أجر الدين إقبال

أجر الدين إقبال (سنّي / أفغانستان)

ولد سنة 1952م في قرية “حصار شاهي” من توابع قضاء “رودات” بولاية “ننگرهار” ، ونشأ في أسرة بشتونيّة سنّيّة المذهب ، ثمّ قضى المرحلة الابتدائيّة في مدرسة “احداد” في منطقته ، ثمّ انتقل إلى “كابل” ودرس المرحلة الثانويّة في إعداديّة “رحمن بابا” ثمّ واصل دراسته في جامعة كابل ، كلّيّة العلوم فرع الفيزياء حتّى حصل سنة 1975 على شهادة الليسانس .

عمل بعدها مدرّساً للفيزياء في المدارس الإعداديّة في منطقته وفي العاصمة كابل ، كما أنّه كان من المجاهدين الأفغان القدماء، وله نشاطات جهاديّة وثقافيّة مستمرّة منذ أيّام الحكم الملكي إلى الوقت الحاضر ، وهو مؤلّف وصحفي ومترجم بارز ، كما عيّن معاوناً لوزير الثقافة والإرشاد أواخر أيّام حكومة المجاهدين قبل سيطرة الطالبان على كابل .

بداية تعرّفه على التشيّع:

تشكّلت في بداية السبعينات من القرن الماضي عدّة أحزاب شيوعيّة في أفغانستان بدعم من الاتّحاد السوفيتي السابق والصيني ، وكردّ فعل على ذلك تجمّع الكثير من الشباب المسلم في الجامعات الأفغانيّة في جماعة تحت عنوان “نهضة الشباب المسلم” ، وقد واجهت هذه الجماعة في بداية نشأتها خلافات داخليّة شديدة بسبب إشعال البعض لقضيّة الخلاف بين السنّة والشيعة ، وقد لاحظ

“أجر الدين إقبال” الذي كان عضواً فعّالا في هذه الجماعة أنّ هدف مثيري الفتنة هو التسلّط والوصول إلى الصدارة والزعامة بأيّ ثمن كان .

وقد واجهت هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإسلاميّة عدة انشقاقات بسبب هذه الخلافات وأمثالها ، وقد حاول “أجر الدين إقبال” مع جماعة آخرين إصلاح ذات البين، والحفاظ على الوحدة ، لكنّ جهودهم لم تؤثّر كثيراً في إصلاحات الانشقاق والتشرذم.

كانت هذه الصراعات هي أوّل ما لفت نظر “أجر الدين إقبال” إلى قضيّة الخلاف بين السنّة والشيعة ممّا دعاه إلى مطالعة الكتب التاريخيّة من أجل استجلاء جذور هذه الخلافات ، وكانت نتيجة بحوثه اكتشافه لدور أهل البيت(عليهم السلام)في الحفاظ على الإسلام، والدفاع عنه، وتوصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في التمسّك بهم، وجعلهم عدلا للقرآن الكريم .

اعتناقه لمذهب أهل البيت(عليهم السلام):

تحاور “أجر الدين إقبال” خلال فترة وجوده في الجامعة مع الكثير من شباب الشيعة المثقّفين، حيث كان يعيش معهم في الأقسام الداخليّة ، وكان يحضر معهم في المساجد والحسينيّات ممّا زاد من توجّهه إلى عقائد الشيعة وشعائرهم الدينيّة ، وقد حدى به ذلك إلى إعلان تشيّعه وولائه المطلق لأهل البيت(عليهم السلام).

نشاطاته الدينيّة:

يعتبر “أجر الدين إقبال” من الشخصيّات الفعّالة في الساحة الجهاديّة والثقافيّة ، وقد سخّر الكثير من نشاطاته لخدمة الشعب الأفغانيّ، ولخدمة مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

وكان نشاطه الأكبر هو الوقوف ضدّ الغزو الشيوعيّ، لبلاده في كلّ المجالات ، وأوّلها هو النشاط الثقافي الفعّال في الصحف والمجلاّت وتأليف وترجمة الكتب الثقافيّة والعقائديّة الإسلاميّة التي توضّح عمق الدين الإسلاميّ،

وتفضح عقائد الشيوعيّين الإلحاديّة، وتزيّف أباطيلهم .

وقد كان له دور بارز وفعّال أيضاً في مواجهة التيّار الوهابيّ ، وردّ أفكاره المدعومة بالبترودولار، فقد ترجم عدّة كتب في هذا المجال إلى لغة البشتو.

كما كان لـ “أجر الدين إقبال” دور واسع في هداية الكثير من رفاق الجهاد إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وذلك عن طريق إهدائهم بعض الكتب الشيعيّة المهمّة من قبيل كتاب المراجعات وليالي بيشاور وكتب التيجاني السماوي ، وعن طريق تعريفهم بأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، ودورهم التاريخيّ الكبير الذي حاول حكّام الجور كبني أميّة طمسه وتشويهه أمام المسلمين .

نتاجه العلمي:

ألّف “أجر الدين إقبال” عدّة كتب ، كما ترجم كتباً أخرى إلى لغة البشتو ، ومن هذه الكتب :

1 ـ مذهب أسّسه المستعمرون. وهو العنوان الذي اختاره لترجمة خاطرات المستر همفر إلى لغة البشتو.

2 ـ أصول العقيدة الإسلاميّة .

3 ـ نظريّة الحكومة الإسلاميّة والاقتصاد الإسلاميّ .

4 ـ التعليم العقائديّ السياسيّ.

5 ـ الإسلام أو القوميّة.

6 ـ الوهابيّة في مرآة القرآن والسنّة.

7 ـ موت الماركسيّة.

8 ـ الصبر والجهاد.

9 ـ أمريكا كما رأيتها .

10 ـ المجتمع الإسلاميّ الواحد.