المهندس معتصم زكي (سنّي / فلسطين)
ولد عام ١٣٨٦ هـ (١٩٦٧م) في فلسطين ، ونشأ في أُ سرة سنّية المذهب ، واصل «معتصم» نشاطه الأكاديمي حتى حصل شهادة هندسة .
إلى جانب الدراسة الأكاديمية فضّل «معتصم» أن يدخل ساحة الجهاد أمام القوات الصهيونية الأمر الذي دعاه إلى أن ينتمي إلى أحد الأحزاب الفلسطينية عام ١٤٠٨ هـ ، واستمرّ في نشاطه هناك ما يقارب الـ ١٧ عاماً .
على الصعيد العقائدي كان «معتصم» يواجه بين الحين والآخر بعض التساؤلات حول معتقداته التي كان يدين الله بها ، يقول عن إحدى هذه التساؤلات : كنت أعيش معركة مع نفسي ، كنت أتساءل عن الصلاة على محمّد وآل محمّد في صلاتنا : من هم آل محمّد ؟ ولماذا نصلّي عليهم في الصلاة ؟ أليست صلاتنا عليهم من صلب الدين ؟ !
وهذا السؤال سؤال صعب جداً في «فلسطين» ; إذ لن تجد اثنين يقولان : أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، إلا أنني قمت بمراجعة صحيح مسلم بنفسي لأرى أمامي الحديث الذي عرّف أهل الكساء (عليهم السلام)(1) .
مظلومية الحسين (عليه السلام) :
يقول «معتصم» عن النقطة المحوريّة التي دعته إلى التحوّل نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) : كنت في أحد الأحزاب الإسلامية بفلسطين ، إلا أننا كنّا نعيش في الحزب الكثير من المشكلات ، وفي إحدى الفترات تابعت محاضرة أحد الخطباء الحسينيين التي كانت تبثّ عبر إحدى القنوات الشيعية أيام عاشوراء ، ولم أكن حينها أعرف شيئاً عن الحسين وأهل البيت (عليهم السلام) سوى أن للحسين قصة حزينة .
وبعد أن استمعت للمحاضرة وعرفت أنّه يتحدّث عن مظلوميّة الحسين (عليه السلام)أبكتني القصة كثيراً ، وقد ناقشت أفراد الحزب فيها لعلّنا نستفيد من ثورة الحسين (عليه السلام) ، إلا أنّهم كانوا يتهرّبون دائماً من الحديث في هذا الشأن ، واتّهموني بأنّي «رافضي» ، وكانوا يقولون لي : إنّها فتنة عصم الله المسلمين منها فلنعصم منها ألسنتنا ، وبات مجرّد الحديث عن أهل البيت (عليهم السلام) ممنوعاً ويثير الفتنة ! الأمر الذي دعاني لترك هذا الحزب .
مرحلة البحث والتحقيق :
بعد تأثّره بواقعة عاشوراء والأجواء التي عاشها مع هذه الواقعة الأليمة رآى «معتصم» أن يعزّز رصيده المعرفي في المجال العقائدي للوصول إلى العقيدة الصحيحة غير المشوبة بالتعصّب والتقليد الأعمى ، فبدأ بمتابعة محاضرات علماء الشيعة واتّجه في البحث والتحقيق نحو الإنترنيت ، يقول «معتصم» : . . . بعدها اتّجهت لمتابعة محاضرات بعض علماء الشيعة ، لقد كان يتحدّث بشكل رهيب ، وبأسلوب فكري عقلي مقنع ، كنت أسجّل محاضراته وأناقش بها أهلي وأفراد الحزب فلم يأتني أحد بأجوبة على أسئلتي . وبعد فترة تعرّفت على عالم الإنترنيت والشيعة فيه ، فبدأت أدخل على غرف المحادثة في برنامج «البالتوك» وأستمع للمناظرات في هذا الشأن .
الاستبصار وهداية المجتمع :
بعد أن توصّل إلى أحقّية المذهب الشيعي وبعد استيقاظه من سبات لفترة من عمره أعلن «معتصم» عن استبصاره والتحاقه بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وكان ذلك عام ١٤٢٤ هـ (٢٠٠٤م)(2) ، وبات يدعو المسلمين إلى اتّباع هذا المذهب متسائلاً «أين نحن من وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ إنّ جميع بقاع المسلمين ـ غير الشيعة ـ لا يعرفون أهل البيت (عليهم السلام) ، فكيف ينصر الله أُمّة لا تعرفهم ؟ !»
ومضيفاً : ﴿(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾(3) ، عندما نريد أن نغيّر واقع الأُمّة يجب علينا أن نغيّر ما في قلوبنا وعقولنا على أساس نهج آل البيت (عليهم السلام) ، فنحن إنّما نكون أقوياء بالتمسّك بكتاب الله وعترة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)» .
واقع الأُمّة الإسلامية ونهج أهل البيت (عليهم السلام) :
يرى «معتصم» أنّ واقع الأُمّة الإسلامية ينبغي أن يكون كما هي الآية الكريمة : ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾(4) ، ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾(5) ، ويتابع قائلاً : إلا أنّ الأُمّة اليوم أصبحت من أذلّ الأُمم ، وأصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام ، وإن العقل والشرع يرفض ذلك ، فأين هو الخلل ؟
المريض يبحث عن الطبيب المختصّ لتشخيص علاجه ، والأُمّة مريضة فمتى أصيبت بهذا المرض ؟ هل هو بعد إطاحة أتاتورك في تركيا بالدولة العثمانية عام ١٩٢٣م ؟ أم ماذا ؟
واعتبر «معتصم» السقيفة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) محطّة الخلل التي لم يتّبع فيها المسلمون وصيّة نبيّهم حين قيل له : «حسبنا كتاب الله»(6) ، وهو (صلى الله عليه وآله) القائل : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي»(7) ، والقائل أيضاً : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق»(8) ، وهذه الأحاديث متواترة لدى كلّ المسلمين من أبناء العامّة والشيعة .
____________
1- صحيح مسلم ٧ : ١٣٠ .
2- المعلومات المذكورة عن المستبصر ، ككيفية الاستبصار وتاريخه ، ورؤية المستبصر بشأن واقع الأُمّة الإسلامية وغير ذلك ; ذكرت في لقائه المفتوح في إحدى المواكب الحسينية في البحرين (بتصرّف) .
3- الرعد -١٣- : ١١ .
4- آل عمران -٣- : ١١٠ .
5- آل عمران -٣- : ١٣٩ .
6- صحيح البخاري ٥ : ١٣٨ ، صحيح مسلم ٥ : ٧٦ .
7- راجع : مسند أحمد ٣ : ١٤ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤٨ .
8- راجع : المستدرك على الصحيحين ٢ : ٣٤٣ ، والمعجم الأوسط ٥ : ٣٥٥ .
ديسمبر 1 2018
معتصم زكي
المهندس معتصم زكي (سنّي / فلسطين)
ولد عام ١٣٨٦ هـ (١٩٦٧م) في فلسطين ، ونشأ في أُ سرة سنّية المذهب ، واصل «معتصم» نشاطه الأكاديمي حتى حصل شهادة هندسة .
إلى جانب الدراسة الأكاديمية فضّل «معتصم» أن يدخل ساحة الجهاد أمام القوات الصهيونية الأمر الذي دعاه إلى أن ينتمي إلى أحد الأحزاب الفلسطينية عام ١٤٠٨ هـ ، واستمرّ في نشاطه هناك ما يقارب الـ ١٧ عاماً .
على الصعيد العقائدي كان «معتصم» يواجه بين الحين والآخر بعض التساؤلات حول معتقداته التي كان يدين الله بها ، يقول عن إحدى هذه التساؤلات : كنت أعيش معركة مع نفسي ، كنت أتساءل عن الصلاة على محمّد وآل محمّد في صلاتنا : من هم آل محمّد ؟ ولماذا نصلّي عليهم في الصلاة ؟ أليست صلاتنا عليهم من صلب الدين ؟ !
وهذا السؤال سؤال صعب جداً في «فلسطين» ; إذ لن تجد اثنين يقولان : أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، إلا أنني قمت بمراجعة صحيح مسلم بنفسي لأرى أمامي الحديث الذي عرّف أهل الكساء (عليهم السلام)(1) .
مظلومية الحسين (عليه السلام) :
يقول «معتصم» عن النقطة المحوريّة التي دعته إلى التحوّل نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) : كنت في أحد الأحزاب الإسلامية بفلسطين ، إلا أننا كنّا نعيش في الحزب الكثير من المشكلات ، وفي إحدى الفترات تابعت محاضرة أحد الخطباء الحسينيين التي كانت تبثّ عبر إحدى القنوات الشيعية أيام عاشوراء ، ولم أكن حينها أعرف شيئاً عن الحسين وأهل البيت (عليهم السلام) سوى أن للحسين قصة حزينة .
وبعد أن استمعت للمحاضرة وعرفت أنّه يتحدّث عن مظلوميّة الحسين (عليه السلام)أبكتني القصة كثيراً ، وقد ناقشت أفراد الحزب فيها لعلّنا نستفيد من ثورة الحسين (عليه السلام) ، إلا أنّهم كانوا يتهرّبون دائماً من الحديث في هذا الشأن ، واتّهموني بأنّي «رافضي» ، وكانوا يقولون لي : إنّها فتنة عصم الله المسلمين منها فلنعصم منها ألسنتنا ، وبات مجرّد الحديث عن أهل البيت (عليهم السلام) ممنوعاً ويثير الفتنة ! الأمر الذي دعاني لترك هذا الحزب .
مرحلة البحث والتحقيق :
بعد تأثّره بواقعة عاشوراء والأجواء التي عاشها مع هذه الواقعة الأليمة رآى «معتصم» أن يعزّز رصيده المعرفي في المجال العقائدي للوصول إلى العقيدة الصحيحة غير المشوبة بالتعصّب والتقليد الأعمى ، فبدأ بمتابعة محاضرات علماء الشيعة واتّجه في البحث والتحقيق نحو الإنترنيت ، يقول «معتصم» : . . . بعدها اتّجهت لمتابعة محاضرات بعض علماء الشيعة ، لقد كان يتحدّث بشكل رهيب ، وبأسلوب فكري عقلي مقنع ، كنت أسجّل محاضراته وأناقش بها أهلي وأفراد الحزب فلم يأتني أحد بأجوبة على أسئلتي . وبعد فترة تعرّفت على عالم الإنترنيت والشيعة فيه ، فبدأت أدخل على غرف المحادثة في برنامج «البالتوك» وأستمع للمناظرات في هذا الشأن .
الاستبصار وهداية المجتمع :
بعد أن توصّل إلى أحقّية المذهب الشيعي وبعد استيقاظه من سبات لفترة من عمره أعلن «معتصم» عن استبصاره والتحاقه بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، وكان ذلك عام ١٤٢٤ هـ (٢٠٠٤م)(2) ، وبات يدعو المسلمين إلى اتّباع هذا المذهب متسائلاً «أين نحن من وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ إنّ جميع بقاع المسلمين ـ غير الشيعة ـ لا يعرفون أهل البيت (عليهم السلام) ، فكيف ينصر الله أُمّة لا تعرفهم ؟ !»
ومضيفاً : ﴿(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾(3) ، عندما نريد أن نغيّر واقع الأُمّة يجب علينا أن نغيّر ما في قلوبنا وعقولنا على أساس نهج آل البيت (عليهم السلام) ، فنحن إنّما نكون أقوياء بالتمسّك بكتاب الله وعترة أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)» .
واقع الأُمّة الإسلامية ونهج أهل البيت (عليهم السلام) :
يرى «معتصم» أنّ واقع الأُمّة الإسلامية ينبغي أن يكون كما هي الآية الكريمة : ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾(4) ، ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾(5) ، ويتابع قائلاً : إلا أنّ الأُمّة اليوم أصبحت من أذلّ الأُمم ، وأصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام ، وإن العقل والشرع يرفض ذلك ، فأين هو الخلل ؟
المريض يبحث عن الطبيب المختصّ لتشخيص علاجه ، والأُمّة مريضة فمتى أصيبت بهذا المرض ؟ هل هو بعد إطاحة أتاتورك في تركيا بالدولة العثمانية عام ١٩٢٣م ؟ أم ماذا ؟
واعتبر «معتصم» السقيفة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) محطّة الخلل التي لم يتّبع فيها المسلمون وصيّة نبيّهم حين قيل له : «حسبنا كتاب الله»(6) ، وهو (صلى الله عليه وآله) القائل : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي»(7) ، والقائل أيضاً : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق»(8) ، وهذه الأحاديث متواترة لدى كلّ المسلمين من أبناء العامّة والشيعة .
____________
1- صحيح مسلم ٧ : ١٣٠ .
2- المعلومات المذكورة عن المستبصر ، ككيفية الاستبصار وتاريخه ، ورؤية المستبصر بشأن واقع الأُمّة الإسلامية وغير ذلك ; ذكرت في لقائه المفتوح في إحدى المواكب الحسينية في البحرين (بتصرّف) .
3- الرعد -١٣- : ١١ .
4- آل عمران -٣- : ١١٠ .
5- آل عمران -٣- : ١٣٩ .
6- صحيح البخاري ٥ : ١٣٨ ، صحيح مسلم ٥ : ٧٦ .
7- راجع : مسند أحمد ٣ : ١٤ ، والمستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤٨ .
8- راجع : المستدرك على الصحيحين ٢ : ٣٤٣ ، والمعجم الأوسط ٥ : ٣٥٥ .
By morteza • نبذة عن حياة المستبصرين 0 • Tags: الفلسطين, القدس, غزة, فلسطين, معتصم زكي