١٤١٣هـ (١٩٩٣م) في مدينة كانو.

وحاول بعد ذلك أن يُخصِّص أكثر وقته لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام بين أسرته وباقي أهل بلده، فترجم بعض الكتب المخصَّصه للإجابة على الشبهات المثارة حول الشيعة إلى لغة الهوسا، واستبصر على يده أخوه وأخته وأمّه وعدد كبير من أقربائه وأصدقائه.