حسين الحامد

حسين الحامد (شافعي / أندونيسيا)

ولد سنة 1394هـ (1975م) في أندونيسيا بمدينة “بندواسا”، ونشأ في أسرة شافعيّة المذهب، فبقى على مذهبه التقليدي، ثمّ أكمل الثانوية، ثمّ تعرّف على أستاذ جليل يدعى”السيد حمزة الحبشي” فتتلمذ على يده ليدرس عنده الفقه والحديث.

اختلاف زوايا الرؤية:

يقول “حسين حامد”: واصلت دراستي عند “السيد حمزة الحبشي”، وكنت اتلقى منه دروس الفقه والدروس المختصّة بعلم الحديث، ولكنّني شعرت بمرور الزمان بوجود اختلاف بين الآراء المشهورة عندنا وبين آراء الأستاذ.

وبمرور الزمان بدأت تتضّح الفوارق، وبدأنا ندرك وجهة نظر الأستاذ إلى بعض المسائل ولا سيّما الأمور العقائديّة، واستمر الأمر على هذا المنوال ونحن نصغي إلى الأدلة التي يذكرها الأستاذ دعماً لما يذكره حتّى جاء إلى منطقتنا مجموعة من أساتذة الحوزة العلميّة في مدينة قم من إيران، والقوا علينا بعض المحاضرات حول أهل البيت(عليهم السلام) وذكروا فضائلهم من مصادر أهل السنّة وذكروا بعض الحقائق التاريخيّة المرتبطة بالصحابة.

بداية زوال الحجب:

يقول “حسين الحامد”: بدأت الأمور تتّضح لي بمرور الزمان، وعرفت بعد ذلك بأنّ أستاذنا “السيد حمزة الحبشي” يميل نحو مذهب أهل البيت(عليهم السلام) بل هو من أتباعهم، ومن هذا المنطلق بدأت رحلتي في البحث، وعزمت على معرفة الحقيقة، فشرعت بقراءة الكتب السنيّة والشيعيّة والحوار مع أهل السنّة المتشدّدين والحوار من جهة أخرى مع أصدقائنا المستبصرين.

وكان قراري أن لا أستعجل في اتّخاذ القرار، وأن اتريث في الأمر، واحتاط في أمر ديني.

وكنت على يقين بأنّني على الحقّ، وأنّ البحث الذي سأبحثه لا يزيدني إلاّ إيماناً وثباتاً وتمسّكاً بما كنت اعتقده فيما سبق. وكان هدفي من البحث هو أن أوسّع آفاق معرفتي، وأتعرّف على باقي المذاهب الإسلامية لأتعرّف على سبب انشقاقهم من الصف الإسلامي المتمثّل بخطّ أهل السنّة والجماعة.

المفاجأة:

يقول “حسين الحامد”: واصلت بحثي ببطء واستمرّ حواري مع أصدقائي، ولكننّي لم أجد عندهم ما يزعزع معتقداتي السابقة، واستمرّ الأمر على هذا المنوال حتّى جاء “السيد هارون الحدّاد” وهو أحد أقاربنا، وكان متأثراً بمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، فسألته عن سبب ميوله لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) فتحدّث معي حول ابنة الرسول(صلى الله عليه وآله) فاطمة الزهراء(عليها السلام) ومظلوميّتها بعد وفاة أبيها والمعاملة القاسية التي جوبهت بها من قبل بعض الصحابة والإجحاف الذي حصل بحقّها، فاهتزّ وجودي من الأعماق وترك كلام قريبي أثراً بالغاً في نفسي، فشعرت بانهيار عقيدتي بعدالة الصحابة واستغربت أشدّ الاستغراب من موقف أبي بكر وعمر بن الخطاب من ابنة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فأصابني الذهول وقريبي يبيّن لي ما جرى على الزهراء(عليها السلام):

روى بسند صحيح أنّه “حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلمّا بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ! والله ما من أحد أحبّ إلينا من أبيك وما أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك بما نعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك; إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلمّا خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أنّ عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت وأيم الله ليمضينّ لما حلف عليه(1)…”.

وجاء في تاريخ اليعقوبي أنّه بلغ أبا بكر وعمر أنّ جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب(عليه السلام) في منزل فاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)فاتوا في جماعة حتى هجموا على الدار..(2).

فلمّا سمعت [فاطمة] أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يارسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة؟!(3).

ونادت الزهراء: “والله لتخرجنّ أو لأكشفنّ شعري ولأعجّن إلى الله!!(4).

ونادت الزهراء: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ! والله لا أكلّم عمر حتّى ألقى الله(5).

وقال عمر لمن كان في دار الإمام علي(عليه السلام): والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها!

فقيل له: يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة!

فقال: وإن!!(6).

إنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن(7).

مواصلة البحث:

تأثّر “حسين الحامد” تأثّراً بالغاً بما سمعه حول محنة الزهراء(عليها السلام)، فدفعه هذا التأثّر إلى البحث من أجل التعرّف على الحقيقة.

ويقول “حسين الحامد”: واصلت بحثي في الصعيد العقائدي، وزاد اهتمامي بقراءة الكتب الشيعيّة من أجل التعرّف على مبادئهم العقائديّة فتأثّرت بكتاب “المراجعات” للسيّد العلاّمة عبدالحسين شرف الدين وكتاب “ثمّ اهتديت” للدكتور التيجاني السماوي.

واستمرّ بحثي فترة طويلة حتّى أعلنت استبصاري في مدينة بندواسا، ثمّ التحقت بمعهد الهادي ودرست فيه ثلاث سنوات ونصف، ثمّ سافرت إلى ايران والتحقت بالحوزة العلميّة في مدينة قم المقدّسة، ودرست مدّة سبع سنوات وتخصّصت في الفقه والأصول، وأودّ أيضاً أن أكون دائماً مع علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام) وأن لا أنفصل عنها أبداً إلى آخر حياتي.

____________

1- مصنّف ابن أبي شيبة الكوفي: 8 / باب (43) ماجاء في خلافة أبي بكر، حديث 4.

2- تاريخ اليعقوبي: 2 / 85.

3- الإمامة والسياسة، ابن قتيبة: 19 ـ 20، أعلام النساء، كحالة: 4 / 114 ـ 115.

4- تاريخ اليعقوبي: 2 / 85.

5- السقيفة وفدك، الجوهري 74.

6- الإمامة والسياسة، ابن قتيبة: 19، أعلام النساء، كحالة: 4 / 114.

7- ميزان الاعتدال، الذهبي: 1 / 139، ترجمة رقم 552.