الشهيد الشيخ محمد جان وهبي أبو جودة

مولده ونشأته ولد الشهيد الشيخ محمد جان وهبي طاينوس أبو جوده ” الشيخ محمد ” في 27 / 12 / 1980 م في مدينة فالوغا في لبنان من عائلة مسيحية معروفة في شمال لبنان.

حياته العلمية : أكمل الابتدائية عند والده وكان متفوقا وحينما بلغ عمره الثانية عشرة بدأ يدرس الكتاب المقدس والكتب المسيحية حتى بلغ الرابعة عشرة وبعدها أصبح راهبا في المسيحية ولما بلغ السابعة عشرة من عمره اعتنق الاسلام ضمن المذهب السني وتلقى دراسات في بيروت العاصمة على أيدي أساتذة كبار ومشايخ وحتى اذا بلغ الثامنة عشرة أدركته رحمة الاستبصار حيث تحول إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام وأخذ يتلقى دراسته عند كبار الشيوخ ورجال الدين في لبنان.

وبعد بلوغه الحادية والعشرين من عمره توجه إلى العراق لمواصلة حياته الدراسية حيث استقر في النجف الأشرف منصوبا في حوزتها الدينية وقد تلقى من خلال دراسته في النجف الأشرف علوما في ” الشرائع ـ المنطق ـ الفلسفة ـ علم النفس “.

لمحات من أخلاق الشهيد : لقد عرف عن الشهيد رحمه الله أنه كان من الأفاضل المتعبدين والملتزمين في منهج العبادة والتعبد وفي المناسك والمستحبات والنوافل فلقد كان يقيم منها صلاة الليل وسائر النوافل اليومية كما عرف عنه إنه كان يحيي لياليه بالأذكار وسائر الأدعية كما كان ولوعا بقراءة القرآن الكريم ، ومما يرد من صفات الشهيد وأخلاقه أنه كان ذا قناعة وزهد وفهم أمثل للحياة الدنيا بما كان يحدو به نحو فاضل الاخلاق والعواطف في شعور أخوي ترعاه القيم الانسانية مما ترقي به الذات والنفس اذا طابت أو خلصت فالنفس وطابعها فما خلصت أو تسامى طبعها تاقت للفضيلة وعكفت على سواء السبيل وما تدانت أو كدرت شحت على ذاتها فلا تكاد تبصر أو تعي الأشياء على حقائقها.

 

دواعي الاستبصار الذاتية : من الحقائق الثابتة لدى الانسان الواعي أو الباحث نحو الحقيقة أن عاملا ذاتيا من الصفاء والشفافية يحدو به في ميادين الحياة واواسطه البحوث والدراسة والحكمة كما يقال : ضالة المؤمن فكلما احتاج اليها سأل عنها واقترب منها وهكذا تجاذبه الحقائق الثابتة ويرعاه الصواب وتقر عينه الطمأنينة حتى تكون النفس راضية مرضية ، وهذا سبيل النفس إذا استجابت لنداء العقل فلا يهمها إلا أن ترسو على شاطئ الحقيقة والصواب.

 

أما الشبهات وما يريبها وإن تهفو النفس لها يوما أو تكبوا على أثرها فلابد أن تستدرك بذاتها قبل فوات الأوان أو أن تقع في شراك الضلال ، وعلى ضوء هذا المبدأ النظري والتطبيقي لدى الانسان نستطيع أن نجزم اعتقادا أن الاستبصار والانفتاح الروحي للحقائق يسابقه إرهاصا من الخلوص والموضوعية بعيدا عن الذاتية وما يساورها من الرواسب والطقوس كما تسابق الاستبصار معالجات خالصة وصادقة للخلاص من دقائق الشك والاشكال.

وهكذا وجدنا شهيدنا الراحل الشيخ محمد جان رحمه الله كان لديه من الصفاء وحب الحقيقة ما حدا به نحو القناعة والاعتقاد الحازم ، وإذا كان لديه من موروث الاعتقاد والتقليد ما كان ليقف امام ما كان يصبو إليه من الاعتقاد والقناعة فلقد تخلى عن ذلك جانبا خصوصا بعد إن اتضح لديه من القلع والاضطراب فيما ورد في كتب الانجيل الرائجة مما لا يقبله العقل أو يليق بالمسيح (على نبينا وآله وعليه السلام) كروح الله.

 

المثابرة في ايصال الحقائق : رغم الفترة القليلة التي إنضوى فيها الأخ جان وهبي بالاسلام وطلب العلوم والمعارف الاسلامية لم يتوان فيها ، عن ايصال ما توصل إليه من حقائق أهل نحلته حيث كتب ثلاثة كتب تبين عمق فهمه للاسلام والأديان بشكل عام وإن اعتناقه للاسلام وللمذهب الحق ترتب على أسس علمية رصينة ، الف ثلاثة كتب ” شاطئ الحق ” و ” الاسلام ورسوله ” و ” كتاب آخر خطي ” وكان مصب الكتابين الأولين أن دين الله واحد وأن الأديان مصبها ومنبعها واحد مستشهدا بنصوص التوراة والانجيل والقرآن.

 

شهادته : استشهد رحمة الله عليه في عام 2002 م.