صالح بلقاسم الطيب

ولد عام 1387هـ (1968م) في تونس، نشأ في أسرة مالكية المذهب، واصل دراسته الأكاديمية حتّى حصل على شهادة البكالوريوس، ونال شهادة الإجازة في الفلسفة.
كان نشطاً في الجامعة قبل الاستبصار، وكان يقوم بإلقاء بعض الدروس الأخلاقية في المسجد كما كان يقوم بعض الأحيان بإلقاء المحاضرات.
استبصر “صالح” عام 1414هـ (1994م) في سوريا، ثمّ التحق بحوزة أهل البيت(عليهم السلام) التابعة للرابطة الإسلامية العالمية، وكان ذلك عام 1415هـ (1995م).

قصّة استبصاره:

يقول “صالح” حول قصّة استبصاره: خرجت من تونس في بداية التسعينات متّجهاً إلى المغرب، ثمّ سافرت إلى موريتانيا، وأكملت دراستي الجامعية هناك، ثمّ رجعت مرّة أخرى إلى المغرب، والتحقت بإحدى المصانع بحثاً عن عمل يؤمّن لي حياة مستقلة وهنيئة، وكان المصنع عبارة عن ورشة تصليح سيارات.
أحببت مواصلة دراستي، وكانت لي رغبة في رفع مستواي العلمي والثقافي، فاقترح عليّ صديق عزيز لي ـ كان يدرس في الحوزة العلمية في مدينة قم بإيران ـ أن أسافر إلى إيران لمواصلة الدراسة، وللتعرّف على مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، فقبلت ذلك، وسافرت إلى سوريا لانتقل منها إلى إيران، لكن عرضت موانع دفعتني إلى الاستسلام والبقاء في سوريا، فتعرّفت فيها على شخص شيعي أرشدني إلى قراءة الكتب خلال فترة بقائي في سوريا، ودلّني على مكتبة كنت أذهب إليها صباحاً، فقرأت كتاب المراجعات، النص والاجتهاد والفصول المهمّة، وكلّها للعلاّمة شرف الدين، ثمّ قرأت كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، واستغرقت مطالعتي لهذه الكتب مدّة شهر، ثمّ رغبت في الالتحاق بالحوزة العلمية في السيّدة زينب بدمشق، وكان هدفي مواصلة الدراسة، وتوسيع آفاق معرفتي الدينية.
وفي الحوزة تبيّن لي خلال الدراسة بأنّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام) على الحقّ، فأعلنت استبصاري.

الإمام علي(عليه السلام) بمنزلة الكعبة:

عرف “صالح” عند قراءته للكتب بأنّ للإمام علي(عليه السلام) مكانة عظيمة لا يهتمّ علماء أهل السنّة بذكرها، وتسليط الضوء عليها، فلمّا تعمق في قراءة التاريخ عرف الأسباب السياسية التي حرمت الأمّة من الحقائق الكثيرة.
إنّ النصوص الواردة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّ الإمام علي(عليه السلام) تبيّن للإمام علي(عليه السلام) منزلة رفيعة لا يمكن تصوّرها بالنسبة إلى أيّ صحابي آخر، منها: قوله(صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام علي(عليه السلام): “أنت بمنزلة الكعبة، تُؤتى ولا تأتي…”(1).
أضف إلى ذلك: تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت الإمام علي(عليه السلام)في جوف الكعبة(2).
وقد ورد في الفصول المهمّة حول الإمام علي(عليه السلام): “ولد رضي الله عنه بمكة داخل البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب الحرام، سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، وقيل: بخمس وعشرين، وقبل المبعث باثنتي عشرة سنة، وقيل: بعشر سنين، ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه”(3).
ثمّ كان الإمام علي(عليه السلام) أوّل من أسلم، وأوّل من آمن بالنبي(عليه السلام)(4)، وبلغ الإمام علي(عليه السلام) في الإيمان درجة بحيث قال عنه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): “لو أنّ السماوات والأرض موضوعات في كفّة وإيمان علي(عليه السلام) في كفة، لرجح إيمان علي”(5).

انكشاف الحقيقة:

إنّ من أهم الأمور التي دعت “صالح الطيّب” إلى الاستغراب هو إعراض بعض الصحابة عن الإمام علي بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، والتفافهم حول من هم دونه في جميع الأمور.
ومن هذا المنطلق واصل “صالح” بحثه فتبيّنت له حقائق كثيرة دفعته في النهاية إلى ترك مذهبه الموروث، والالتحاق بالمذهب الحقّ، وهو مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

(1) أسد الغابة: 4: 31.
(2) مستدرك الصحيحين 3: 483.
(3) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة 1: 171.
(4) تاريخ الطبري 2: 57 ، كنز العمال 11: 283، حديث32987 .
(5) كنز العمّال 11: 283، ح32990.