السيد حمد الوكاع

المتشيع سماحة السيد حمد أحمد الوكاع:

 

* سورية – دير الزور – قرية زغير (جزيرة)

* مواليد عام (1970م)

* اعتنق التشيع عام (1996م)

ـ بداية نود التعرف على شيء من سيرتكم الذاتية؟

الشهادة التي أحملها الإعدادية – والتحقت بالحوزة العلمية الزينبية 1997 – وأدرس الآن مرحلة السطوح العالية – على يد الأساتذة (الشيخ نجاح النويني في الأصول واللمعة، والشيخ جواد السعيدي (أصول الفقه) والشيخ قاسم آخوند في الحكمة والشيخ برهيزكاري مادة المنطق، والشيخ الأفكاري في مختصر المعاني في اللغة العربية والشيخ الأصغري في شرح ابن عقيل، والشيخ الواعظي في بداية اللمعة – والسيد عطاء الله الحسيني درست عنده شرائع الإسلام.

ـ ما هي أسباب تحولكم سماحة السيد؟

أسباب التحول: من الكتب التي قرأتها (ثم اهتديت) للدكتور التيجاني السماوي والكتاب الآخر لماذا اخترت مذهب الشيعة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) للشيخ الحلبي أمين مرعي الأنطاكي.والمراجعات لشرف الدين رحمه الله، والنص والاجتهاد والفصول المهمة في تأليف الأمة). والشريعة في الميزان للشيخ محمد جواد مغنية. والإمام علي والحرب / للعقيد الركن أحمد الزيدي.

ـ ما هي النقاط التي لفتت انتباهك في كتاب ثم اهتديت؟

1- قصة الخلافة، 2- اجتماع السقيفة، 3- مظلومية الزهراء (عليها السلام) .

قضية فدك: تاريخ فدك لآية الله العظمى المرجع الديني محمد باقر الصدر.

وكتاب أضواء على عاشوراء للسيد المرجع محمد الصدر وكتاب أصحاب الإمام الحسين لأسد حيدر.

 أنت ارتديت العمة السوداء ماذا يدل هذا أرجو منك الجواب؟.

نحن ننتمي إلى شجرة أهل البيت الطاهرة (عليهم السلام) وننتمي إلى الإمام علي الهادي وولده السيد محمد بكير المدفون في مدينة (بلد) أو يلقب بسبع الدجيل في العراق بالقرب من مدينة سامراء وكني بأبي الباقر (عليه السلام) وتنحدر منه هذه العشيرة الكبيرة وهي عشيرة في دير الزور ومنها في الموصل، ومنها في حويجة العبيد قرب مدينة كركوك النفطية وهذه العشيرة تتفرع إلى سبعة فروع منها:

1- العبيدات، 2- المناصرة، 3- هلامية، 4- البومصعى، وهؤلاء من أولاد عبيد بن السيد محمد السائح دفين مدينة دير الزور ويكنى بأبي عابد، وفروع أخرى منها الحمد العابد، والبوعرب، والبوصالح، والبو حمدان ورفيع، والبو معيش، والبو رحمة، والعبد الكريم، والبو شمس، وبكارة الجبل، وعشيرة البكارة في حلب، وتمتد هذه العشيرة على ضفاف نهر الفرات، من الجانب الأيسر (جزيرة) إلى نهر الخابور شرقاً إلى البصرة شرق محافظة دير الزور وغرباً إلى محافظة الرقة، وهي عشيرة عريقة جذورها تصل إلى الإمام علي (عليه السلام) ولم تكن هذه العشيرة يوماً من الأيام يهضم لها حق، ولها الباع الطويل في مقاومة الاستعمار الفرنسي في عهد الشيخ المرحوم شيخ العشيرة راغب الحمود البشير في قرية (محيميدة).

وأما نسبي يمتد إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) الإمام التاسع لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) أولاد الإمام الحسين (عليه السلام) .

وأما بالنسبة لارتدائي العمة السوداء ليس إلا اقتداء لهذا النسب الشريف وهذا المتعارف عليه في مذهب أهل البيت (عليه السلام) والعمائم تيجان العرب قبل الإسلام.

ـ هل هناك من الأخوة تأثروا بفكركم بعد اتباعكم مدرسة أجدادكم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بعد تحولكم ومعرفتكم بهذا الطريق ورجوعكم إلى الأصل؟.

نعم تأثر كثير من الأخوة المؤمنين بعد تحولي نحو هذا المذهب أسرتي وأقاربي وأبناء عمومتي وكثير من الأصدقاء والمعارف واستطعنا بفضل الله أن ننشئ مسجداً باسم الإمام المهدي (عليه السلام) وحسينية باسم السيدة الزهراء (عليها السلام) .

بفضل جهود الأخوة السيد حسين علي الرجا، وجهود الحوزة الزينبية في دمشق هذا بالنسبة للحسينية من طرف الحوزة، وأما بالنسبة للمسجد بجهود سماحة العلامة السيد حسين الرجا (مؤلف كتاب دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة).

وله الفضل علينا بالنسبة للتشيع في منطقة دير الزور وله الفضل أيضاً بانتسابنا إلى الحوزة العلمية الزينبية لمتابعة التحصيل العلمي، وهذا ما يساعدنا على نشر فكر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) كون المنطقة كلها نسباً تنتمي إلى هذه المدرسة.

ـ سماحة السيد هل بالإمكان أن تصرح ببداية تاريخ العودة إلى منهج أجدادك مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في دير الزور ومتى بدأت هذه الصحوة والعودة إلى الأصل؟.

في تاريخ 79 بداية الثورة الإسلامية في إيران، تأثر الأخوة في المنطقة وبالخصوص أسرتي ومنهم العم السيد محمود الوكاع ويومذا كان تلميذاً في المدارس الصوفية التي كان يرأسها السيد حسين الرجا وذهب إلى زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام) في عام 79 إلى العراق والحضرة القادرية في بغداد ورجع إلينا العلامة السيد حسين الرجا من العراق وهو يحمل فكر أهل البيت (عليه السلام) فتأثر به العم محمود الوكاع وبتأثيره أثر على الأسرة كاملة، فحثنا على قراءة ومطالعة الكتب التي تهتم بشؤون فكر أهل البيت (عليه السلام) ومنها: نهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي، وكتاب الألفين للعلامة الحلي.

ـ ما هي الإشكالات التي واجهتك سماحة السيد بعد اتباعك مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ؟.

لو لم نكن ذو شوكة قوية في العشيرة وعصبةٌ راجحة من حيث العدة والعتاد والرجال، لم نستطع اعتناق هذا المذهب والعودة إلى الأصل.

بادئ لأننا وجدنا ردة فعل قوية وعنيفة من قبل العشيرة التي نعيش فيها ولكن بفضل القوة الشخصية استطعنا أن نفرض الأمر الواقع ونواجه كل الإشكالات ببساطة ورحابة صدر، ضمن الأصول العشائرية، ولم نجد من يفرض علينا رأيه إن كان كبيراً أو صغيراً. لأن الضعيف لن يستطيع أن يواجه العواصف والأمواج المتلاطمة من قبل عوام الناس ولم يتشيع إلا العوائل الضخمة لأن الضعفاء في المد العشائري لا يستطيعون مواجهة القوم.

ـ سماحة السيد ما هي الرقعة الجغرافية أو المساحة التي تأثرت بفكركم النير على ضوء هذا المنهج بعد العودة إلى الأصل؟.

إن الرقعة الجغرافية تمتد من الخابور إلى نهر الفرات كلها حسباً ونسباً هي امتداد لأهل البيت (عليهم السلام) والدليل على ذلك الجميع يرددون عند أي حديث كلمة (الله وعلي).

ـ سماحة السيد ما سبب تسمية المنطقة بـ‍(عين علي) الواقعة بالقرب من الميادين هل تستطيع أن تبين لي سبب التسمية وهل هذا يدل على أن المنطقة كانت شيعة في القدم؟.

قبل الاحتلال العثماني كانت هذه المنطقة منطقة الجزيرة على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ولكن بعد الاحتلال العثماني عملت الدولة العثمانية على إخراج الشيوخ والعلماء الموجودين في المنطقة إلى عاصمتهم استنبول وأتوا بالملالي من قبل الدولة العثمانية، ووضعوا كل ملا، في قرية وأجبروا الناس على الاقتداء بهذا (الملا) والشاهد على ذلك من أراد الاطلاع على تاريخ هذه الحقبة الزمنية الماضية فليراجع المركز الثقافي في دير الزور فيجد فيها ما دون تاريخياً إن هذه المنطقة كانوا أهلها شيعة والتسمية لازالت موجودة في بعض القرى مثل قرية (زغير) نسبة للإمام علي الأصغر وقرية الحسينية وهذه كانت فيها حسينية باسم الإمام الحسين (عليه السلام) منذ مائة ونيف، وعين علي نسبة للإمام علي (عليه السلام) وقرية الكبر نسبة لعلي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليه السلام) وأدخلت الدولة العثمانية على هذه القرى الطرق الصوفية، بدلاً من مذهب أل البيت (عليهم السلام) واستخدموا أهالي هذه المنطقة أناشيد بعدد أسماء أهل البيت (عليهم السلام) والأئمة الإثني عشر، ومنها ونقلاً عن المأثور، وفي حق الإمام الحسين من المدائح المأثورة المتداولة بين الناس في دير الزور هي:

جمال ياحيد الظعن يضلي مكدر

وحسين نايم عالرمل وينك يحيدر

جمال يا حادي الظعن ريض للعليل

هو اليباري ضعونا كلها مقاتيل

جمال يا حادي الظعن ريض للأطفال

وارخى الشدائد لليتامى المالهم حال

زينب تنادي وين شيعتكم يهنا

لو حثحث الحادي ومشوا بالليل

من هو اليباري ظعونا كلهم مقاتيل

يطارش اسري بليل للنجف جدها

واركب سبوك الخيل واضبط عددها

كول لعلي النسوان ظلت وحدها

واحمد رسول الله زينب سبيه

زينب تنادي وين حمزة وين عباس

شمر للعين البيدوا شايل الراس

يا الله نسكن الروح يم الميدينة

نبچي ونين الحال لأمنا ونبينا كبر ابن الإمام

ـ سماحة السيد هذه القصائد الشعبية تدل على أن الناس كانوا قديماً في دير الزور كلهم شيعة؟

نعم.. نعم.. وهذه القصائد دليل قاطع على ما ورثوه الناس من تراث أهل البيت (عليهم السلام) والمنطقة كلها شيعية تاريخياً والحمد لله، الآن أغلب المثقفين رجعوا إلى أصلهم أي مذهب أجدادهم مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومنهج جدهم الإمام الباقر (عليه السلام) ولهذا سميت عشيرتنا بعشيرة البقارة نسبة لجدنا الباقر (عليه السلام) .

ولكم جزيل الشكر سماحة الشيخ على هذا اللقاء, وفقكم الله وسددكم.