المتشيع المرحوم محمد السوادا

المستبصر الياباني، المرحوم الشيخ السوادا ( سوادة أو سودة).

ولد عام 1924 م في مدينة غیفو في اليابان. واصل دراسته حتى تخرج في بلده، حيث كان عنده تحقيق كبير حول مذهب شنتو وأقسامه. و كذلك ألف كتب عديدة في هذا الموضوع. استبصر عندما قضى عمره حوالي 57 سنة وذلك بعد بحث وتحقيق عميق في إسلام الأصيل… .
من أهم خدماته، ترجمة قرآن الكريم إلى لغة اليابانية.

توفي سنة 2012 م في اليابان.

فومي ئو ساوادا(محمّد)

ولد عام ١٣٤٢هـ (١٩٢٤م) في مدينة (جيفو) اليابانية، ونشأ في أسرة تعتنق الديانة الشنتوية.

أكمل (فومي ئو) الابتدائية وقسماً من المتوسطة في مسقط رأسه، ثمّ ذهب إلى مدينة (كيوتو) لمواصلة دراسته الأكاديمية؛ فدخل عام ١٩٤٥ م كلّية القانون والعلوم السياسية، وفي عام ١٩٥٠ م تخرّج منها بعد الحصول على الشهادة العليا.

ثمّ بدأ بدراسة الديانة الشنتوية؛ فكانت النتيجة تأليف العديد من الكتب والمقالات في هذا المجال، وكان اختصاصه في معرفة الطريقة الإينارية؛ التي تعدّ من أهم فرق الشنتوية الثلاثة عشر.

التعرّف على الإسلام والمذهب الشيعي:

التقى (فومي ئو) بالعديد من المسلمين خلال دراسته الفرق والمذاهب والأديان المختلفة، وكان كلّما يستمع إلى القرآن الكريم يستأنس به، الأمر الذي شجّعه على التعمّق والتدقيق والتفكير في التعاليم والمعارف الإسلامية، وسار به إلى أن يعلن إسلامه عام ١٣٩٢هـ في أحد مساجد المسلمين، حيث كان يبلغ من العمر الخمسين أنذاك.

ثم اعتنق مذهب الشيعة الإمامية بعد سبع سنين من إسلامه، وما كان ذلك إلّا نتيجة طبيعية يصل إليها كلّ من كان البحث عن الحقيقة منهجه، ونفي الاستسلام للموروث ديدنه.

وكانت لـ (فومي ئو) بعد استبصاره نشاطات عديدة في مجال نشر معارف الشيعة الإمامية، فعمل ـ كأحد رؤوس الشيعة في اليابان ـ على دعوة أبناء بلده إلى اعتناق مذهب الفرقة الناجية بإرشادهم إلى العلم والعمل الصالح، وفي ذات المجال قام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، كما كانت له سفرة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحضور مؤتمر النظرية المهدوية الأول في طهران(1).

التشيّع في اليابان:

بدأ دخول التشيع إلى اليابان بقدوم بعض الأسر الشيعية الإيرانية والباكستانية إلى طوكيو في ستينيّات القرن العشرين، وفي سبعينيّاته أقيمت المجالس الحسينية كما اعتاد الشيعة ذلك في بقيّة أنحاء العالم. كانت مجالس العزاء الحسيني في العاصمة طوكيو في أوانها شأناً أسرياً؛ إذ تجتمع بعض الأسر وتستمع معاً إلى الأشرطة السمعية أو أشرطة الفيديو، وذلك اعتباراً من اليوم السابع وحتى الثاني عشر من شهر محرّم الحرام.

ويظهر أنّ رجل الأعمال الباكستاني (سيد عاشق علي البخاري) هو الذي بدأ بعقد تلك المجالس، كذلك مجلس السيد (ناظم الزيدي)، ثم تطوّر الأمر بعد تكاثر الشيعة في اليابان وأصبح أكثر تنظيماً، فأصبحت مراسيم العزاء الحسيني تقام في مناطق متفرقة من البلاد.

بعض مؤسّسات الشيعة في اليابان:

تميّزت اليابان بنشاط المسلمين الشيعة فيها رغم حداثة دخول التشيّع إليها، وكانت لهم مؤسساتهم الخاصة بهم، والتي هي فضاء لممارسة شعائرهم وعباداتهم ونشر نشاطاتهم فيها؛ ومنها:

– المجلس الإسلامي الحسيني ـ مؤسسة أهل البيت عليهم السلام الإسلامية في طوكيو.

ـ حسينية طوكيو:

www.hosseinieh.blogfa.com

وتتمحور نشاطاتها في إحياء مراسيم عاشوراء، والمناسبات الشيعية، وغيرها.

كما ويعتمد المسلمون الشيعة في اليابان على عدة مواقع إلكترونية قد أسسوها؛ منها: ـ مأتم العزاء:

www.azadarijapan.com

ويحتوي على: نهج البلاغة، الإسلام والشيعة في اليابان، تاريخ العزاء الحسيني في اليابان، التقويم الإسلامي، مواقيت الصلاة، كتب ومواد منشورة.

ـ مركز أهل البيت عليهم السلام:

www.ahloulbait.com

ويحتوي على القرآن الكريم بالصوت, أصول وفروع الدين, حياة الأربعة عشر معصوم عليهم السلام, بعض المناسبات الإسلامية مثل عيد الغدير وعيد الأضحى وغيرها.

ـ موقع القرآن:

www.alquran.com

ويديره الإخوة الأفاغنة الذين يعيشون في اليابان.

شيعة اليابان بين الواقع والطموح:

ليس بخافٍ على أحد ما يدلّ عليه الوجود الشيعي على أرض اليابان.

وإنّ هذا الوجود قائم بدعم من جهات إسلامية شيعية ومن بعض النشطاء في هذا المجال، ولكنّ هذا الدعم يبقى قليلاً ـ على الأقل ـ قياساً إلى ما تبذله جهات أخرى إلى غير الشيعة.

لذا ممّا ينبغي على الكل ـ مؤسسات وأفراد ـ وعلى رأسهم العلماء والحوزات العلمية الكبرى، الاستمرار وزيادة الدعم للوجود الشيعي في أرض الشمس المشرقة، خاصة إذا ما علمنا أنّ الشعب الياباني من أكثر الشعوب تحضّراً وتقدّماً، وله القابلية على تقبّل التجديد والتحضّر والتطور نحو الأفضل، وهذا مؤشّر إلى أنّه شعب مبدع قابل للتأثر والاستفادة مما في الفكر الإسلامي الشيعي من تنوّر وعمق وأصالة وفائدة للمعتقدين به بل للبشرية جمعاء.

فلِمَ لا تكون أرض اليابان ليس مشرقاً لشمس الطبيعة فقط، بل منطلقاً ثرّاً لبزوغ نور حقيقة الإسلام التوحيدي المحمدي العلوي، نور شمس الدين الخاتم ساطعة ترسل الرحمة للعالمين جميعاً، ليسيروا في طريق الأمل سيراً حثيثاً نحو التكامل، حيث يعم القسط كل ربوع المعمورة، مهيئين بذلك لدولة العدل الإلهي، دولة حفيد النبيّ الخاتم صلي الله عليه وآله، الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام.

____________

1- التقى به فضلاء من الحوزة العلمية المقدسة في هذا المؤتمر، وتوفّي المستبصر عام ٢٠١٢ م بعد عمر مليء بالعطاء الزاخر.

راجع ما ذكر عن المستبصر في العدد ٧٥ من مجلة (أخبار الشيعة) الشهرية الناطقة باللغة الفارسية.