ديلوفا برينتي

ديلوفا برينتي (علي) (مسيحي / بلجيكا)

من مواليد بلجيكا، حاصل على شهادة الليسانس في اختصاص الالكترونيك، كان منتمياً للدين المسيحي، طالع الأناجيل الأربعة فوجدها لا تنسجم مع المبادئ التي يدّعيها رجال الدين المسيحيين، وهذا ما دفعه إلى الابتعاد عن الدين.

نور القرآن:

وجد “ديلوفا” نفسه ذات يوم قريباً من كتاب القرآن الكريم، فدفعه حبّ الاستطلاع على أخذ القرآن والتعرّف عليه بصورة إجمالية، أحبّ أن يعرف ما هو سرّ هذا الكتاب الذي جذب إلى نفسة الملايين من الناس في هذه الكرة الأرضية.

وبعد أن قرأ “ديلوفا” مجموعة من الآيات وجد تغيّراً في حالته النفسيّة من خلال تأثرّه بمضامين تلك الآيات.

حاول “ديلوفا” بعد ذلك أن يحصل على نسخة من القرآن، ثمّ بدأ يقرأه بتدّبر وتامّل وبدقّة، وبعد فترة وجد “ديلوفا” دموعه تنهمر خلال قراءة هذا الكتاب المقدّس.

وبمرور الزمان انجذب قلب “ديلوفا” نحو مفاهيم ومضامين القرآن، فدفعه هذا الأمر إلى التعرّف على الإسلام.

الإسلام وتكريم الإنسان:

من أهم الأمور الملفتة للنظر في الدين الإسلامي هي أنّ الإسلام يرى بأنّ الإنسان يولد طاهراً مطهراً بخلاف الدين المسيحي الذي يرى بأنّ الإنسان يولد وهو حامل لخطيئة آدم.

وجد “ديلوفا”بانّ الإسلام يقول حول الإنسان: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}(1).

ثمّ أرسل الله تعالى أنبياءه ورسله لهذا الإنسان ليبذلوا غاية جهدهم لهدايته، وتحمّل الأنبياء أشد المعاناة في سبيل هداية الإنسان، ولكنهم مع ذلك لم يبأسوا ولم يفتروا في هذا الطريق.

سأل رجل الإمام علي(عليه السلام) عن حبّه للقاء الله تعالى، فقال: بماذا أحببت لقاءه؟

قال(عليه السلام): “لمّا رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه، علمت أنّ الذي أكرمني بهذا ليس ينساني، فأحببت لقاءه”(2).

الانجذاب بالإمام علي(عليه السلام) :

تعرّف “ديلوفا” خلال دراسته للتاريخ الإسلامي على شخصية الإمام علي(عليه السلام)، فبدأ يقرأ أحاديثه وكلامه، فتأثرّ به أشدّ التأثير، وتأسّف على ترك المسلمين في صدر الإسلام لهذه الشخصية بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وإعراضهم عنه، والتفافهم حول غيره، وعدم عودتهم إليه إلاّ بعد فوات الأوان.

واستغرب “ديلوفا” كيف قدّم البعض كطلحة والزبير وزوجة النبي عائشة ومعاوية بن أبي سفيان مصالحهم الشخصية على الإسلام وقاموا بمحاربة الإمام علي(عليه السلام) عندما اتّفق الجميع على خلافته.

ومن هنا عرف “ديلوفا” بأنّ الذين كانوا حول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من الصحابة فيهم الصلحاء وفيهم الطلحاء، ولا يمكن أخذ ما جاء به الرسول إلاّ من الصلحاء، وهذا ما يحتّم على الإنسان دراسة حياة الصحابة ومعرفة العدول منهم، وأخذ الشريعة من العدول فقط .

وعرف “ديلوفا” أيضاً بأنّ دين الله تعالى لا يعرف بالرجال، بل ينبغي للإنسان أن يعرف الحق أوّلاً ليعرف بعد ذلك أهل الحق والمتمسكيّن به.

____________

1-الإسراء (17) : 70.

2-الخصال، الشيخ الصدوق: 33، باب الاثنين.