آثار آل محمد عليهم السلام (2)

عنوان المقالة: آثار آل محمد عليهم السلام (2).

تأليف: السيد باسل خضراء الحسني.

سلسلة آثار آل محمد (ع) -2

البداية
بعد أن من الله سبحانه علي وهداني الى طريق الفلاح وذلك في منتصف النمانينيات تحديدا واجهت صعوبات وظروف قاسية على صعيد العمل والمجتمع وصراع مع الناس وهذا يرمقني بنظره وذاك يسمعني كلمات شتم وتلميح بأنني ضللت واتخذت الطريق الخاطئ وبين هذا وذاك عشت ايام عصيبة فحزمت أمري على الاقامة في مدينة حلب الشهباء ( عاصمة الحمدانين ) وأوائل التسعينيات تحديدا بدأت حقبة جديدة من حياتي وأول أمر أردت فعله هو البحث عن مقامات أهل البيت ( ع ) في حلب وبما أنني لا أعرف احد بعد فيها وجب البحث بمفردي
وللأسف ان اهل البلد لا يعلمون قيمة وأهميةهذه الصروح ذلك الوقت ومن تسأله عليها ( مشهد النقطة أو مشهد المحسن ) اما لايجيبك جهلا بمكانها
واما يجيب وهو يرمقك بنظرات وتساؤلات عديدة بين عينيه والجواب يأتي على الشكل التالي[ نعم هناك مكان يأتيه الايرانيين من آخر العالم ليجلسوا فيه تصور أنهم يأتون للحج الى هنا بدلا من الذهاب الى السعودية ] كان يؤلمني هذا المنطق وأتأسف عليه وأقول له ( وهل هذا المشهد مختص للإيرانيين فقط وهل اعلموك انهم لايجون بيت الله الحرام نهائيا ويحجون فقط الى هنا لماذا تفتري على أناس ليس بينك وبينهم اي نوع من العلاقة وهل أنت لاتذهب الى هذا المكان ) اسئلة عديدة طرحتها لكن لا إجابةنماذج من الناس مسيرة من الاخرين اصحاب الغايات والحقد .
بعد جهد وصلت الى بغيتي .

جبل الجوشن
نبحث في معاجم اللغة وتحديدا منها معجم البلدان لياقوت الحموي نجد :
جوشن : بفتح أولهوالسكون وشين معجمة ونون
وهذا الجبل يقع غربي حلب وكان سابقا خارج عن دائرة المدينة والان يعد نسبيا داخل المدينة بسبب التطور والعمران
وكان سابقا يدعى جبل النحاس الاحمر ويستخرج منه هذا المعدن
وكان اهل المدينة ينتفعون به وقد بطل عمله اثر عبور الركب الحسيني عليه وكانت زوجة الامام الحسين ( ع ) حاملا واسقطت جنينها من شدة مالاقوه على ايدي الطغام من جلاوزة يزيد ( لع ) وطلبت جرعة ماء من العاملين بالجبل فشتموها ومنعوها الماء فدعت السيدة زينب ( ع ) وحرم الامام ومن معهم على هؤلاء الصناع ومن وقتها لم يجد اهل البلد الرزق من هذا الجبل ومحيطه وكان الدعاء ( لا أربح الله لكم تجارة )

وقد أورد هذه الرواية كل من ابن العديم في تاريخه ( بغية الطلب ) وابن شداد في ( الاعلاق الخطيرة ) وابن الشحنة في( الدررالمنتخب) وغيرهم من كتاب التاريخ القدامى ويروي ابن الغزي بعد مرور احد عشر قرنا على تلك الرواية ان صديق له من الصاغة قال انه استخرج من الجبل نحاسا في غاية الجودة ولكنه لم يربح بتجارته ابدا, نقلا عن كتاب التاريخ لابن الغزي ج 2 |278 وصلت الى هذا الجبل واعترتني رعشة واحساس كبير في البكاء بل ان عينيي اذرفت دمعها لمجرد رؤية هذا المكان حالة جعلتني اتخيل و استذكر الوضع الذي كانوا عليه حرم رسول الله ( ص ) بأبي هم وأمي يقف العقل احيانا مشلولا انه كيف لهذه الامة ان تفعل مافعلت ان امرء واحد من ابناء العامة لوتفكر بهذه الملحمة الفظيعة التي جرت على اهل البيت (ع ) لعلم ان كل ماينتهجه خطأ كبير اذ كيف يعقل ان يجري كل ماجرى على أهل البيت ( ع ) من قتل ومصائب وسبي ويوالي من قتلهم بالله عليك ايها الاخ السني الذي تقرأ هذا الكلام : كيف يمكن لعقلك وقلبك ان يجتمعا على حب الظالم والمظلوم على حب الحق الممثلة بأهل البيت ( ع ) والباطل المتمثلة بيزيد وجلاوزته (لع ) اعطني تفسير ا واحد لذلك كيف نرضى ونسكت عن الحق ألم يقل الرسول الاعظم ( ص )[ الساكت عن الحق شيطان أخرس ] غريب انت ايها السني كيف تجعل من نفسك اضحوكة والعوبة بيد اناس علموا الحقيقة واخفوها وتعاونوا مع ابليس ( لع ) وتركوا الصراط المستقيم نصيحة لك لوجه الله ايها الاخ السني ولا اريد لها جزاء ولاشكورا انما أجري على الله سبحانه واتمنى الشفاعة من الرسول الاكرم واهل بيته( ص ) يوم الحساب ان تبحث جيدا كما بحثت انا وترجع لمصادر انت احق ان تتابعها وتقرأها لا أن يقرأها لك غيرك ويعطيك جرعات تهلكك وتبعدك عن الشريعة الغراء ونهج محمد وآل محمد والله من وراء القصد

نكمل مابدأنا
بعد أن من الله سبحانه علي وهداني الى طريق الفلاح وذلك في منتصف النمانينيات تحديدا واجهت صعوبات وظروف قاسية على صعيد العمل والمجتمع وصراع مع الناس وهذا يرمقني بنظره وذاك يسمعني كلمات شتم وتلميح بأنني ضللت واتخذت الطريق الخاطئ وبين هذا وذاك عشت ايام عصيبة فحزمت أمري على الاقامة في مدينة حلب الشهباء(عاصمةالحمدانين ) وأوائل التسعينيات تحديدا بدأت حقبة جديدة من حياتي وأول أمر أردت فعله هو البحث عن مقامات أهل البيت ( ع ) في حلب وبما أنني لا أعرف احد بعد فيها وجب البحث بمفردي
وللأسف ان اهل البلد لا يعلمون قيمة وأهميةهذه الصروح ذلك الوقت ومن تسأله عليها ( مشهد النقطة أو مشهد المحسن ) اما لايجيبك جهلا بمكانها واما يجيب وهو يرمقك بنظرات وتساؤلات عديدة بين عينيه والجواب يأتي على الشكل التالي[ نعم هناك مكان يأتيه الايرانيين من آخر العالم ليجلسوا فيه تصور أنهم يأتون للحج الى هنا بدلا من الذهاب الى السعودية ] كان يؤلمني هذا المنطق وأتأسف عليه وأقول له ( وهل هذا المشهد مختص للإيرانيين فقط وهل اعلموك انهم لايجون بيت الله الحرام نهائيا ويحجون فقط الى هنا لماذا تفتري على أناس ليس بينك وبينهم اي نوع من العلاقة وهل أنت لاتذهب الى هذا المكان ) اسئلة عديدة طرحتها لكن لا إجابة نماذج من الناس مسيرة من الاخرين اصحاب الغايات والحقد . بعد جهد وصلت الى بغيتي .

جبل الجوشن
نبحث في معاجم اللغة وتحديدا منها معجم البلدان لياقوت الحموي نجد :
جوشن : بفتح أولهوالسكون وشين معجمة ونون
وهذا الجبل يقع غربي حلب وكان سابقا خارج عن دائرة المدينة والان يعد نسبيا داخل المدينة بسبب التطور والعمران وكان سابقا يدعى جبل النحاس الاحمر ويستخرج منه هذا المعدن
وكان اهل المدينة ينتفعون به وقد بطل عمله اثر عبور الركب الحسيني عليه وكانت زوجة الامام الحسين ( ع ) حاملا واسقطت جنينها من شدة مالاقوه على ايدي الطغام من جلاوزة يزيد ( لع ) وطلبت جرعة ماء من العاملين بالجبل فشتموها ومنعوها الماء فدعت السيدة زينب ( ع ) وحرم الامام ومن معهم على هؤلاء الصناع ومن وقتها لم يجد اهل البلد الرزق من هذا الجبل ومحيطه وكان الدعاء ( لا أربح الله لكم تجارة ) وقد أورد هذه الرواية كل من ابن العديم في تاريخه ( بغية الطلب ) وابن شداد في ( الاعلاق الخطيرة ) وابن الشحنة في( الدررالمنتخب) وغيرهم من كتاب التاريخ القدامى ويروي ابن الغزي بعد مرور احد عشر قرنا على تلك الرواية ان صديق له من الصاغة قال انه استخرج من الجبل نحاسا في غاية الجودة ولكنه لم يربح بتجارته ابدا, نقلا عن كتاب التاريخ لابن الغزي ج 2 |278 وصلت الى هذا الجبل واعترتني رعشة واحساس كبير في البكاء بل ان عينيي اذرفت دمعها لمجرد رؤية هذا المكان حالة جعلتني اتخيل و استذكر الوضع الذي كانوا عليه حرم رسول الله ( ص ) بأبي هم وأمي يقف العقل احيانا مشلولا انه كيف لهذه الامة ان تفعل مافعلت ان امرء واحد من ابناء العامة لوتفكر بهذه الملحمة الفظيعة التي جرت على اهل البيت (ع ) لعلم ان كل ماينتهجه خطأ كبير اذ كيف يعقل ان يجري كل ماجرى على أهل البيت ( ع ) من قتل ومصائب وسبي ويوالي من قتلهم بالله عليك ايها الاخ السني الذي تقرأ هذا الكلام : كيف يمكن لعقلك وقلبك ان يجتمعا على حب الظالم والمظلوم على حب الحق الممثلة بأهل البيت ( ع ) والباطل المتمثلة بيزيد وجلاوزته (لع ) اعطني تفسير ا واحد لذلك كيف نرضى ونسكت عن الحق ألم يقل الرسول الاعظم ( ص )[ الساكت عن الحق شيطان أخرس ] غريب انت ايها السني كيف تجعل من نفسك اضحوكة والعوبة بيد اناس علموا الحقيقة واخفوها وتعاونوا مع ابليس ( لع ) وتركوا الصراط المستقيم
نصيحة لك لوجه الله ايها الاخ السني ولا اريد لها جزاء ولاشكورا انما أجري على الله سبحانه واتمنى الشفاعة من الرسول الاكرم واهل بيته( ص ) يوم الحساب ان تبحث جيدا كما بحثت انا وترجع لمصادر انت احق ان تتابعها وتقرأها لا أن يقرأها لك غيرك ويعطيك جرعات تهلكك وتبعدك عن الشريعة الغراء ونهج محمد وآل محمد قصة صاحب الدير مع الرأس الشريف

قبل دخولي الى المشهد تدفقت الى مخيلتي سيل من الاحداث وانا اقف انظر الى الجبل والى الصرح العظيم من اثر آل محمد حقيقة ان اصوات التهليل والتكبير تطرق مسامعي لا أعرف من أين مصدرها وشلال من الدمع يغزو خديَ ولابأس ان انقل لكم بعض الروايات التي جاءت تخبرنا عن هذا المكان وسبب تسميته بمشهد النقطة كان على هذا الجبل دير صغير لراهب نصراني ويدعى هذا الدير ( بمار مروثا ) ولما مر الركب الحسينيي أنزل الجنود الرؤوس الطاهرة من على الرماح ووضعوا رأس الامام الحسين (ع ) أمامهم وأترك سرد الرواية التي اخذتها من بعض المصادر لرجل كان يحج بيت الله الحرام بعد الواقعة هو سليمان بن الاعمش يقول : بينما كنت في الطواف بالموسم إذ رأيت رجلا يدعوا ويقول [ اللهم إغفر لي وأنا أعلم أنك لاتغفر لي ] فارتعدت لذلك وقلت له ياهذا أنت في حرم الله وحرم رسوله وهذه أيام حرم وشهر عظيم ملم تيأس من المغفرة ؟
فقال لي : ياهذا ذنبي عظيم , قلتله أعظم من جبال تهامة قال أعظم ( سأختصر بعض الشيء من الرواية) وثم قال سأخبرك بقصتي , أنا احد الجنود الذين كانوا في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد حين قتل الحسين ( ع ) وكنت احد الأربعين الذين حملوا الرأس الطاهر الى يزيد من الكوفة فلما مررنا بحلب ارحنا انفسنا قرب دير للنصارى وكان الرأس معنا مركوزا على رمح وضعنا الطعام وجلسنا نأكل فإذا بكف تظهر على حائط الدير وتكتب

أترجوا أمــة قتلت حسينـــا ***** شفاعة جده يوم الحساب
فلا والله ليس لهـــــم شفيع ***** وهم يوم القيامة في العذاب
وقدقتلوا الحسين بحكم جور ***** وخالف حكمهم حكم الكتاب

فجزعنا وبدأنا نتهافت على الكف كي نمسكها ولكنها تغيب وتعود وتظهر للكتابة , ثم اشرف علينا راهب وكان قدرأى نورا يسطع فوق الرأس من نافذته واقبل الينا وقال من انتم قال الحراس : نحن أصحاب ابن زياد (لع)فقال لهم وماهذا الرأس ؟!!!
فقالوا : هذا رأس الحسين بن علي بن ابي طالب بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص ) : قال : نبيكم ؟!!!!!!
قالوا نعم ,قال : بئس القوم أنتم لو كان للمسيح ولد لأسكناه أحداقنا , ثم قال: لدي عشرة الآف درهم تأخذونها وتعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة وأذا رحلتم تأخذوه ففرح الحرس بذلك وأعطوه الرأس وأخذوا المال ,وعاد الراهب الى حجرته وغسل الرأس وطيبه ووضعه في حجره ولم يزل ينوح ويبكي حتى اتى الحرس ليأخذوا الرأس , فبدء يكلم الرأس ويقول : والله ياسيدي لا أملك الا نفسي وأنا اشهد أن لا اله الا الله وأن جدك محمد رسول الله وأشهد أنني مولاك وعبدك ووضع الراهب وجهه على وجه الحسين ( ع ) وقال لا أرفع وجهي عن وجهك حتى تقول أنا شفيعك يوم القيامة فتكلم الرأس وقبل له الشفاعة ثم أعطاهم أياه ثم انهم أخذوا الرأس ولما قربوا من دمشق فتحوا الكيس ليتقاسموا الدراهم فلم يجدوا الا الدراهم قد تحولت الى خزف وعلى احد جانيها مكتوب ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) .