اولف لئوياتريك (حسين)

اولف لئوياتريك (حسين) (مسيحي / السويد)

من مواليد دولة ﴿السويد، حاصل على شهادة الماجستير، كان منتمياً للدين المسيحي وفق المذهب البروتستاني الذي أسّسه الراهب ﴿مارتين لوثر باسم الإصلاح الديني للكنيسة.

التفت ﴿اولف ذات يوم إلى ما عليه من انتماء، فوجده انتماءً لا يروي ظمأ فطرته المتعطشة للتقرّب إلى اللّه‏ سبحانه وتعالى، فتوجّه إلى البحث حول الأديان، حتّى تعرّف على الدين الإسلامي الحنيف، فلم تمض فترة من البحث حتّى اقتنع قناعة كاملة بهذا الدين العظيم فاعتنقه، ثُمّ سمّى نفسه باسم ابن رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله و سلم الإمام الحسين عليه ‏السلام.

أسباب ثورة الإصلاح الديني للكنيسة:

تعد ثورة ﴿مارتين لوثر (متوفي عام ١٥٤٦م) أهمّ نهضة في حياة الكنيسة لبروتستانتية حيث سعى (لوثر) من خلالها إلى إصلاح الكنيسة وتجديد الفكر الديني فيها.

ولكن ماذا وراء تلك الثورة؟ هل كان سببها منحصراً في سوء الأوضاع الداخليّة واستبداد رجال الكنيسة وفسادهم الديني والأخلاقي أم توجد أسباب أخرى؟! إذا كان هذا هو السبب، فلماذا لم تتحقّق تلك الثورة قبل القرون الوسطى وفي الأزمنة التي انتشر فيها الظلم والفساد الكنيسي دون رادع؟!

إذن لابدّ من البحث عن أسباب أخرى جعلت تلك الثورة أو الصحوة – كما يحلو لبعض مؤرخي الفكر الغربي تسميتها بذلك – تحدث في ذلك الوقت بالذات ولم تحدث قبله.

لعلّ أحد أسباب تلك النهضة في ذلك الزمان بالذات – كما اقتنع به جملة من المحقّقين – هو دخول الفكر الإسلامي عقيدة وفكراً إلى الغرب.

ومع أنّنا نفتقد إلى شهادة تاريخيّة صريحة في هذا المجال إلاّ أنّ مضمون الإصلاحات الدينية التي حصلت حينها كانت تبتعد بمرور الزمن عن فكر الكنيسة، وتلتقي في جوانب كثيرة مع العقلانيّة الإسلاميّة.

ويشهد على ذلك التطور الواضح في الارتباط بين المسيحية بمختلف فرقها والإسلام، فقد ترجم القرآن إلى اللغة اللاتينية عام ١١٤٣م، ثُمّ تلا بعد ذلك بعدّة أعوام إخراج معجم لاتينيّ – عربي مكّن علماء المسلمين من ترجمة الكتب التي تبيّن وجهة نظر الإسلام في كافة المجالات، فانتشرت العلوم الإسلاميّة بسرعة فائقة وخاصّة بعد اختراع آلات الطباعة وانتشارها، وازداد مع ذلك الإقبال على تعلّم اللغة العربية ودراسة التاريخ الإسلامي فصار الإسلام وخلال بضع سنين محركاً للعقل الأوروبي بعد أن أيقظه من سبات دام طوال عصور مظلمة.

وأمام هذا الوضع كان على رجال الفكر النصارى أن يختاروا أحد أمرين: إمّا أن يدخلوا الدين الإسلامي من أوسع أبوابه، وهذا يعني خروجهم عن حماية الكنيسة ورجالها، وهو الأمر الذي منعهم خوفهم وعنادهم منه.

وإمّا أن يخترعوا نظاماً فكرّياً لملٔالفراغ الموجود في الكتب المقدّسة، وذلك بتأسيس مبان تتسم بالعقلانية أكثر من المباني الكاثوليكية التقليديّة. وهو الأمر الذي ركّز عليه ﴿لوثر حسب دعوته الإصلاحيّة ضدّ سلطة الكنيسة، حيث سمح للقساوسة بالزواج، وقال بأنّ الطلاق أمر شرعيّ لابدّ منه أحياناً.

وأكد أن الإيمان هو وحده الرابطة التي تربط اللّه‏ والمؤمنين، وأنّ الكهانة وصكوك الغفران منتفية في المسيحية وغيرها من المبادئالتي تتفق مع الشريعة الإسلاميّة، الأمر الذي يؤيد استيحاء هذه المبادئ من الدين الإسلامي الحنيف.

إلى جانب ذلك أقدمت الكنيسة البروتستانتية على تقوية رجالها للوقوف أمام المدّ الإسلامي، وإيجاد الشبهات في مبانيه ومعتقداته حتّى أنّ بعضهم تجرأ على معارضة القرآن في محاولات بائسة لإثبات عدم إعجازه، كما حاول الكثير منهم خلق الافتراءات حول شخصيّة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم .

وكلّ هذا يدلّ على أنّ هؤلاء كانوا يهتمون بالإسلام ليس اهتمام تقدير، بل خوفاً منه لما فيه من قوّة حجّة ودليل على أنّه الحقّ من عند اللّه‏ سبحانه وتعالى.

العقلانيّة الإسلاميّة:

لعلّ من أهم أدلّة استبصار ﴿اولف لئوباتريك (حسين) العقلانيّة الموجودة في الدين الإسلامي الحنيف.

صحيح أن المذهب البروتستاني كان يتسم بالعقلانيّة أكثر من سائر الفرق المسيحية، إلاّ أنّه لم يكن بالحدّ الذي يروي ظمأ فطرة البحث المتعطشة، والتي ما برحت تبحث عمّا يرويغليلها حتّى تعرّفت على الدين الإسلامي ومبادئه العقليّة، فوجدت فيه ما يروي ظمأها ويطفئلهيبها، فتقبّلته بصدر رحب، واتّخذته منهجاً وسبيلاً.