رحمت الله مهاجري كلولاني كردستاني

رحمت الله مهاجري (كلولاني كردستاني)

(سنّي / إيران)

ولد سنة 1359هـ (1941م) في كردستان إيران ونشأ في عائلة علمائية سنية، بدأ في العاشرة من عمره بالدراسة في مكتب أبيه، ثمّ في مكاتب شيوخ آخرين، عمل في ميدان التبليغ وبنى أو جدّد بناء عدّة مساجد في قرى كردستان.

كيف عرفت الحقّ؟

يقول الشيخ رحمت الله: منذ بداية دراستي كنت أحاول البحث والتحقيق في المسائل التي أدرسها، وفي سنة 1379هـ (1960م) كنت أدرس عند الشيخ محمّد بزيناني المشهور بـ”ملا رشه”، وكان شيخاً حي الضمير وصفي السريرة تأثّرت بكلامه وحالاته المعنوية كثيراً وهو الذي هداني إلى الصراط المستقيم.

في مدينة “مهاباد” حيث كان يدرس سألته في أحدى الدروس عن حديث “رزية يوم الخميس”، وما الذي كان يبكي ابن عباس عندما يتذّكرها كما نقل البخاري ومسلم وغيرهم، وهل صحيح أنّ بعض الصحابة منع النبي من كتابة ما يمنع عن الضلال أبداً وقال: إنّه يهجر(1).

كما سألته عن بعض الآيات التي تشير إلى مودّة القربى وطاعة أولي الأمر، وقلت من هم القربى ومن هم أولي الأمر.

سكت الشيخ طويلا وجرت دموعه، فتعجبت من أمره، وقلت في نفسي: ماذا حدث؟

رفع الشيخ رأسه بعد ذلك، وقال: ولدي سألت عن آيات هي في صميم الإسلام، ولكن أهل الجور والظلم حرفوها عن معانيها بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأظنك قد عرفت الحقيقة وتريد أن تمتحن عقيدة شيخك الذي تجاوز السبعين من العمر، ثمّ تنهد وقال: الهي إنّك تعلم أني قد عرفت الحق متأخراً في زمان الشيخوخة، وليس لي القدرة على اظهاره للناس، أما أنت فسأعرض لك الحقيقة وهي: أنّ جماعة من الصحابة غصبوا الخلافة من الخليفة الحق وبلا فصل عن النبي وهو الإمام علي(عليه السلام) ولم يخشوا العذاب الإلهي ولم يستحوا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وكانت النتيجة أن سيطر على الساحة المنافقون والفاسقون، وحاولوا إطفاء نور الحقيقة ما استطاعوا حتّى انحرف الكثير من المسلمين وتشوّهت معالم الدين وقتل آل الرسول وتشردوا وتغرّبوا وحبسوا.

ووضعت الكثير من الأحاديث المجعولة في تشويه سمعة الرسول وآله وتحسين صورة المنافقين حتّى صار سبّ الإمام علي(عليه السلام) على المنابر لمدة سبعين سنة أمراً عادياً(2) بل يعدونه من الفرائض، وانت إذا دققت في كتب التاريخ والحديث لوضحت لك هذه المطالب وأنا أطلب منك أن لا تنقل هذا الكلام عني إلاّ بعد وفاتي، واذا كانت لديك قدرة على إظهار الحق فاظهره للناس واستفد من عمرك وشبابك بمطالعة هذه الأمور ومتابعتها من الكتب واتقان بحثها حتّى تكون حجّتك واضحة وطريقك مستقيماً.

تأثّرت بكلامه وحضرت في ذهني الكثير من الأسئلة الأخرى، فسألته عنها وأجابني عليها، ونصحني بتبليغها للناس، وذكر لي وظائف المبلغ الخطيرة، وقال: عليك بالتأسّي بمصعب بن عمير ـ المبلغ الذي أرسله رسول الله إلى المدينة قبل مهاجرته إليها ـ الذي استفاد من شبابه في تبليغ الدين رغم الغربة والصعوبات التي واجهها.

يضيف رحمت الله: أنا اليوم أحمد الله سبحانه وتعالى أن تخلصت من أَسر التقليد في أيام شبابي، ولجأت إلى سفينة النجاة محمّد وآله صلوات الله عليهم وصرت جنديا من جنود صاحب الزمان بانتمائي إلى الحوزة العلمية المباركة.

كتاب استبصاره:

(لماذا اعتقدت بالولاية؟) صدر سنة 1392هـ (1973م) عن مطبعة بيروز في قم.

يتألف الكتاب من مقدمة وعشرة أقسام:

عرض في المقدمة شيئاً من حياته وكيفية استبصاره.

القسم الأوّل: واقعة الغدير ونصب الإمام علي للخلافة.

القسم الثاني: خطة غصب الخلافة بدأت في زمان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).

القسم الثالث: هل كانت خلافة أبو بكر اجماعية.

القسم الرابع: غصب فدك وحقوق بني هاشم بعد غصب الخلافة.

القسم الخامس: هل انتقاد الاعمال القبيحة للصحابة يوجب الكفر.

القسم السادس: تحريف بني امية للدين ولعنهم وسبهم لا اشكال فيه.

القسم السابع: الظالم الذي اعطوه لقب سيف الله.

القسم الثامن: ماذا قال المأمون لعلماء العامة.

القسم التاسع: لا يهذي أبو بكر ويهذي الرسول (والعياذ بالله).

القسم العاشر: تحقيق في فرق أهل السنة.

____________

1- صحيح البخاري 4: 31، 65، 5: 137، صحيح مسلم 5: 75، مسند أحمد 1: 222، 355.

2- مستدرك الحاكم 1: 384، تفسير الآلوسي 14: 219 .