الشيخ إبراهيم الزكزكي

نبذة عن حياة المستبصر المجاهد، الشيخ إبراهيم الزكزكي، الذي استبصر على يده ملايين من الناس في نيجريا وغيرها

إبراهيم بن يعقوب الزكزكي عالم ديني ورجل سياسي وزعيم الشيعة في نيجيريا. ولد في مدينة زاريا  سنة 1953م. بدأ دراسته من مسقط رأسه ثم أكملها في مدن وبلدان أخرى. يترأس الشيخ الحركة الإسلامية في نيجيريا حيث تندرج تحتها مؤسسات خيرية وثقافية. للشيخ ثلاثة أبناء استشهدوا في سنة 2014م.

 

الاسم والنسب

هو إبراهيم بن يعقوب بن علي بن تاج الدين بن حسين الملقب بالإمام. جده الأكبر الملقب بالحسين فإنه كان عالم فقيه صالح تقي. هاجر من مملكة مالي في بداية القرن التاسع عشر الميلادي إلى بلاد الهوسا؛ بهدف الانضمام إلى صفوف المجاهدين الذين قاموا بقيادة الشيخ عثمان بن فودي من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم والقمع الذي يمارسه السلاطين والملوك على شعوب المنطقة.

 

وبعد انتصار المجاهدين بقيادة الشيخ المجاهد عثمان بن فودي (زعيم حركة الجهاد والإصلاح) عينه الشيخ بن فودي وزيراً ومستشاراً لمندوبه الشيخ موسي الذي حمل لواء الجهاد إلى سلطنة زكزو التي فتحها وأعاد الأمن والاستقرار إليها، ثم نشر العدالة بين شعبها حسب التعليم الإسلامي .

 

تصاهرت أسرتا الحسين وموسى حتى اختلطتا بمرور الزمن، وأصبحت كأسرة واحدة لا فرق بينها ، واستمرت تتوارث الحكم والسلطة في زكزو جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا.

 

مولده

ولد في مدينة زاريا (zariya) أو زكزو (zakza) الواقعة في القسم الشمالي من دولة نيجيريا و التي تعرف بمدينة العلم، في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 1372 من الهجرة الموافق للخامس من شهر مايو سنة 1953م .

نشأ يتيماً هو وإخوته الأشقاء في رعاية والدته.

دراسته

بدأ دراسته بتعلّم القرآن صغيراً، كما درس مبادئ الفقه والعقيدة، وأكملهما في سن السادسة عشر من عمره .

التحق بمدرسة إعداد معلمي العربية سنة 1969 ميلادية ، في مدينة زاريا نفسها . وبعد التخرج منها ترك مسقط رأسه لمدة خمس سنوات مابين 1971 إلى 1975 إلى مدينة كانو Kano لمواصلة دراسته في مدرسة الدراسات العربية (School for Arabic studies SAS)، وإضافة إليها درس علوم السياسة والإدارة ليصبح من المتميزين الذين حصلوا علي شهادة (ADVANCED LEVEL G.C.E) والتي أهلته للالتحاق بكلية الاقتصاد في جامعة أحمد بلو زاريا (A.B.U ZARIA) أكبر جامعة نيجيريا آن ذاك، والتي تقع في مدينة زاريا؛ ليعود مرة أخرى إلى مسقط رأسه وليتخصص في الاقتصاد وذلك مابين عام 1976الى 1979 ميلادي.

 

سنة 1980 سافر إلى إيران والتقى فيها بـأحد العلماء الكبار من الشيعة واستبصر على يده، ثم أصبح زعيماً للشيعة في نيجيريا.

 

أخلاقه

المؤثرات

المؤثر الرئيسي هو العامل الديني والأسري والبيئة التي عاش فيها؛ لأنّه نشأ في بيت علم ودين إضافة إلي كون مدينة زاريا التي ولد فيها اشتهرت بالعلم والعلماء، الأمر الذي ساعد أهلها للمحافظة علي التعاليم والثقافة الإسلامية.

 

الخصائص

منذ صغره امتاز بين إخوته بالصّبر والحلم وسعة الصّدر وحب الخدمة لوالديه وإخوته إضافة إلي مساعدة الأصدقاء والزّملاء في المدرسة، كما كان غيوراً و سبّاقاً إلي الخير فارساً مقدماً شجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم.

 

منحه الله سرعة الإدراك والفهم وقوة الذاكرة والحفظ والفطانة والدّقة في كل أموره، إضافة إلي حبه للعلم والعلماء، وكان في حلقات الدرس عند التّلقي من الشيوخ يحفظ درسه ودرس غيره وذلك ما جعله مورد افتخار و اهتمام و عناية خاصة من قبل أساتذته وشيوخه

 

استشهاد أبنائه

استشهد ثلاثة من أبنائه وهم: احمد، وحميد، وعلي عندما أقدمت الشرطة النيجيرية على إطلاق النار على تظاهرة مؤيدة للقدس الشريف سنة 2014

 

مجزرة “زاريا”

 

الأحداث التي سبقت المجزرة

في يوم الجمعة 4/12/2015 أقدمت جماعة مسلحة على إطلاق النار على مسجد قرية “غاباري” خلال صلاة الجمعة فاستشهد 4 وجرح عدد كبير. ثم تكرر المشهد يوم الجمعه التالي (في 11/12/2015) ،وفي القرية نفسها والوقت والمكان عينه فقتلوا 8 أفراد وجُرح كثيرون.

 

المجزرة

وفي يوم السبت 12/12/2015 الساعة 15:00 شوهد عدد من رجال الشرطة يحاصرون الحسينية في مدينة “زاريا” التي كان يتم فيها التحضير لمراسم ولادة الرسول الأكرم (ص) التي تبدأ من أول ربيع الأول كما كل عام. وبعد ساعتين من تواجد رجال الجيش في محيط حسينية زاريا، بدأوا بإطلاق النار فسقط العشرات من الرجال والنساء والأطفال قتلى وعدد من الجرحى، بعدها خرجت النساء بالتكبيرات والنداءات فقاموا بسوق عدد منهنّ إلى أحد مراكز الجيش فتبين فيما بعد أنه تم قتلهنّ ولم تعرف أعدادهم.

 

وقبيل الغروب عند حوالي الساعة 19:00 حوصرت الحسينية بشكل كامل ورمي عليها قنابل يدوية 5 مرات، فتدمر بسببها جزء من جدران الحسينية، واستمرت الشرطة في الحصار وتوسع ليشمل مداخل المدينة والطرق المؤدية للحسينية وبيت السيد زكزكي ومقبرة الشهداء، بدأوا ليلاً باطلاق النار ثم بدأوا الهجوم على بيت السيد عند صلاة الصبح.

 

واستشهد في هذه الفترة الشيخ محمد محمود توري ومعه الدكتور السيد مصطفى سعيد، الطبيب الخاص للسيد الزكزكي الذي كان قد رافقه 37 عاماً. بالاضافة الى شهادة عدد من القياديين في الحركة ويقدر عدد الشهداء ما يزيد عن 300. وأدت الاعتداءات الى تدمير الحسينية على يد قوات الجيش التي استخدمت الدبابات والآليات العسكرية والقنابل بالاضافة الى الاعتداء على الملتحقين بالمراسم من المدن الأخرى فقد أوقفت سياراتهم وقتلوا في مكانهم.

 

وقالت الدكتورة نصيبة نجلة الشيخ زكزكي في تصريح ادلت به لقناة “برس تي في” حول عدد قتلى الحادث انها سمعت بان عدد القتلى بلغ 450 شخصا وانه قيل لها بان هنالك اجساد 300 شخص فقط في المستشفى وانهم يتوقعون بان يبلغ العدد الكلي ألف شهيد، وأضافت بأن والديها اصيبا بجراح خلال الاحداث الدموية الاخيرة التي جرت في مدينة “زاريا”، وإلى أن مجزرة حقيقية قد وقعت حيث قتلت واصابت قوات الجيش الكثير من الافراد المتواجدين في المكان، وان الجثث كانت متناثرة وملقاة على الارض كما ان هذه القوات اخذت معها البعض من الذين بقوا احياء واطلقت النار عليهم واردتهم قتلى في مكان اخر.

 

ردّة الفعل على المجزرة

وخرج عشرات الآلاف من المؤمنين في الأيام التي تلت المجزرة في العالم.

استنكروا هذه الحركة الوحشية من قبل الحكومة النيجرية كثير من علماء الاسلام والرجال السياسية والمثقفين وغيرهم

 

نشاطاته

شارك الشيخ الزكزكي عدة مؤتمرات و ورش العمل ونّدوات دولية، داخل وخارج القارة الإفريقية . وزارها خلالها: جمهورية النّيجر، جمهورية غانا ، مالي ، جنوب أفريقيا، جمهورية السّودان ، جمهورية الإسلامية في إيران ، العراق ، المملكة العربية السّعودية ، لبنان ، روسيا ، بريطانية ، ولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.

شارك في تأسيس عدة مؤسسات تنتمي إلى الحركة الإسلامية في نيجريا والتي هو أمينه، ومنها:

1ـ مؤسسة الشّهداء:

 

تأسست هذه المؤسسة سنة1411 من الهجرة ، الموافق يوم 1ـ1ـ1992ميلادي بمدينة زاريا (ZARIYA )، بأمرٍ من قائد الحركة الإسلامية الشيخ الزكزكي ، فهي مؤسسة إنسانية تقوم برعاية ابناء الشهداء وكفالة الأيتام و الأرامل وغيرها.

 

2ـ مؤسسة الزهراء الخيرية:

 

تأسست هذه المؤسسة المباركة حديثاً بأمر من السيد الزكزكي سنة 2010م الموافق1432من الهجرة، لتكون عمدة لبقية مؤسسات الحركة، وخاصّة التي تعمل في مجال الخدمات الاجتماعية والإنسانية كحفر الآبار وشقّ قنوات المياه وتخليص المسجونين ومساعدة الأرامل والمحتاجين وغيرها.