قصة استبصار الشيخ محمد سعيد دحدوح

استبصار الشيخ محمد سعيد دحدوح إمام مسجد حلب في عصره، بعد أن قرأ التأليف الشريف للعلامة الأميني (الغدير)
ثمّ إنّه بعد ذلك ردّ على من أرسل له الكتاب برسالة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وعلي وعلى إخوانه والأنبياء وآله الأصفياء وصحابته الأتقياء وكافة المؤمنين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: لقد وصلني كتابك الكريم المؤرخ 20 ربيع الأول سنة 1370 وجزئا الغدير: الثالث والرابع.

والغدير في الاسلام (1) فجزاكم الله عني وعمن سيستفيد منها خير ما جزى العالمين العاملين.

سيدي المظفري ! أرسلت تخبرني إن كتيبي الذي ذكرت به ” الغدير ” ببعض مزاياه راق عندك وحسن لديك – وهذا من فضل ربي ومن حبك في – حتى جعلك تذهب به إلى العلامة مؤلفه أبقاه وأبقاكم الله للحق أنصارا ولآله حصنا.

وهو حفظه الله كرما منه وتشجيعا ومكافأة فوق إحسانه ” والبحر يمطره السماء وماؤه من مائه ” طلب منك أن تسمح له بنشره، ولكنك تخبرني تواضعا منك – وخير ما أدبكم الآل عليهم السلام هذا الأدب: التواضع من غير زلفى – إن كنت أحب نشره ولا يضرني أمره وكلمه ومتنه فإنك تقدمه له وهو سينشره في الجزء الثامن بنصه وفصه.

وما أحلاها ذكرى ؟ وما أجملها بشرى أخبرتني بها أيها السيد ؟ وكيف لا أريد أن يسجل إسمي السعيد بحبكم وحب آلي وآلكم آل العترة عليهم السلام ؟ ويبقى كلامي الداثر في غدير عذب زاجر، كلما شرب منه مؤمن وعاقل إرتوى إيمانا وامتلاء يقينا وعلما وصدقا، تذكر مؤلفه ومقرظه ومادحه بالخير والدعاء.

وهل كان الزمان يجود لي مثل هذه المكرمة ؟ لولا استادي صاحب الفضل أولا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تأليف العلامة الفذ الشيخ محمد رضا فرج الله، مر الايعاز إليه ج 1: 157 ط 2.

وآخراً علي وعلى أولادي ومن سيخرج من أصلابنا وأهل بلدي العقلاء.

ولقد ورثكم الآل عليهم السلام أخلاقا ما رأينا مثلها على سواكم، أللهم إلا النذر القليل من الخلص الأتقياء، ويا سيدي ! قديما كنا نسمع: أن الرجل الصادق هو الذي يدلك على الله حاله لا مقاله، ولم نكن نفهم معناها، أو لم نكن نرى صدق مبناها إلا حينما أشرقت الشهباء بطلعتكم، وعندما أرسلتم تخبرني وتستشيرني بأمر أنت المنعم به علي.

وفي الختام تقبل سلام من لا يزال على العهد مقيما.

تلميذك ومحبك

محمد سعيد دحدوح

ربيع الأول 1370 وفق

7 / 1 / 1951

الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب

يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان

ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا

وإذا قيل لهم: إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباؤنا إن يتبعون إلا الظن

وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به، وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم، الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ما فرطنا في الكتاب من شيئ، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون، يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض: غر هؤلاء دينهم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما إنكم تنطقون، قل: أي وربي إنه لحق وإنا لما سمعنا الهدى آمنا به، ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، فماذا بعد الحق إلا الضلال، وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وقل: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.

الأميني